بتكلفة 4 مليارات جنيه، هل تتحول مصر لوجهة سياحية عالمية عن طريق «التجلي الأعظم»؟ - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز التنمية السياحية في جنوب سيناء، تشهد مدينة سانت كاترين تنفيذ مشروع "التجلي الأعظم" الذي يهدف إلى تحويل المنطقة إلى وجهة سياحية عالمية تجمع بين الروحانية، التراث، والطبيعة الخلابة. 

ويعد هذا المشروع نقلة نوعية في تطوير المدينة، حيث يسعى إلى الحفاظ على هويتها التاريخية مع دمجها في منظومة تنموية متكاملة تدعم السياحة وتوفر فرص العمل وتعزز من الاقتصاد المحلي.

تفاصيل المشروع والمرافق الجديدة

ومن أبرز مكونات هذا المشروع هي منطقة الزيتونة التي تشهد حاليًا إنشاء 21 مجمعًا سكنيًا، تحتوي على 564 وحدة سكنية بمساحات تتراوح بين 100 و230 مترًا مربعًا، حيث تتميز هذه الوحدات بتشطيبات فاخرة فوق المتوسطة، مما يوفر بيئة مريحة لكل من الزوار والمقيمين.

ويجري تنفيذ أعمال تطوير متكاملة تشمل إنشاء مسجد وكنيسة ومجموعة من المحال التجارية، مما يعكس سعي المشروع لتلبية احتياجات السكان والزوار من جميع الفئات.

الجانب السياحي للمشروع

وفيما يتعلق بالجانب السياحي، يتضمن المشروع إنشاء منتجع سياحي جبلي على الهضبة، يضم 44 فيلا وشاليه فاخرة، بالإضافة إلى منطقة تجارية تحتوي على 16 بازارًا بمساحة 1500 متر مربع.

وتهدف هذه البازارات إلى تعزيز القاعدة الاقتصادية للمدينة وتوفير خدمات متنوعة تساهم في تطوير السياحة المحلية مع الحفاظ على الطابع الروحاني للبقعة.

ويتم تطوير نادي اجتماعي جديد لأهالي المدينة على مساحة 1600 متر مربع، والذي سيوفر مساحة ترفيهية وثقافية تعزز من الحياة الاجتماعية في المنطقة. 

ويجري العمل على إنشاء نزل بيئي جديد في منطقة وادي الراحة على مساحة 39,500 متر مربع، يتألف من 7 مبانٍ تضم 192 غرفة فندقية و56 جناحًا بيئيًا، ليكون جزءً من التجربة السياحية المستدامة التي يتبناها المشروع.

المرافق الثقافية والروحية

ويشمل المشروع أيضًا إنشاء حديقة صحراوية بمحاذاة سفح الجبل تربط النزل البيئي بالفندق الجبلي، بالإضافة إلى ممشى "درب موسى" الذي يحاكي المسار التاريخي للنبي موسى عليه السلام وصولًا إلى جبل التجلي. 

وتهدف هذه المبادرة إلى منح الزوار تجربة روحانية وتاريخية فريدة، حيث يمكنهم التنقل عبر نفس المسار الذي سار عليه النبي موسى.

أحد المعالم البارزة في المشروع هو مبنى السلام، الذي يمتد على مساحة 7,300 متر مربع ويشمل ساحة احتفالات، ومبنى متحفي لعرض التراث التاريخي والديني للمدينة، بالإضافة إلى مسرح وقاعة مؤتمرات مجهزة بأحدث التقنيات.

ويراعى في تصميم هذه المرافق الحفاظ على البيئة الطبيعية المحيطة، مع إخفاء الخدمات الضرورية في مبنى تحت الأرض لضمان عدم التأثير على المشهد الطبيعي.

الفندق الجبلي والمرافق الفندقية

أما بالنسبة للفندق الجبلي، الذي يقع في موقع استراتيجي ويوفر إطلالات رائعة على دير سانت كاترين وهضبة التجلي، فهو يغطي مساحة 12,900 متر مربع ويضم 144 غرفة وأجنحة متنوعة. 

الفندق تم تصميمه ليصبح واحدًا من أبرز المنشآت الفندقية العالمية، مع الحفاظ على التكوينات الصخرية الطبيعية المحيطة به، فضلاً عن إضافة حديقة جبلية خلفية تعزز من جمال المكان وتوفر بيئة هادئة ومريحة للزوار.

مركز الزوار الجديد

وفي مدخل مدينة سانت كاترين، تم إنشاء مركز الزوار على مساحة 3,170 متر مربع، ليكون نقطة استقبال رئيسية للسياح والزوار. يحتوي المركز على محلات هدايا تذكارية، مطعمًا وكافتيريا، صيدلية، بالإضافة إلى قبة سماوية تعرض أفلامًا ثلاثية الأبعاد عن التراث الروحاني والتاريخي للمدينة وجبل سيناء. 

كما يحتوي المركز على بحيرة صغيرة وحديقة طبيعية توفر مناطق استجمام، مما يعزز من تجربة الزوار ويوفر لهم أماكن للاستراحة وسط المناظر الطبيعية الخلابة.

يعد مشروع "التجلي الأعظم" أكبر مشروع سياحي في سيناء بالكامل، ويقع بين جبل موسى وجبل سانت كاترين هذا المشروع يستهدف جذب مليون سائح سنويًا إلى المدينة الأثرية، التي تعد من أهم الوجهات الروحية في العالم، إذ تضم العديد من المعالم الدينية والتاريخية البارزة مثل كنسية التجلي، التي تم إنشاؤها بأمر من الإمبراطور البيزنطي جستنيان، وتعد مكانًا مقدسًا حيث يتم حفظ جثمان القديسة كاترين في تابوت خشبي مزخرف.

كما يُعد "الجبل الأعظم" في هذه المنطقة واحدًا من أقدس ثلاث بقاع في العالم، حيث يعتقد أنه يمثل مزار عبور سيدنا موسى عليه السلام، وكذلك مكانًا مقدسًا لحجاج بيت الله الحرام. كل هذه المعالم تجعل من سانت كاترين وجهة سياحية دينية وتاريخية متميزة.

وكان عقد وزير الإسكان، شريف الشربيني، اجتماعًا دوريًا لمتابعة الموقف التنفيذي لمشروع تطوير موقع التجلي الأعظم في مدينة سانت كاترين، بحضور مسؤولي الوزارة والجهاز المركزي للتعمير واستشاري المشروع وشركات المقاولات العاملة عبر تقنية الفيديو كونفرانس.

ووجه الوزير خلال الاجتماع بتسريع العمل على إنجاز كافة مكونات المشروع، مع ضرورة إعداد تقارير يومية عن حجم الإنجاز وزيادة أعداد العمالة والمعدات، مع الالتزام بالجداول الزمنية المحددة، وتقييم أداء الشركات وفقًا لهذه الجداول.

وأكد الوزير أن المشروع يحظى بمتابعة مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى أهمية العمل الجماعي وتنسيق الجهود بين الجهات المعنية لدفع معدلات الإنجاز والالتزام بالمواعيد المحددة لتنفيذ المشروع.

كما أوضح الوزير أن الهدف من المشروع هو تطوير الموقع الفريد من نوعه عالميًا في سانت كاترين، الذي شهد تجلي المولى عز وجل، بهدف تحويله إلى مزار سياحي وروحاني عالمي، مع تحسين المنطقة بشكل متوازن يحافظ على البيئة الطبيعية والتراث الثقافي المميز لها.

أخبار ذات صلة

0 تعليق