دبي: «الخليج»
تتصدر دولة الإمارات والسعودية المشهد، حيث يُتوقع أن يجلب عام 2025 تحديات وفرصاً جديدة لقطاعات البناء والعقارات. ومع المشاريع الطموحة المتماشية مع رؤية الإمارات 2031 ورؤية السعودية 2030، ستشكل استراتيجيات المشاريع المتكاملة، وكفاءة التكاليف، والابتكار في التصميم أولويات السوق.
قامت شركة «كارتر هونس أسيوسيشن» Carter Hones Associates، وهي شركة استشارية متخصصة في التصميم وإدارة التكاليف والمشاريع، بتحديد الاتجاهات الرئيسية التي تقود مستقبل الصناعة في المنطقة، بناءً على عملها مع المطورين والمهندسين المعماريين والاستشاريين الرئيسيين والمقاولين.
الاتجاه الأول
صعود إدارة التصميم المتكاملة، حيث تزداد المشاريع الضخمة تعقيداً في الإمارات والسعودية، ما يتطلب تنسيقاً أفضل بين الأطراف المعنية، من المهندسين المعماريين ومصممي الديكور الداخلي إلى المقاولين. وقد أدى هذا التعقيد إلى زيادة الطلب على إدارة التصميم المتكاملة، التي تُمكن من إنشاء تدفقات عمل واضحة، وتقليل تكرار العمل، وضمان توافق التصميم مع البناء.
يقول ناثان هونس، المدير التنفيذي والشريك في الشركة: «لم تعد المشاريع جهوداً مستقلة، بل أصبحت أنظمة مترابطة من التخصصات المختلفة. إدارة التصميم الفعالة ضرورية للحفاظ على تماسك المشروع وضمان التسليم في الوقت والتكلفة المحددة».
الاتجاه الثاني
التركيز المتزايد على التصميم ضمن الميزانية، مع مواجهة المطورين لميزانيات أكثر تقييداً، نتيجة ارتفاع تكاليف المواد والتضخم، أصبحت الهندسة القيمية والخدمات الاستشارية للتكاليف من الركائز الأساسية للتخطيط للمشاريع. وأصبحت الخدمات ما قبل البناء، مثل دراسات الجدوى وإدارة العقود، حاسمة لتجنب التأخيرات المكلفة وضمان الاستدامة المالية.
يوضح زين هيسمان، المدير التجاري والشريك في الشركة: «يسعى المطورون إلى تحقيق التوازن بين الطموح والواقعية. أصبح توافق التكاليف والإدارة المستمرة للبرامج الآن أمراً أساسياً لنجاح المشاريع. من خلال مراقبة الميزانيات بشكل استباقي وإدارة عملية التصميم وفق بروتوكولات واضحة».
الاتجاه الثالث
المشاريع المتوافقة مع الرؤى الوطنية والأهداف الطموحة الموضحة في الأطر الوطنية، مثل المشاريع الضخمة في السعودية (نيوم، مدينة القدية، مشروع البحر الأحمر) والمبادرات الذكية في الإمارات، هناك دفع أكبر نحو التنمية المستدامة والتخطيط الحضري المتعدد الاستخدامات.
الاتجاه الرابع
فجوات المواهب وحلول القوى العاملة المرنة، إذ كشف النشاط المتزايد في كلا السوقين عن نقص في المواهب، خاصة في مجالات إدارة المشاريع والتخصصات التقنية. استجابةً لذلك، يعتمد المطورون والمقاولون بشكل متزايد على خدمات الإعارة، لجلب محترفين متخصصين إلى فرقهم.
يضيف كريغ كارتر، المدير العام والشريك في الشركة: «تعتبر الإعارة وسيلة فعالة لتلبية احتياجات القوى العاملة الفورية، مع ضمان تجهيز الفرق الداخلية للتعامل مع التحديات المستقبلية».
الاتجاه الخامس
إدارة المشاريع المستندة إلى البيانات، حيث يزداد اعتماد الأدوات الرقمية وتحليل البيانات لإدارة المشاريع. يلجأ المطورون إلى الأنظمة المدعومة بالتكنولوجيا للإشراف على كل شيء من توقعات التكاليف إلى تقييمات ما بعد البناء.
ويوضح كارتر: «البيانات تحول طريقة إدارة المشاريع، حيث توفر رؤى فورية حول التقدم والمخاطر والفرص».
ستبقى الإمارات والسعودية في طليعة مشهد التنمية العالمي. وسيعتمد النجاح على مدى فاعلية اعتماد الأطراف المعنية استراتيجيات متكاملة لإدارة التصميم، وتحسين التكاليف، ومرونة القوى العاملة.
0 تعليق