قبيل دورة الخليج السادسة التي أقيمت في أبوظبي- بداية الثمانينات وقد كنت يومها فتى يافعاً- لعب منتخبنا مباراة تحضيرية مع منتخب هندوراس.. ورغم الخسارة بهدفين لهدف إلا أن الصحف الرياضية أجمعت على جملة واحدة متكررة لازلتُ أذكرها هي عبارة «بشائر الخير» لتألق المنتخب.. وها هي بشائر الخير تتجلى لنا في مباراتي قيرغزستان وقطر، كما يلي:
{ أولاً: بشائر المعسكر الجيد: أثبتت الجولتان الماضيتان أن التجهيز فيهما ارتقى للمستوى المرضي جداً أداءً ونتيجةً والدراسة للمنافسين العنيدين من قبل الجهاز الفني كانت دقيقة وعميقة، وبالتالي بدا للجميع واضحاً وجلياً أن المعسكرات القصيرة، كما حصل في مرات سابقة، لا تجدي نفعاً ولا تجلب فوزاً.. وهذا المعسكر بحق أتى أُكُله وأينع ثمره ومن خلاله حقق المنتخب منسوباً من الانسجام كافياً وقدراً من التهيئة النفسية والذهنية والبدنية جيداً، تكلل بفوزين مقنعين على فريقين ليسا بالسهلين.. فشكراً للاتحاد والرابطة على تضافر الجهد وعلو «الصوت» في هذا الجانب.
{ ثانياً بشائر الخير في نجاعة الحملة الإعلامية: ما لمسناه وشاهدناه من إعلامنا الرسمي وعبر التواصل الاجتماعي اقترب إلى المثالية في طرحه والإيجابية في روحه وحماسته.. رأينا الكل متحدين في هدف واحد هو الوصول إلى الست نقاط.. ذكرتنا بأيام خليجي 18 وخليجي 21.. وهكذا هي يا سادة رسالة الإعلام الرصينة.
{ بشائر الخير في وقفة جمهورنا: في الوقت الذي يتغير كل شيء في رياضتنا، تبقى المساندة الجماهيرية هي الثابت، لا تتغير ولا تتبدل.. ربما يغضب تارة ويحزن ويعتب أخرى، ولكن جمهور «الأبيض» وعشاقه دوماً معه بالوقفة والكلمة والحضور والتحفيز والتشجيع والدعاء، في جميع الأحوال وتحت كل الظروف.. وهم الأولى بالفرحة دائماً وأبداً.
محصلة هذه البشائر الثلاث مجتمعةً تجلت في الروح التوّاقة إلى المجد على النجيل الأخضر ورأينا أسوداً أشاوس يرهبون ويرعبون من حولهم.. فرأينا ليما المعروف بأهدافه الأليمة والعظيمة حاضراً بقوة ومتوهجاً.. وشاهدنا حاربنا المحارب كالنمر يصول ويجول.. والغساني يجتهد بكل سحر وألق وتفان.. وميلوني كان كلمة السر والسحر الكروي بداية من مباراة أوزبكستان مروراً بقيرغزستان إلى مباراة قطر.. وكتيبة مخيفة من فرسان «الأبيض» الهجمة عندهم بهدف.. تألق لافت وفوز عريض وأداء ولا أروع.
{ بشائر في الخير وحدة الكلمة: الكل في منظومة الأبيض بلا استثناء أجمع بعد مباراة قطر، على كل ما فيها من جمال وروعة وانتزاع للآهات، هي عبارة عن ثلاث نقاط.. وأن القادم أصعب وأهم.
أخيراً: خاتمة المعلق المتألق علي سعيد الكعبي بعد مباراتنا مع قيرغزستان كانت ذات معانٍ عميقة، وبها أختم موضوعي هذا، قال: «هي أكثر من مجرد كرة قدم.. هي فرحة وطن»!
0 تعليق