كتب - عامر بن عبدالله الأنصاري "تصوير: خالد البوسعيدي"
- مشاركة فرقِ الموسيقى العسكرية السلطانية العمانية وفرقة القوات
المسلحة الأردنية وفرقة الحرس العسكري النمساوي
تستضيف دار الأوبرا السلطانية على مدار 3 أيام الحفل الموسيقي "الموسيقى العسكرية.. من عمان والعالم"، الذي انطلق مساء أمس برعاية صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم بن طارق وزير الثقافة والرياضة والشباب، وذلك في الساحة الخارجية للدار. يستمر الحفل في يومه الثاني اليوم الجمعة، ويُختتم غدًا السبت.
تشارك في الحفل الموسيقي 8 فرق موسيقية عسكرية من سلطنة عمان، وهي فرقة موسيقى الحرس السلطاني العماني، وفرقة موسيقى الجيش السلطاني العماني، وفرقة موسيقى سلاح الجو السلطاني العماني، وفرقة موسيقى البحرية السلطانية العمانية، وفرقة موسيقى شرطة عمان السلطانية، وفرقة موسيقى الخيالة السلطانية العمانية، وفرقة موسيقى الهجانة السلطانية العمانية، والفرقة الموسيقية الكشفية.
كما تشارك دوليًّا فرقة القوات المسلحة الأردنية وفرقة الحرس العسكري النمساوية، اللتان حلتا ضيفتين على الدار لتقدما روائعهما الموسيقية.
انطلق الحفل في يومه الأول أمس بالسلام السلطاني العماني، ثم بدأ الجمهور بالاستمتاع بالعرض الترحيبي الذي قدمته الفرقة النحاسية وفرقة الفانفير المشتركتان، بعرض "مارش الصمود" من تأليف وتوزيع "دارول باري"، إضافة إلى "ترانيم القرب/الرحالة". تلا ذلك تقديم موسيقى "رياح الشمال"، وهو عمل من ألحان "إيريك ويتايكر" وتوزيع "دارول باري".
واستمرت الموسيقى الآسرة بمشاركة الموسيقيين العمانيين العسكريين، حيث أبحروا في أنغام الفلكلور العماني التقليدي وبعض من أرشيف الأغنية العمانية. فقدمت الفرق وصلات فنية متنوعة، منها "هلا بالصوت اللي جاني على الهاتف" من ألحان وتوزيع "حسن ثاني"، والتي أحيَت رقصة البرعة التقليدية، ثم عزفت موسيقى الأغنية العمانية "يا صانع اصنع لي طيارة" من ألحان محمد بن سعيد وتوزيع حسن ثاني. تلتها لوحة موسيقية عسكرية بعنوان "سرب الدعم 45 الميداني" من ألحان وتوزيع "جورج جونستن". وقدمت الفرق كذلك "رقصة مركيز مرتفعات هانتلي" من الموروث الأسكتلندي التقليدي، بالإضافة إلى فاصل موسيقي مبتكر من ألحان وتوزيع "آلان جونستن"، وتحية الطبول المستوحاة من الثقافة الأسكتلندية التقليدية. ضمن مجموعة الأعمال الموسيقية، وعُزفت مقطوعة "المدينة الهادئة" من ألحان منير سليمان، بالإضافة إلى وصلات موسيقية أخرى قدمتها الفرق العسكرية العمانية مجتمعة.
وبدورها قدمت فرقة القوات المسلحة الأردنية 7 مقطوعات موسيقية تنوعت بين الموروث الأردني والعربي والموسيقى العسكرية، منها "سلام منَّا" من ألحان عمر عبداللات وهي معزوفة مستوحاة من التراث العماني، ومعزوفة "أردن الكوفية الحمرا" من ألحان جميل العاص، و"محنى كفة" من التراث الأردني، وغيرها من المقطوعات التي ألهبت حماس الجمهور.
أما فرقة الحرس العسكري النمساوي فقد قدمت 9 معزوفات موسيقية متنوعة، ركز معظمها على الموسيقى التقليدية النمساوية التي ألّفها كبار الموسيقيين، مثل "مارش جيسلينجن" من تأليف يوزيف دوبيس (1885-1957) وافتتاحية أوبريت "الوطواط" للمؤلف يوهان شتراوس الذي رحل عام 1889، وغيرها من المقطوعات الموسيقية التقليدية التي أضفت رونقًا خاصًا على هذا الحفل البهيج.
الفرق المشاركة
وتعتبر فرقة موسيقى الحرس السلطاني العماني، التي تأسست عام 1972، واحدة من أعرق الفرق الموسيقية في السلطنة، حيث تتمتع بتاريخ حافل بالمشاركات الدولية المرموقة، بما في ذلك مهرجانات تاتو الشهيرة في أدنبرة وسيدني وغيرها من الفعاليات الكبرى حول العالم. وتشتهر الفرقة بتقديم عروض مميزة تمزج بين الأصالة والحداثة، مما يعزز من حضورها الإقليمي والدولي.
أما فرقة موسيقى الجيش السلطاني العماني، فقد تأسست في أغسطس 1974 وبدأت بمجموعة القرب والطبول، لتتطور لاحقًا إلى فرقة متكاملة تشمل العديد من التشكيلات الموسيقية. وقد نمت الفرقة بشكل ملحوظ لتقدم عروضها في الفعاليات الوطنية والدولية، مما يعكس التزامها بالمحافظة على التراث الموسيقي العماني وتطويره.
وتأسست فرقة موسيقى سلاح الجو السلطاني العماني في عام 1981، وواصلت تطوير مهاراتها إلى أن أصبحت جاهزة للعزف العلني في أواخر عام 1982. وتتميز الفرقة بمشاركاتها في المهرجانات الموسيقية العالمية، بما في ذلك تلك التي أُقيمت في كندا ونيذرلاند وسويسرا.
وبدأت فرقة موسيقى البحرية السلطانية العمانية مسيرتها في 15 فبراير 1983، وشاركت في العديد من المناسبات الدولية مثل الاحتفالات الملكية في ماليزيا ومهرجانات السفن الشراعية في فرنسا. وتُعرف الفرقة بتقديم عروض موسيقية تجمع بين الألحان العمانية والتراث البحري.
فيما تأسست فرقة موسيقى شرطة عمان السلطانية عام 1972، وهي من أقدم الفرق الموسيقية في السلطنة وساهمت بشكل كبير في تعزيز الفن الموسيقي العسكري. وقد أضافت الفرقة بُعدًا جديدًا من خلال تشكيل فرقة نسائية في عام 2005، مما عزز من تنوع عروضها وشموليتها.
وفي عام 2004، تم دمج فرقتي الخيالة والهجانة السلطانية لتكوين مجموعة موسيقية مشتركة تضيف نكهة تراثية خاصة إلى العروض. تشارك هذه المجموعة في المناسبات الرسمية مثل احتفالات الأعياد الوطنية وفعاليات تخرج الدفعات العسكرية، تأسست فرقة موسيقى الخيالة السلطانية في 28 أغسطس 2009 بأمر سامٍ من السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه.
أما الفرقة الموسيقية الكشفية التي تأسست في 15 يونيو 1998، فهي تمثل إحدى إنجازات الحركة الكشفية العمانية، وتسهم في تعزيز الأنشطة الموسيقية الكشفية، ما يبرز أهمية الموسيقى في التربية والتنشئة الكشفية.
ومن الضيوف المشاركين، تأتي الفرقة العريقة فرقة القوات المسلحة الأردنية التي تأسست عام 1921 وتمتد جذورها إلى قرابة قرن من الزمن، تتميز الفرقة بتقديمها عروضًا موسيقية متنوعة، وتشمل اليوم خمسة فرق موسيقية، من بينها الأوركسترا السيمفونية وفرقة القرب والطبول. وقد مثّلت الأردن في العديد من المهرجانات الدولية، مثل مهرجان تاتو أدنبرة ومهرجانات فيرجينيا ونوفاسكوشيا.
والفرقة الزائرة الأخرى فرقة الحرس العسكري النمساوي، التي تأسست كجزء من القيادة العسكرية في فيينا، وتلعب دورًا بارزًا في المناسبات الرسمية في النمسا. وتقدم الفرقة عروضًا موسيقية تحظى بتقدير كبير وتشارك في الفعاليات الدولية، مما يعكس الأهمية الثقافية للموسيقى العسكرية النمساوية على الساحة العالمية.
وقد اجتمعت هذه الفرق اليوم في هذا الحفل لتقديم مزيج من التراث الموسيقي والتقاليد العسكرية التي تحتفي بالتعاون الثقافي بين الدول.
0 تعليق