وأعرب الفنانون المشاركون عن سعادتهم بالمشاركة في هذا الحدث الفني، حيث شاركت صاحبة السمو السيدة تانيا آل سعيد باللوحة الجدارية «الوحدة في التنوع» مصورة التراث الثقافي المتنوع للمجتمع العماني، ومحتفلة بالتاريخ المشترك الذي شكّل الهوية الجماعية، وتعد اللوحة الجدارية تمثيلًا مرئيًا لالتزام سلطنة عمان بالتسامح والتعايش. أما الفنان كليف جريسي فتحدث عن عمله الذي يحتوي على عشر صور كبيرة مطبوعة على المعدن، تظهر واجهات منازل قديمة مبنية من الطين مشتملة على مقتنيات حديثة، مبينا أن المنازل المهجورة توجد في مطرح ومواقع أخرى في سلطنة عمان وتقدم لمحة عن حياة الأشخاص الذين سكنوا هذه المساحات ويستحضرون الذكريات. ويضيف: أعمالي معروضة في الزقاق المحاذي لمركز شرطة عمان السلطانية بمطرح، حيث تتكون من عشر صور فوتوغرافية كبيرة مطبوعة على المعدن، تظهر التصميم الداخلي القديم للعديد من المنازل التي بدأت تتشكل بصورة عصرية حديثة، منوّها أن المنازل مصنوعة من الطوب اللبن ولكن الممتلكات التي يتم عرضها في الداخل أثاث من الطراز الحديث، مثل: التلفزيون القديم، والمصابيح الأثرية الجميلة.
وضمّ بيت الخنجي العمل الفني «متحف القمر»، للفنان البريطاني لوك جيرام، الذي يقدمه على مستوى عالمي، ويشارك به في هذه الفعالية، وقدمت أزرا أكساميا عملا فنيا بعنوان «الوفرة والندرة»، يتكون من مظلة بطول 70 مترًا تتميز بنقوش مقطوعة بالليزر؛ لتكون تأثيرًا بصريًا، كما عرضت الفنانة الفوتوغرافية الفنلندية إيلينا براذر مجموعة من الأعمال التي تم تطويرها خلال إقامتها في سلطنة عمان.
وشارك الفنانون العمانيون بأعمال مميزة وبصمات فنية مؤثرة، وأوضح الفنان هيثم البوصافي أنه يشارك في فعالية «رنين» في بيت الخوري بعمله الفني «ذكريات حية»، وهو عبارة عن عمل مستوحى من ذكرياته الطفولية في مطرح، وبشكل خاص رؤية الألعاب الملونة، حيث يستعرض هذا العمل الفني الذكريات الأولى التي جمعتنا في مطرح خلال بداية التسعينيات ونهاية الثمانينيات. مشيرا إلى أن ولاية مطرح كانت تستقطب الجميع للتبضع قبل العيد، حيث كانت الأسواق غير مزدحمة ومليئة بالألوان والأصوات المتباينة.
التفاصيل الكثيرة التي يتضمنها هذا العمل الفني، أثرت في هيثم ودفعته لابتكار هذا العمل. ويمكن للمشاهد اكتشاف تلك التفاصيل من خلال عدة مستويات، سواء من خلال التركيز على التفاصيل الصغيرة أو من خلال فهم المعنى العميق للعمل.
ويوضح البوصافي أن هذه الأعمال الفنية تعتمد في فهمها واستيعابها على عمق الإنسان وقدرته على فهم الجوانب المعنوية والجمالية للعمل، حيث يمكن للمشاهد القراءة والاستفادة من كل التفاصيل الدقيقة التي يقدمها العمل. أما العمل الفني لعمار الكيومي فهو مستوحى من كاسرات الأمواج الموجودة في مطرح، التي توفر الحماية من الأضرار الناتجة عن الأمواج العالية، وأيضا تعد سمة معمارية مميزة تعكس هوية مطرح.
من جانبها قدمت حورية الحراصية عملا بعنوان «شظايا غير مرئية» استخدمت فيها الصحون ورسم العيون وهو أسلوب يعبر عن الذكريات المنسية المخبأة في مكان بعيد في العقل. كما شاركت مروة البحرانية بعمل فني حمل عنوان «ألوان الزمن المتغيرة» تضمن زجاجا أكريليكيا مدمجا مع ورقة متلألئة شكّلت طيفًا من الألوان المتغيرة تبعًا للضوء وزاوية الرؤية. ويرمز هذا العمل إلى زمن خالٍ من الأحكام، ويجسد الروابط الحقيقية بين سكان الحي ويخلق جوا بهيجا يحتفي بالتفرد وامتزاج التجارب الفردية.
وقالت الفنانة بشاير البلوشية: شاركت بمشروع بعنوان «رنين» الذي يتحدث عن الأماكن القديمة في مطرح. مبينة أنها تقدم عملها في بيت الخوري، حيث شرعت بصناعة عمل اسمه «بيت الطفولة»، يتناول لعبة «التخبي» التي لعبها الصغار في طفولتهم قديما.
وتضيف: حين كنا أطفالا، كنا دائما نلعب بأشياء بسيطة مثل الوسائد والشراشف، وكانت علاقتنا مع بعضنا البعض وثيقة جدا. ولكن عندما كبرنا، أصبحت العلاقة أكثر سطحية وتقتصر على اللقاءات العابرة. لذلك شعرنا ونحن كبار أننا بحاجة إلى لحظات من اللعب والمرح، ولذلك بنيت هذا المكان الذي يسمح للناس بالدخول والاسترخاء ومشاهدة فيلم قصير يشعرهم بالعزلة لفترة وجيزة. هذا الفيلم موجه للأطفال والكبار على حد سواء، حيث يساعد الكبار على تذكر طفولتهم وكيف كانوا يلعبون ويمرحون، ويوجّه الأطفال للعب والاستمتاع بوقتهم.
أما معرض «استوديو مكان» للفنانة روان المحروقية فهو مساحة ومركز نابض بحياة الفنانين والمبدعين وعشاق الفن على حد سواء، ويشكل مساحة للأحداث الثقافية ومحادثات الفنانين وعروض الأفلام والمشروعات التعاونية، مما يجعله مكانا ديناميكيا. كما يقدم نبذة عن الرحلة الفنية من خلال الاستوديوهات المفتوحة والمعارض الجارية، وتنفذ حلقات العمل والفعاليات بوصفها جزءا أساسيا من عروض استوديو مكان، إلى جانب جلسات الرسم والطباعة والوسائط الرقمية والتصوير الفوتوغرافي والحرف اليدوية.
وتشهد فعالية رنين إقامة معارض فنية لأعمال فنانين وفنون الشوارع، وعروض ضوئية، وتصوير فوتوغرافي، وفنون الفيديو، فضلا عن فنون الموسيقى، إلى جانب الأعمال التركيبية الفنية التي تجسد جوهر الذكريات الفردية والجماعية لمطرح بأساليب إبداعية وجذابة، وتضم أعمالا فنية وضوئية وعروضًا ليلية، وسلسلة من الفعاليات والعروض الموسيقية خلال أيام الحدث.
جدير بالذكر أن الأعمال تعرض في البيوت التاريخية في مطرح على امتداد الأزقة والشوارع التي تربط بينها، وجسد الفنانون التراث الثقافي غير المادي وقصص الماضي في مطرح بصور معاصرة، ليعكسوا الطابع الفريد للمدينة وأهميتها في التاريخ العماني. حيث تأتي فعالية رنين لإعادة إحياء التراث العماني في مدينة مطرح العريقة من خلال الفنون البصرية والسمعية، وتهدف إلى إبراز بعض المواقع في ولاية مطرح من خلال الفنون البصرية والسمعية.
0 تعليق