سرايا - لم يتوقع والد الطفل عبد العزيز قليان الزهراني، أن تكون هذه نهاية ابنه الذي عاش لحظات من المرح في حضن الطبيعة، بعد أن استمتع بزيارة مواقع سياحية بالقرب من الباحة، لكن القدر كان محتوماً، في واحد من أكثر الأيام شغفًا، لم يكن يتخيل أن مغامرة صغيره ستقوده إلى مواجهة الموت بسم ثعبان.
نزهة وادي أشحط
وشرح الأب لـ"العربية.نت" تفاصيل القصة، يقول: ذهب هو وشقيقه في نزهة شرق الشعراء في وادي أشحط في محافظة قلوة بمنطقة الباحة، وبعد أن تجولت الأسرة في المندق ومتنزَّهاتها الجميلة نهارًا، وبعد أن وصلنا إلى منزلنا، طلب مني عبد العزيز أن يذهب مع عمه، وسمحت له بالذهاب، وفي الطريق شعروا بوجود قِطّة داخل السيارة، فوقفوا لإخراجها، ودار عبد العزيز من الجهة الأخرى لفتح باب السيارة، ولم يتمكن من رؤية الثعبان بسبب الظلام، فنهشه نهشة قويةً كانت سببًا في وفاته خلال ساعة.
لدغة الثعبان
وأضاف: جاء إليّ عبد العزيز وقال لي: "لدغني ثعبان"، وقمنا بنقله إلى مركز الشعراء الطبي، وتم إعطاؤه العلاج، ثم نُقل إلى مستشفى قلوة، وكان يتألم كثيرًا خلال الطريق من آلام اللدغة، وكنت أتألم لألمه، ولكن للأسف لم نتمكن من إنقاذه.
وأضاف: أن عبد العزيز يدرس في الصف السادس الابتدائي، وليس أمامنا سوى الصبر والسلوان، والحمد لله على قضائه وقدره، فالله هو الذي رزقني بعبد العزيز وهو الذي أخذه، ونحن متوكلون على رب العالمين، ولله ما أعطى وله ما أخذ، وربنا يجمعنا به في جنات النعيم".
التفسير العلمي
من جانبه، فسر مدير عام مركز إنتاج الأمصال لسموم الثعابين والعقارب سابقًا، والمتخصص في آثار وعلاج سموم الثعابين والعقارب وإنتاج الأمصال، الدكتور محمد الأحيدب، سبب الوفاة، سواء أكان الثعبان الأسود، الذي يطلق عليه الصل الأسود، أو الثعبان البثن، أي منهما يمكن أن يقتل الطفل خلال أقل من ساعة، ويبدو من الصورة أن هذا الثعبان ليس الصل الأسود لأنه غير موجود في الباحة، وأقل تواجدا في المنطقة الجنوبية، بينما يتواجد في المنطقة الوسطى، ويبدو أن الثعبان هو البثن، الذي يطلق عليه الأسود الخبيث، ويعرف أيضًا باسم الحنش، وهو خطر جدًا، حيث يمكن أن يقتل بسمه خلال 15 دقيقة، بينما يقتل الصل الأسود خلال 45 دقيقة.
أخطار السيول
وأضاف أن المنطقة الجنوبية، ومع وجود السيول، يمكن أن تظهر فيها جميع أنواع الأفاعي مثل الكوبرا العربية في المستنقعات، الثعبان الأسود (الحنش) والأفعى النوامة تظهر عندما تجرف السيول جحور القوارض وتخرج منها الثعابين، وهذا أحد الأسباب، وحتى البرد لا يحد من خروج الثعابين.
وفي المنطقة الوسطى، لا تزال الأجواء دافئة، حيث نحذر من أفعى أم جنيب التي تخرج حتى في الشتاء. وأشار إلى أن الأفاعي والثعابين تظهر حسب الأجواء والظروف المناخية، وليس في موسم معين.
تحذير من الثعابين
وحذر الأحيدب من موسم الأمطار، ووصفه بأنه خطير جدًا، وكذلك موسم الرياح القوية، حيث يؤدي إلى خروج العقارب بشكل كبير، خصوصًا الرياح الرملية المثيرة للأتربة والغبار، لذا يجب أخذ الحذر في جميع الأوقات.
وشدد على ضرورة الوقاية من التعرض لها، من خلال سد فتحات أبواب المنازل بإحكام، وارتداء جزمة عالية للمزارعين، وعدم تقليب الأحجار باليد، وعدم السير في الظلام في بيئاتها، واستخدام كشاف، والتخلص من بقايا البناء، خاصة الألواح الخشبية، لأنها تختبئ تحتها وتتوالد فيها.
تابع قناتنا على يوتيوب
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع منصة ترند سرايا
0 تعليق