يوم قوات السلطان المسلحة.. ذكرى تحمل في طيّاتها معاني الفخر والاعتزاز - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تحتفل قوات السلطان المسلحة في الحادي عشر من ديسمبر كل عام بيوم قوات السلطان المسلحة، وهي ذكرى تحمل في طيّاتها معاني الفخر والاعتزاز، فمنذ عام 1975م وهذا اليوم يمثل نقلة نوعية تاريخية في سلطنة عُمان، ويعد تتويجًا للتضحيات الجسام التي بذلها بواسل قوات السلطان المسلحة، فكانوا خير شاهد على صدق العمل والإخلاص والتفاني في الذود عن حياضه الطاهرة والدفاع عن مكتسباته وصون منجزاته.

لقد حظيت قوات السلطان المسلحة على مدى (54) عاما من مسيرة النهضة المباركة بالعديد من أوجه التطوير والتحديث ومظاهر التقدم والازدهار في ظل الاهتمام السامي والرعاية الكريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى - حفظه الله ورعاه - انطلاقاً من واجباتها الوطنية الجسيمة، وصون منجزات مسيرة النهضة المباركة والمحافظة على مكتسباتها الطاهرة، وهي بكافة أسلحتها وألويتها وقواعدها، لتؤكد جاهزيتها التامة للقيام بأدوارها الجليلة، وأداء رسالتها النبيلة في حماية الوطن، والذود عن حياضه، لتبقى راية عُمان دائما عالية خفّاقة في سماء المجد والسؤدد.

وتعد قوات السلطان المسلحة أحد الشواهد العظيمة لمنجزات النهضة الحديثة التي أرسى دعائمها المغفور له -بإذن الله تعالى- السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ وترسّم نهجها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى ـ حفظه الله - الذي أكد رعايته واهتمامه بها في خطابه السامي في 23/2/2020م والذي جاء فيه: «نود أن نسجل بكل فخر واعتزاز كلمة ثناء وعرفان لجميع العاملين بقواتنا المسلحة الباسلة في القطاعات العسكرية والأمنية، القائمين على حماية هذا الوطن العزيز، والذود عن حياضه، والدفاع عن مكتسباته، مؤكدين على رعايتنا لهم، واهتمامنا بهم، لتبقى هذه القطاعات الحصن الحصين، والدرع المكين في الذود عن كل شبر من تراب الوطن العزيز من أقصاه إلى أقصاه».

ويأتي ذلك انطلاقا من دور قوات السلطان المسلحة الجسيم الذي تضطلع به، وستبقى دائما متمسكة بالعهد تحمي تراب الوطن، وتذود عن منجزاته، حيث تخطو بثبات وفق منظومة متكاملة الأركان تشمل جودة الأداء والتدريب العالي، والتطوير الممنهج، واقتناء الأسلحة والمعدات وفق المخطط المدروس، وإنجاز المشاريع الوطنية الطموحة إلى جانب تأهيل منتسبيها، لتكون دائما وأبدا الداعم الرئيسي لجهود التنمية الشاملة في البلاد، والحامي العتيد لمكتسبات نهضتها الشامخة.

يشكل العنصر البشري في قوات السلطان المسلحة دوما موضع التقدير ومحل الاهتمام ومحط الرعاية من جلالة القائد الأعلى - حفظه الله ورعاه - باعتباره الثروة الحقيقية والمكوّن الأساسي الأهم في منظومة خطط التطوير والتدريب والتسليح في قوات السلطان المسلحة بأسلحتها الرئيسية، الجيش السلطاني العُماني، وسلاح الجو السلطاني العُماني، والبحرية السلطانية العُمانية، هذا إلى جانب الحرس السلطاني العُماني، والمبني على التدريب الهادف لتحقيق أقصى كفاءة في الأداء، لتكون المحصلة قوات حديثة التنظيم والتسليح تضم بين صفوفها كافة عناصر منظومة الأسلحة المشتركة، وأصبح منتسبوها البواسل قادرين وبكل كفاءة على استيعاب التعامل مع أحدث العلوم التقنية العسكرية من تقنيات حديثة في شتى المجالات.

لقد حرصت سلطنة عُمان على تكامل المنظومة العسكرية بما فيها من قوى بشرية تتمتع بكفاءة عالية وقدرات مادية ومعنوية، والتي يؤدي الارتقاء بها في العُدة والعتاد إلى ما يمكّنها من أداء دورها الوطني المقدس، ومن هذا المنطلق انتهجت سلطنة عُمان خططًا لتزويد قوات السلطان المسلحة بمعدات وأسلحة متطورة من دبابات، وناقلات جند مدرعة، ومنظومات صاروخية، ومدفعية وعربات مدرعة، وطائرات مقاتلة ونقل وعمودية، كما زودت هذه القوات بمختلف أنواع السفن خاصة سفن الإنزال والقرويطات والزوارق المتطورة دعمًا للدور الوطني الجسيم الذي تضطلع به قوات السلطان المسلحة، بالإضافة إلى عمليات التطوير والتأهيل المستمرة لأسلحة الإسناد التي تمكنها من القيام بواجبها الوطني على الوجه الأكمل، هذا فضلاً عن خطط وبرامج تأهيل القوى البشرية بما يتواكب والمكانة العلمية والتدريبية التي وصل إليها الجندي العُماني، والذي أصبح قادرا على التعامل مع التقنية الحديثة بكل حرفية وإتقان.

الجيش السلطاني

حقق الجيش السلطاني العُماني على مدى أعوام مسيرة النهضة المباركة العديد من الإنجازات في التطوير والتحديث، وهو ما جعله محل اعتزاز وفخر، فقد زودت ألويته وتشكيلاته ووحداته بأسلحة ذات تقنية متطورة، وجرى انتهاج مخطط تدريبي يتواكب وتقنية تلك الأسلحة وفق منظور حديث، وتأهيل القوى البشرية علميا وفنيا، حيث تُجرى تدريبات متواصلة لتعزيز الكفاءات القتالية لهذا السلاح العريق، ويتم باستمرار انتهاج تطوير شامل لهذه الألوية والتشكيلات والوحدات وإمدادها بمختلف الأسلحة اللازمة لتنفيذ مهامها الوطنية، مثل ناقلات الجند المدرعة وبرامج حديثة للمدفعية والدفاع الجوي، والمدرعات، وسلاح الإشارة، ووسائط النقل، وورش الصيانة، فأصبحت هذه الألوية والتشكيلات منظومة قتالية متكاملة وعالية الأداء بأسلحة النار والمناورة وخدماتها العملياتية والإدارية والفنية، كما شهدت قوات الفرق تطورًا كبيرًا في التنظيم، وبما زودت به من منشآت ومرافق خدمية ووسائل الاتصالات المتطورة، ويجري باستمرار اقتناء الأسلحة وفق خطط الجيش السلطاني العُماني التي تمكنه من الوفاء بمتطلباته العمليّاتية وواجباته الوطنية، والتكيف مع إستراتيجية بناء المنظومة العسكرية العُمانية المتكاملة سواء من خلال إجراء التحديثات لنمط الوحدات وتطويرها أو من خلال استحداث تشكيلات متخصصة ومحترفة قادرة على الحفاظ على أمن الوطن وصون منجزات النهضة العُمانية الحديثة.

سلاح الجو

شهد سلاح الجو السلطاني العُماني نقلة نوعية على كافة الأصعدة التي يُعنى بها السلاح ما جعله قوة جوية حديثة التسليح والتنظيم بما زود به من طائرات ومقاتلات حديثة ومعدات متطورة وقوى بشرية مؤهلة قادرة على صون منجزات النهضة العُمانية الشاملة وفق منهج مخطط مدروس، وبالكفاءة والمقدرة العاليتين اللتين يتمتع بهما منتسبوه، فقد تم تعزيز قدرات هذا السلاح بالطائرات المتنوعة منها المقاتلة وطائرات النقل اللوجستية، والطائرات العمودية، ومنظومة الدفاع الجوي، مثل بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات والرادارات، وطائرات التدريب والمشبهات التدريبية، كما قام السلاح بإبرام عدة اتفاقيات لمواجهة تحديات ومتطلبات المستقبل ورفع قدراته التسليحية بإدخال أحدث التطورات التقنية العسكرية لنظمه، إلى جانب ما يملكه السلاح من القواعد الجوية المزودة بالتجهيزات اللازمة للقوة الجوية الفاعلة والقادرة على العمل في مختلف الظروف، كما يتم باستمرار تحديث مرفقات السلاح من الأجهزة والمعدات ووسائل النقل والقوى البشرية، بما يضمن تحقيق الكفاءة والجاهزية العالية لتنفيذ مهام سلاح الجو السلطاني العُماني وأدواره الوطنية في حفظ سماء عُمان مصونة عزيزة، وإسناد أسلحة قوات السلطان المسلحة الأخرى في مختلف المهام والواجبات.

إن هذا التحديث الذي شهده السلاح صاحبه تطوير في الموارد البشرية لتكون مؤهلة للتعامل مع هذه الطائرات والأجهزة والمعدات وتحقيقا لتوجهات النهضة المباركة التي جعلت من الإنسان هدفا للتنمية وركيزة أساسية من ركائزها، فقد عُني السلاح بتأهيل منتسبيه فكريا وبدنيا من خلال الدورات والتحفيز المستمر للارتقاء بقدراتهم وليكونوا قادرين على مواكبة الثورة المعلوماتية والتكنولوجية الحديثة.

وفي إطار التحديث والتطوير انضمت إلى السلاح مجموعة من الطائرات (الهوك التدريبية والتايفون المقاتلة) والتي تتميز باحتوائها على العديد من الأنظمة المتطورة التي تمنحها قدرات عالية، هذا بالإضافة إلى ما جُهزت به هذه الطائرات من أنظمة التسليح المتطورة التي تؤهلها للتعامل مع مختلف الظروف والأحوال، ومن المخطط له انضمام طائرات أخرى لاحقا إلى قواعد السلاح المنتشرة في ربوع الوطن، ولتعمل على أداء مهامها الوطنية إلى جانب الطائرات الحديثة الأخرى كطائرات (F16).

إن مستوى الجاهزية العالية للسلاح من الكفاءة والإمكانات مكّنه من تقديم خدمات مهمة للمجتمع وإسهامات تنموية متعددة، حيث يقوم بدور مهم في عمليات البحث والإنقاذ والإخلاء الطبي والنقل، خاصة في حالات الطوارئ والكوارث والأنواء المناخية وخدمات إسناد المواطنين في المناطق الجبلية ونقل المرضى المصابين الذين تستدعي حالاتهم الصحية النقل الجوي من مناطق إقامتهم لتلقي العلاج في المستشفيات التخصصية الرئيسية في محافظة مسقط وغيرها من المحافظات، وتوفير خدمة الطبيب الطائر، حيث يتنقل أطباء قوات السلطان المسلحة وغيرهم إلى كافة ربوع سلطنة عُمان خاصة في الأماكن الصعبة والجبلية، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة من أجل إجراء حملات التطعيم وإسعاف المرضى والجرحى والمصابين.

البحرية السلطانية

تمتلك سلطنة عُمان قوة بحرية حديثة ممثلة بالبحرية السلطانية العمانية، ويزخر أسطولها البحري بالعديد من السفن المتطورة والمتنوعة بالمهام والواجبات، والتي تقوم بدور فاعل من أجل الحفاظ على المصالح الوطنية إستراتيجيا وأمنيا واقتصاديا من خلال وجودها الدائم والمستمر في البحار العمانية، حيث تضم أسطولاً مزوداً بأجهزة ومعدات ذات قدرات تسليحية متطورة، إضافة إلى تشكيلة من زوارق السطح المعروفة بسفن المدفعية، والسفن الصاروخية السريعة، وسفن الإسناد والتدريب والشحن والمسح البحري (الهيدروغرافي)، التي تقوم بحماية الشواطئ العُمانية، وتأمين مياهها ومراقبة العبور البحري الآمن للسفن وناقلات النفط عبر مضيق (هرمز) الإستراتيجي، وتأمين النقل البحري لوحدات قوات السلطان المسلحة على امتداد سواحل سلطنة عُمان، وإسنادها للعمليات الدفاعية، وحماية مصائد الثروة السمكية، ومهام الإسناد للعمليات البرمائية المشتركة وعمليات النقل البحري.

واستمرارا لتحديث أسطول البحرية السلطانية العُمانية، فقد تم خلال السنوات القليلة الماضية تزويد البحرية السلطانية العُمانية بالعديد من السفن الحديثة المتنوعة ضمن مشاريع حديثة ومنها مشروع (خريف) ومشروع (الأفق)، ومشروع (بحر عُمان)، وتعد هذه المشاريع التي انضمت إلى السطح رافدا عمليّاتيا إضافيا لفعالية أسطول البحرية السلطانية العُمانية، وبما زودت به من أجهزة ومعدات حديثة تمكنها من أداء مهامها في مختلف الظروف البحرية لفترات طويلة في عرض البحر، والعمل وفق منظومة العمليات المشتركة ومع الدوريات الساحلية ومجالات الإغاثة والبحث والإنقاذ وتعزيز وجود سفنها في أعالي البحار، وفرض السيادة الوطنية على البحار العُمانية وسلامة الملاحة البحرية فيها.

الحرس السلطاني

الحرس السلطاني العُماني يعد أحد الأسلحة في المنظومة العسكرية العُمانية الحديثة، والذي يحظى كبقية أسلحة قوات السلطان المسلحة بالرعاية والاهتمام الساميين من لدن جلالة القائد الأعلى - حفظه الله ورعاه - حتى وصل إلى مستوى عالٍ من الكفاءة والقدرة القتالية بما يضمه من وحدات مشاة وإسناد مزودة بالأنظمة والمعدات والأجهزة المتطورة، بالإضافة إلى الوحدات التعليمية والفنية والإدارية. وقد أولى الحرس السلطاني العُماني أهمية كبيرة لعمليات التأهيل والتدريب، حيث تم وضع خطط التدريب اللازمة بما يتواكب مع متطلبات التعامل مع المعدات المتطورة التي زود بها.

وتسعى كلية الحرس التقنية إلى رفد الحرس السلطاني العُماني وأجهزة الدولة الأخرى بالكفاءات المؤهلة تأهيلا تقنيا يضاهي التعليم التقني الدولي، فيما تزخر الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية بالمواهب العُمانية الشابة المدربة، ويضم الحرس فرقا موسيقية عسكرية متكاملة أكدت حضورها في المناسبات العسكرية والوطنية والمشاركات الدولية، وتقدم خيالة الحرس السلطاني العُماني عروضا متنوعة في الفروسية وسباقات قفز الحواجز في مختلف المناسبات الوطنية والعسكرية ومراسم التخريج.

وتنفذ وحدات الحرس السلطاني العُماني عددا من التمارين التعبوية على مدار العام إضافة إلى المشاركة في مسابقات الرماية السنوية، كما يشارك الحرس السلطاني العُماني في التمارين العسكرية المشتركة مع أسلحة قوات السلطان المسلحة الأخرى، إلى جانب مشاركة فريق القفز الحر بالحرس السلطاني العُماني في العديد من المحافل الإقليمية والدولية.

أكاديمية الدراسات الإستراتيجية والدفاعية

أنشئت أكاديمية الدراسات الإستراتيجية والدفاعية بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم (27/2022) الذي أصدره حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى - حفظه الله ورعاه - في الخامس من مايو من عام 2022م ليضيف لبنة جديدة في بناء منظومة الدولة، وصرحا إستراتيجيا من صروح نهضة عُمان المتجددة، وينضوي تحت لواء هذا الصرح المهيب في ظل منظومة وزارة الدفاع كل من (كلية الدفاع الوطني) و(كلية القيادة والأركان المشتركة) و(مركز الدراسات الإستراتيجية والدفاعية).

كلية الدفاع الوطني

أنشئت كلية الدفاع الوطني بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم (2/2013م)، وتم افتتاحها رسميا في الحادي عشر من ديسمبر 2013م، وتعد مثالا للمرتكزات التي يستند عليها فكر النهضة المباركة لتصوغ ملحمة وطنية في بناء الدولة والإنسان، وتعد الكلية أعلى صرح أكاديمي إستراتيجي يُعنى بإعداد الكوادر الوطنية القادرة على دراسة الفكر الإستراتيجي والتخطيط على المستوى الوطني والإقليمي والدولي في المجالات ذات العلاقة بالأمن والدفاع وصناعة القرارات الإستراتيجية، وكذلك تنمية القدرة على توحيد وتكامل وتنسيق الجهود الوطنية في كافة المجالات في إطار وطني شامل. وتسهم الكلية إسهاما كبيرا وإيجابيا في تثبيت دعائم النجاحات والإنجازات التي حققتها قوات السلطان المسلحة ومختلف الأجهزة العسكرية والأمنية بشكل خاص وبقية قطاعات الدولة بشكل عام في النهضة الشاملة والمستمرة العطاء، كما أنها تعمل على إرساء قواعد فكرية عسكرية ومدنية عُمانية تعمل بنظام التوافق والتكامل، وذلك من أجل تحقيق المصلحة الوطنية العليا، وتوسيع دائرة المعرفة في المجال الإستراتيجي، وترسيخ الفهم العميق لمختلف القضايا المحلية والإقليمية والعالمية ذات العلاقة بالأمن والدفاع الوطني.

وتباشر الكلية رسالتها السامية في بناء الكفاءات الوطنية، حيث يشارك في دورة الدفاع الوطني سنويًا عدد من كبار الضباط بأسلحة قوات السلطان المسلحة، والحرس السلطاني العُماني، وشرطة عُمان السلطانية، وشؤون البلاط السلطاني، والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، بالإضافة إلى مشاركة عدد من كبار الموظفين من الوزارات والهيئات الحكومية المدنية، وتهدف دورة الدفاع الوطني التي تمتد لعام دراسي كامل إلى إعداد وتأهيل جيل من القادة وكبار المسؤولين من عسكريين ومدنيين، مسلحين بالعلم والمعرفة المتخصصة بالمهارات الفعّالة التي تمكنهم من تولي المناصب القيادية في المستوى الإستراتيجي، وتنمي في الوقت نفسه خبراتهم وقدراتهم الذاتية بأسلوب علمي، يرتكز على الحوار الهادف والنقاش التفاعلي، وإعداد البحوث الفردية والجماعية وأوراق العمل، وتنفيذ التمارين ودراسة الحالات المحلية والإقليمية والدولية وفق برامج دراسية ممنهجة، معتمدة في ذلك على هيئة توجيه متخصصة ومحاضرين ذوي خبرات تخصصية وأكاديمية متنوعة.

حظيت الكلية بسمعة إقليمية ودولية رفيعة من خلال الدورات السابقة وذلك باستقطاب واستضافة نخبة من أصحاب القرار من السياسيين والاقتصاديين والقادة العسكريين والأكاديميين الذين يمتلكون خبرة علمية وعملية ويتمتعون بسمعة رفيعة في العالم، كما تمكنت الكلية من تنفيذ تمرينها الإستراتيجي السنوي (صنع القرار11) خلال الفترة (30/6-11/7/2024م) الذي نفذه المشاركون بدورة الدفاع الوطني العاشرة. وما زالت الكلية تواصل تقديم رسالتها الوطنية من خلال تخريج الدورة الحادية عشرة يوم 15/7/2024م إيذانا بانتهاء العام الدراسي الأكاديمي الحادي عشر للكلية.

وقد زود مبنى الكلية بأحدث الأجهزة وأفضل النظم التعليمية والمساعدات التدريبية، كما زودت الكلية بشبكات إلكترونية ووسائط اتصالات داخلية متعددة الأغراض لإيجاد بيئة تفاعلية مناسبة.

كلية القيادة والأركان المشتركة

تعد كلية القيادة والأركان المشتركة بأكاديمية الدراسات الإستراتيجية والدفاعية إحدى ثمار مسيرة النهضة المباركة، حيث تمكنت من شقِّ طريقها بوصفها مؤسسة عسكرية أكاديمية وأصبح لديها سجل حافل بالكثير من الإنجازات، وتشهد الكلية تطورًا إيجابيًا ملحوظًا، وتتقدم بخطى واثقةٍ نحو تحقيق أهدافها المرجوة. فهي تتميز بتنوع معارفها، حيث تتابع وترصد كلَّ ما يستجد في العلوم والمجالات العسكرية والقيادية، ليس فقط لإعداد ضباط قادرين على خوض معترك الواجب الوطني بوحداتهم التي يلتحقون بها بعد التخرج، بل أيضا لتنشئة جيلٍ من قادةِ المستقبل، كما تعد الكلية صرحًا تعليميًا عسكريًا متميزًا، وتمنح خريجيها درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية، وترفد الكلية قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العُماني والأجهزة الأمنية الأخرى بضباط مؤهلين في مجال القيادة، ليتمكنوا من القيام بمهام ووظائف قيادية في المستقبل، كما تستقطب الكلية سنويًا عددًا من الضباط الدارسين من خارج سلطنة عُمان من الدول الشقيقة والصديقة، وذلك لما تحظى به سلطنة عُمان من علاقات طيبة مع سائر الدول، والسمعة الطيبة والمستوى الراقي الذي وصل إليه هذا الصرح العلمي الشامخ. كما نفذ منتسبو الدورة السادسة والثلاثين لكلية القيادة والأركان المشتركة فعاليات التمرين العسكري السنوي (الحزم) خلال الفترة (30/6-11/7/2024م) وذلك في إطار صقل وتأهيل ضباط أسلحة قوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى لتولي مناصب ضباط ركن في وحداتهم وأسلحتهم. وقد احتفلت الكلية يوم 22/7/2024م بتخريج الدورة السابعة والثلاثين للضباط الدارسين بالكلية.

مركز الدراسات الإستراتيجية والدفاعية

يعد مركز الدراسات الاستراتيجية والدفاعية مركزا متخصصاً يُعنى بالدراسات الاستراتيجية والدفاعية والعسكرية ويساهم في استكشاف ملامح التحديات المستقبلية ويسهم بدعم مسيرة البحث العلمي في وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة من خلال إعداد باحثين على مستوى عالٍ من المعرفة والخبرة، وقد افتتح المركز رسميا بتاريخ 9 ديسمبر 2003م.

وشكل إنشاء مركز الدراسات الاستراتيجية والدفاعية نقطة تحول نوعية في الدراسات والبحوث الاستراتيجية والدفاعية على كافة الأصعدة والمستويات في وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة، وأضحى المركز منذ انطلاقته منارة للفكر والمعرفة ونبراسا لمنتسبي وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة لتقديم دراسات وبحوث علمية ذات مستوى عالٍ من المهنية والاحتراف، وفي هذا الإطار يواصل مركز الدراسات الاستراتيجية والدفاعية رفد وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى بالخبرات البحثية وتقديم دراسات هادفة وبنّاءة.

المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية

تُعَدُّ المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية صرحًا طبيًا شامخًا ومنارةً مضيئة في مسيرة النهضة العُمانية المتجدّدة، في ظل القيادة الحكيمة لحضـرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى - حفظه الله ورعاه - الذي تفضل بإصدار المرسوم السلطاني رقم (95/2022) بإنشاء المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية وإصدار نظامها؛ لتلبي احتياجات القطاعات العسكرية والأمنية، وتسهم بتعزيز مستوى جودة الرعاية الصحية المقدمة لمنتسبي الأجهزة العسكرية والأمنية وأسرهم.

وتقدم المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية جميع الخدمات الطبية لمنتسبي كلٍّ من: المكتب السلطاني، ووزارة الدفاع، ورئاسة أركان قوات السلطان المسلحة، والجيش السلطاني العُماني، وسلاح الجو السلطاني العُماني، والبحرية السلطانية العُمانية، والحرس السلطاني العُماني، وقوة السلطان الخاصة، وشرطة عُمان السلطانية، وجهاز الأمن الداخلي، وشؤون البلاط السلطاني.

وقد تشرفت المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية بزيارة كريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى - رعاه الله - فشمل برعايته السامية افتتاح مستشفى المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية - مسقط وذلك يوم 11/11/2024م.

‏ ويتميز المقر الرئيسي للمدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية بموقع إستراتيجي في قلب محافظة مسقط، فيما تتوزع باقي مكوناتها في مختلف المحافظات ، شاملة مستشفيات مرجعية، ومجمعات طبية، ومراكز صحية، ووحدات طبية مساندة وإدارية متعددة، وعيادات تُقدم مختلف مستويات الرعاية الصحية، بالإضافة إلى تقديم الإسناد الطبي الميداني والوقائي والعمليّاتي للأجهزة العسكرية والأمنية، وتقديم الدعم والإسناد مع باقي مؤسسات الدولة أثناء الحوادث والكوارث الطبيعية، كما تسهم المدينة الطبية بالتكامل مع وزارة الصحة وباقي القطاعات الصحية في البلاد في تعزيز منظومة الصحة الوطنية.

وتضم المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية كوادر وكفاءات طبية متخصصة ومؤهلة من أطباء وممرضين وممارسي شتى المهن الطبية المدربين على أعلى المستويات، للقيام بواجباتهم على أكمل وجه في تقديم رعاية صحية متميزة. وقد أثمرت جهودهم في تحقيق إنجازات بارزة في المجال الطبي، من بينها إجراء عمليات جراحية معقّدة بنجاح، وتحقيق معدلات شفاء عالية وتحقيق الإجادة في المجال التأهيلي.

الخدمات الهندسية بوزارة الدفاع

تعد الخدمات الهندسية بوزارة الدفاع من أسلحة الإسناد الرئيسية لقوات السلطان المسلحة، حيث تقوم بدور حيوي كبير من خلال توفير الدعم الفني والهندسي في التمارين العسكرية، وتوفير وإدامة الخدمات الضرورية مثل المياه والطاقة الكهربائية، وشبكات الصرف الصحي ومرافق البنى الأساسية في المعسكرات والقواعد والمنشآت العسكرية، إضافة إلى وضع التصاميم والإشراف على المشاريع الإنشائية وأعمال الصيانة، وصيانة البنى الأساسية والمرافق ، وتصميم وتنفيذ الطرق الداخلية في المعسكرات، كذلك شق بعض الطرق في مختلف المحافظات ، مساهمة من وزارة الدفاع في جهود التنمية الشاملة بالبلاد. كما تساهم الخدمات الهندسية في نشر المسطحات الخضراء عن طريق إمداد الجهات المعنية بالمياه المعالجـة بمعـــدل (4063211 ) مترًا مكعبًا سنويا من مجمل المياه المعالجة والتي تبلغ (5804578) مترًا مكعبًا سنوياً. وتزخر الخدمات الهندسية بعدد من المشاريع وبرامج الدعم اللوجستي مثل مشروع معدات البناء الشامل والذي يعد نقلة نوعية يسهم في تنفيذ المشاريع وفق الأنظمة الحديثة المستخدمة في الخدمات الهندسية.

أخبار ذات صلة

0 تعليق