الاتحاد المصري للتأمين

شدد الاتحاد المصري للتأمين في تحليله لتداعيات حريق كاليفورنيا على أهمية التأمين على المنازل كأداة أساسية لحماية الممتلكات من المخاطر المرتبطة بالحرائق والكوارث الطبيعية، إلى جانب المخاطر الأخرى مثل السرقة والانفجارات. 

أهمية التأمين على المنازل 

وأوضح الاتحاد أن التأمين على المنازل يوفر شبكة أمان مالية للأفراد والعائلات، مما يخفف الأعباء الاقتصادية الناجمة عن الأحداث غير المتوقعة، كما دعا إلى تبني التأمين الإجباري على المنازل كإجراء ضروري، خصوصًا للفئات المتوسطة والفقيرة التي تواجه صعوبة في الحصول على تغطية تأمينية شاملة.

 دمار واسع وخسائر فادحة

في 7 يناير 2025، اندلعت حرائق ضخمة في غابات كاليفورنيا، مما أسفر عن خسائر بشرية ومادية ضخمة، واجتاحت النيران مناطق مثل 'باليسيدز'، 'إيتون'، 'كينيث'، و'هيرست'، بفعل الرياح القوية والجفاف المستمر، مما حول الغطاء النباتي إلى وقود طبيعي.

أسفرت الكارثة عن مقتل 25 شخصًا، وفقدان 16 آخرين، وتهجير أكثر من 180 ألف شخص. كما بلغ إجمالي الخسائر الاقتصادية نحو 275 مليار دولار، مع تدمير أكثر من 12 ألف مبنى، واحتراق 40 ألف فدان من الأراضي، كما تأثرت السياحة في الولاية بشكل كبير، بسبب تدمير العديد من المعالم الشهيرة.

الآثار الاقتصادية والاجتماعية للأزمة

تشير التقديرات إلى أن حرائق كاليفورنيا قد تؤثر على الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة تتراوح بين 2% و4%، كما أدت الحرائق إلى انقطاع عمليات مصافي النفط في المنطقة، مما تسبب في ارتفاع أسعار النفط عالميًا، مما يؤثر على استقرار الأسواق، خاصة في الدول النامية التي تعتمد على واردات النفط.

الأثر على سوق الإسكان

بسبب انسحاب شركات التأمين من تغطية المنازل في المناطق المعرضة للكوارث، أصبح سوق الإسكان في كاليفورنيا يواجه تحديات كبيرة، فالعديد من الممتلكات التي لا يمكن تأمينها أصبحت غير قابلة للرهن العقاري، مما يهدد بانكماش اقتصادي قد يشبه الأزمة المالية العالمية لعام 2008.

التحديات الصحية

أدى تصاعد الدخان الناتج عن الحرائق إلى مستويات تلوث غير مسبوقة، مما دفع السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ الصحية، لذا تم توزيع كمامات 'N95' للحد من استنشاق الجزيئات الضارة، ودُعِيَ السكان إلى البقاء في المنازل وتجنب الأنشطة الخارجية.

دور التأمين الإجباري في تقليل الأعباء المالية

يعد التأمين الإجباري على المنازل أحد الحلول الفعّالة لمواجهة مثل هذه الكوارث، حيث يضمن للأفراد تعويضات مالية تساعدهم في إعادة بناء حياتهم بعد الأزمات، ويساهم هذا النظام في توفير حماية شاملة، خصوصًا للفئات الأكثر تضررًا، ويخفف الأعباء المالية عن الحكومات والمجتمعات المحلية في حالات الطوارئ.

أزمة سوق التأمين في كاليفورنيا

واجه سوق التأمين في كاليفورنيا تحديات شديدة نتيجة تزايد حرائق الغابات الكارثية، ووفقًا لتقارير ويلز فارجو وجولدمان ساكس، تُقدّر الخسائر الأولية الناتجة عن الحرائق الأخيرة في لوس أنجلوس بنحو 30 مليار دولار، وقد وصفت هذه الحرائق بأنها قد تكون الحدث الأكثر تكلفة في تاريخ كاليفورنيا، ومن بين أكثر 20 كارثة طبيعية تكلفة في الولايات المتحدة.

تم إنشاء خطة FAIR في عام 1968 لتوفير تغطية تأمينية لأصحاب المنازل الذين لا يمكنهم الحصول على تأمين من شركات التأمين التقليدية بسبب المخاطر العالية، ومع ذلك، فإن هذه الخطة تفتقر إلى الموارد المالية الكافية للتعامل مع الأزمات الكبرى، مما يترك العديد من أصحاب المنازل بلا حماية كافية.

اللوائح التنظيمية الجديدة في كاليفورنيا

في يناير 2025، أعلنت إدارة التأمين في كاليفورنيا عن لوائح جديدة تهدف إلى تحسين الوضع، حيث ستلزم شركات التأمين بزيادة تغطيتها للمنازل في المناطق المعرضة للحرائق، كما ستسمح اللوائح للشركات باستخدام نماذج مناخية مستقبلية لتحديد الأسعار، وهي خطوة غير مسبوقة في الولاية.

تُشير تقارير ستاندرد آند بورز إلى أن حرائق كاليفورنيا لعام 2025 ستكون أول خسارة كبيرة لشركات إعادة التأمين العالمية هذا العام، ومع ذلك، فإن شركات إعادة التأمين لا تزال تتمتع برأس مال قوي، مما يتيح لها التعامل مع الأزمات الحالية، بفضل الأرباح الكبيرة التي حققتها في عامي 2023 و2024.