العلاقة الملتهبة بين المال والسلطة! - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف
في خطابه الوداعي الأخير قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي تنتهي ولايته اليوم الإثنين، إنه «يخشى على بلاده من تنامي قوى ونفوذ الاولغاريكية التي تكبر بصورة مقلقة»، في إشارة واضحة للعلاقة غير العادية بين الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب ورجل الأعمال الأهم وصاحب الثروة الأكبر في العالم إيلون ماسك.

وأعاد هذا التحذير الذي أدلى به جو بايدن للذاكرة التحذير الذي أطلقه الرئيس الأمريكي الأسبق أيك ايزنهاور في خطابه الوداعي هو الآخر الذي قال فيه إنه «يحذر ويخشى من تنامي النفوذ الخاص بالمجمع الصناعي العسكري على صانع القرار السياسي»؛ ليتبيّن للناس صدق تحذير ايزنهاور بعد ذلك كما ظهر بشكل واضح وصريح خلال الحرب الفيتنامية لاحقاً.

ولاحظ الناس هرولة عدد غير بسيط من رجال الأعمال من حول العالم للقاء دونالد ترمب في منتجعه السياحي بولاية فلوريدا وإعلانهم عن استثمارات ضخمه جدّاً في اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، وهو مشهد جديد وغير مألوف.

ويظهر لرجل الأعمال إيلون ماسك في إدارة الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترمب دوراً غامضاً وضبابياً غير واضح التفسير ولا الملامح بالرغم من الاتفاق على أهمية هذا الدور وتأثيره خصوصاً أنه سيقود إدارة جديدة معنية بتقليص التخمة والقضاء على البيروقراطية في الحكومة الأمريكية بشكل عام وجعلها أكثر كفاءة وفعالية.

وقد سبق لعالم الاجتماع البارع ابن خلدون أن حذّر وبشدة من خطورة خلط المال بالسلطة والحكم لما في ذلك من أضرار بالغة الخطورة.

وماسك يبدو سعيداً باستغلال هذه الفرصة التاريخية النادرة والفريدة والمميزة لتوسيع ثرواته ونفوذه بهيمنة شركته على قطاع السيارات الكهربائية وعلى القطاع الفضائي التجاري الناشئ ومنصات التواصل الاجتماعي، خصوصاً إذا ما نجح في شراء تطبيق تيك توك الصيني الشهير في الولايات المتحدة الأمريكية بحسب رغبة دونالد ترمب في ذلك.

ودونالد ترمب لا يخشى من إيلون ماسك، فهو لن يسمح له بالوصول إلى البيت الأبيض ببساطة؛ لأنه ولد خارج أمريكا، وهذا يخالف أهم شروط الترشح لرئاسة البلاد. وبالتالي يستغل دونالد ترمب نجاحات إيلون ماسك ليحتسبها كإحدى منجزات إدارته وسياساته.

ولكن هل تستمر هذه العلاقة بشكل متوازن خصوصاً حينما نتذكر الشخصية النرجسية لكل منهما، وصعوبة مشاركة الشهرة والأضواء مع أحد آخر، لكن كل منهما بحاجة للآخر ترمب بحاجة لاستثمارات أثرى أثرياء العالم، وماسك بحاجة لحاكم الدولة صاحبة القوة العظمى. فإلى متى تستمر «رقصة الفالس» بين الاثنين دون الدعس على الأقدام؟


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق