المتتبع للنشاط الثقافي والفني في إمارة الشارقة يلمس بكل وضوح مدى الجهد المبذول في تقديم أنشطة ثقافية مختلفة ومتنوعة، لا نعدها ككمٍ فقط بل كنوعٍ مميز من الأنشطة، فمن مهرجان الشعر العربي الذي يُحتفى فيه بالشعر العربي ويجمع بين الشعراء والمثقفين في أنشطة وندوات نوعية إلى مهرجان الشارقة للأدب الأفريقي الذي يُحتفى فيه بالأدب الأفريقي بحضور نخبة من مبدعيه وصولاً إلى مهرجان الشارقة للآداب والذي تتنوع مواضيعه وتختلف مشاربه ليلبي كل ذائقة ويًشبع كل حقل ويغطي الكثير من جوانب الأدب في الإمارات وتاريخها وفنونها وشخوصها.
وبين تلك الفعاليات سواءً قبلها أو بعدها تتنوع الفعاليات سواءً في الفنون والموسيقى أو الشأن الاجتماعي أو الخط العربي أو التراث الشفاهي والمادي أو الشعر الشعبي والمهرجانات المسرحية، ومعارض الكتب العالمية بفعاليات تنافس عالمياً، وليس عربياً، بالإضافة إلى مشاركات دولية تعكس التراث الثقافي الإماراتي، وتعرِّف بالأديب والكاتب الإماراتي في أصقاع الأرض ودولها.
الشارقة تغرد بنفس مختلف تشرب الثقافة وتعمق في فنيات التعامل معها، حتى أصبح صنو نفسه، يفكر عميقاً وبعيداً، لم يتقوقع ولا يقلد، ينشد التفرد والنوعية، في الشارقة نرى مدى عمق الوعي الثقافي لدي القيادة، التي تنطلق دائماً في كل مشاريعها من بعد ثقافي أصيل، يفكر في البعد الثقافي قبل كل شيء، البعد الذي يزرع في الإنسان الوعي والتنوير.
صاحب السمو الوالد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، المحرك الأساس لهذا البعد الثقافي الإنساني والذي سخر له الأدوات والملكات والمادة لم يترك شاردة ولا واردة إلا ونظر لها بعين الحصيف المحب المشجع الذي ينظر بعيداً ليكوِّن منتجاً ثقافياً إنسانياً يتوافق مع طبيعة المجتمع والدين والأخلاق، يزرع القيم وينمي المواهب ويشكر العطاء والجهد وبمتابعة دؤوبة ودقيقة، لذا نجد مختلف المؤسسات والجهات في الشارقة تتسابق من أجل -ليس فقط تقديم- عمل نوعي بل نوعي متميز.
الثقافة ليست مجرد فعاليات بل هي في الأساس وعي وهم لصناعة مجتمع متماسك مثقف يستطيع فهم شؤونه والتعامل معها ويقدر قيمة وطنه وما يقدمه له ويبذر الروح من أجل رفعته رخيصة.
لا نملك إلا أن نقول وبكل الحب والامتنان شكراً جزيلاً الشارقة الثقافة والوعي.
0 تعليق