ولأن الأوراق السياسية مختلطة في ردهات العالم حول القضايا الوطنية لكل دولة، فإن السعودية استلت نفسها من (التشربك) العالمي، واختارت الطرق المؤدية لمصالحها الذاتية بعيداً عن الزامية تاريخ العلاقات الوطيدة بينها وبين بعض الدول، فهي ليست موثوقة اليدين إزاء أي علاقة تاريخية بحيث تنقاد لتحقيق مصالح دولة أخرى على حساب مصالحها الذاتية.
والأحداث المتوالية أكدت أن السياسة الخارجية السعودية في حالة مبادرة لانتقال من وضع إلى وضع يتكيف مع مصالحها مهما كان الحدث بليغ الأثر عليها، فإنها قادرة على اختيار المكافئ لمن أدار لها وجهه، ففي السنوات الماضية حققت السياسة الخارجية السعودية جولات خرجت منها منتصرة سياسياً، سواء كان الأمر يحتاج مواجهة مباشرة أو مبطنة.
ومن استنكف من السياسة الحالية بذكر أن الماضي كانت سياسة السعودية تسير بهدوء وبسرية، يمكن الرد عليه بالقول:
- القوي قادر على الصمت كما هو قادر على المواجهة.
وإذا كانت كل دولة ما زلت تسكن السياسة السعودية الماضوية، فعليها أن تستيقظ، فليس تحت الرماد إلا نار تحرق وتدفئ أيضاً، فمن أحسن له الحسنى، ومن أساء له مواقد النار.
نعم، الآن تتحرك السياسة الخارجية السعودية بالمكاشفة وجعل مصالحها الوطنية في المقدمة، والسنوات الأخيرة أثبتت أن سياستنا قادرة على مواصلة النجاحات مهما كانت عليه دول العالم من تهاوٍ، السعودية ابتعدت كثيراً عما يقال من تثبيط، وانشغلت ببناء دولة عظيمة الكل يبحث عن وصلها بما يليق بها كدولة قوية وناجحة.
0 تعليق