الفراغ العاطفي - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف
«الانفصال العاطفي» مفهوم مليء بالمتغيرات والمؤثرات وتحليلاتها وانعكاساتها النفسية والمجتمعية، فالإحساس والمشاعر والحب والكره والبغضاء والعدوانية من أهم مفردات العاطفة، ومن أعجب من ذلك تستقبلها العاطفة وتعيد بثها كسموم مجتمعية من الحقد والكراهية والبغضاء والتنافر الأسري والمجتمعي وربما بصورة أقوى، وهكذا حتى أصبحت كثير من الأسرة والمجتمعات في حالة تمزق وتشتت وتباعد وتنافر وصدام مستمر.

فهذا من أبرز وأهم القضايا المجتمعية، فلا بد من فهم ذلك جيداً، خصوصاً في غياب أو ضعف الوسط الإعلامي المثمر الذي يباشر مثل هذه المتغيرات، فالمسؤولية ملقاه كاملة على التعليم، ومن المفترض إنشاء مراكز بحوث تعليمية لمعالجة القضايا المجتمعية مما يخفف العبء المتزايد على الجهات الأخرى، خصوصاً الأمنية والشرعية.

الحالة العاطفية تختلف من شخص لآخر بين العلو والانخفاض والانعدام، فالحب والكراهية لا تأتي برغبة الإنسان، بل بمؤثرات خارجية، فكيف تتم معالجتها من الداخل، ومن ثم انعكاس ذلك على الوسط الذي يعيش فيه الشخص وحتى المجتمع، فما أسباب ذلك وكيف معالجتها؟

ما يمكن الإشارة إليه في هذه العجالة؛ الإيمان التام بأن العاطفة عالم مليء بالمتغيرات، وإفرازاتها أشد خطورة إذا لم يكن هناك معالجة داخلية لها. قد لا تبعدنا هذه كثيراً عن النفس الإمارة بالسوء، فهي كذلك معتمدة على متغيرات ومؤثرات لها تأثيرات نفسية أثرت بشكل مباشر في البرمجة النفسية.

ما يفتقره الآخرون وأنعم الله به على هذه الأمة المفاهيم الدينية التي تباشر معالجة هذه الأمور، فعندما ندرك جيداً أن الأصل هو الألفة والمحبة والتسامح واللين ومسببات ذلك، وفي المقابل الكراهية والبغضاء والتنافر ومسببات ذلك؛ يسهل علينا فهم المشكلة ومعالجتها، وما أحوجنا لذلك خاصة في زماننا هذا.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق