
وتعد فعالية بسطات البلد، إحدى أبرز الفعاليات الرمضانية، وتحوّلت المنطقة المخصصة لها إلى نقطة التقاء لعشّاق المأكولات الشعبية، إذ تصطف عربات الطعام والأكشاك التقليدية والمقاهي في زوايا الحارات القديمة، لتقدم أشهى الأطباق والمشروبات وسط مشاهد تستحضر روح الماضي.
وفي هذه الأجواء الساحرة، يُعانق موسم رمضان روح المدينة في لوحة نابضة بالحياة تكتظ الأسواق بالحركة وتمتزج روائح الكبدة والبليلة مع روائح الشريك والبطاطس، لتأخذ الزائر في رحلة عبر الزمن، تُعيد إليه أجمل الذكريات وعبق التاريخ ودفء اللقاءات الاجتماعية التي تجسد روح رمضان بكل تفاصيلها.
ويجد رواد بسطات البلد أنفسهم أمام تجربة طهو حية، حيث تُعدّ الأطباق وفق أساليب تقليدية تحاكي طرق الأجداد، ما يثير فضول الزوار لاكتشاف أسرارها، بل ويحفّزهم على التفكير في خوض تجربة إعدادها بأنفسهم. هذه الأجواء لا تعزز متعة التذوق فحسب، بل تسهم أيضًا في إثراء قطاع فنون الطهي السعودي، ودعم الطهاة المحليين، وترسيخ مكانة الأطباق التراثية في المشهد الثقافي الحديث.

ولا تقتصر الفعالية على المذاق فحسب، بل تمتد لتشكل عنصرًا رئيسًا في إحياء منطقة جدة التاريخية وتحويلها إلى وجهة ثقافية متكاملة، تعزز الاقتصاد المحلي، وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة، عبر استقطاب المزيد من الزوار والسياح.
وتسعى وزارة الثقافة من خلال موسم رمضان إلى تقديم تجربة ثقافية غنية تدمج بين المتعة والمعرفة، وتسلّط الضوء على العادات والتقاليد الرمضانية المتوارثة، تعزيزًا للوعي الثقافي وترسيخًا للقيم الاجتماعية التي تميز المجتمع السعودي في هذا الشهر الفضيل.

0 تعليق