وتحتفي المملكة بهذا اليوم بتاريخ 11 نوفمبر حيث يمثل هذا التاريخ موعدًا سنويًا لاستعراض الإنجازات ومشاركة التحديات التي تواجه الزراعة العضوية ويشمل الحدث مساهمة جميع القطاعات الحكومية والخاصة والجمعيات المتخصصة في هذا المجال.
ومع تزايد الاهتمام العالمي بالزراعة العضوية والتغذية السليمة تتجه الأنظار صوب المملكة غدًا للاحتفاء بيوم الغذاء العضوي؛ إذ تسعى المملكة من خلال هذه المناسبة إلى تسليط الضوء على أهمية الزراعة العضوية ودورها في دعم الأمن الغذائي وتعزيز التنمية المستدامة ويأتي هذا الحدث في إطار جهود وزارة البيئة والمياه والزراعة التي تعمل على نشر مفهوم الغذاء العضوي بين المواطنين والمقيمين ورفع مستوى الوعي بفوائده الصحية والبيئية؛ مما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030 الطموحة للمملكة.ويأتي يوم الغذاء العضوي بوصفه فعاليةً سنويةً لزيادة وعي المستهلكين بفوائد الأغذية العضوية وتعزيز التميز والجودة في الإنتاج الزراعي العضوي. ويهدف هذا اليوم إلى توسيع نطاق استهلاك الأغذية العضوية بين أفراد المجتمع مما يحقق عدة فوائد اقتصادية واجتماعية، ويسهم في دعم تطور القطاع الزراعي العضوي بالمملكة. وتحتفي المملكة بهذا اليوم بتاريخ 11 نوفمبر حيث يمثل هذا التاريخ موعدًا سنويًا لاستعراض الإنجازات ومشاركة التحديات التي تواجه الزراعة العضوية ويشمل الحدث مساهمة جميع القطاعات الحكومية والخاصة والجمعيات المتخصصة في هذا المجال.
وتتضمن الفعاليات المصاحبة ليوم الغذاء العضوي لهذا العام تنظيم المعرض السعودي الدولي للمنتجات العضوية "بيوفاخ السعودية"، الذي سيعقد من 11 إلى 13 نوفمبر 2024 في مركز ذي أرينا الرياض للمعارض والفعاليات. سيقدم المعرض للزوار فرصة للتعرف على تشكيلة واسعة من المنتجات العضوية المحلية والعالمية وسيشهد مشاركة واسعة من الشركات والهيئات المتخصصة في مجال الزراعة العضوية. كما سيصاحب المعرض عدد من ورش العمل والجلسات التثقيفية وأنشطة تفاعلية على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي التي تهدف إلى نشر الوعي بفوائد الأغذية العضوية وستتضمن الفعاليات أنشطة تفاعلية للأطفال لتعزيز فهم الأجيال الصغيرة لأهمية استهلاك الأغذية العضوية بوصفها جزءًا من نمط حياتهم المستقبلي.
وتعمل وزارة البيئة والمياه والزراعة على دعم الزراعة العضوية من خلال برامج متعددة تشمل الدعم المالي والفني؛ إذ تقدم الوزارة دعمًا مباشرًا للمزارعين العضويين والمزارعين الذين يمرون بمرحلة التحول نحو الزراعة العضوية. كما تسعى الوزارة لتعزيز بناء القدرات عبر برامج تدريبية وورش عمل إضافة إلى زيارات ميدانية للمزارع بهدف تحسين كفاءة الإنتاج العضوي. وفي إطار دعم التسويق تسهم الوزارة في تنظيم قوافل إرشادية وتطوير برامج تسويقية لتشجيع استهلاك المنتجات العضوية، وزيادة عدد منافذ البيع التي تتيح هذه المنتجات في مختلف المناطق.
وقد شهد قطاع الزراعة العضوية في المملكة تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة فقد بلغت المساحات الزراعية العضوية وتلك التي تمر بمرحلة التحول نحو الزراعة العضوية حوالي 23,410 هكتارات في عام 2023، بمعدل نمو بلغ 25.6 % مقارنة بعام 2018، وزادت كمية الإنتاج العضوي لتصل إلى 95,389 طنًا؛ مما يمثل نموًا قدره 109 % عن عام 2018. كما شهد عدد الخيارات العضوية ارتفاعًا ليصل إلى 540 حيازة بزيادة بلغت 208.5 % عن العام نفسه، وإلى جانب ذلك ارتفع عدد منافذ بيع المنتجات العضوية إلى 272 منفذًا في مختلف مناطق المملكة؛ مما يعكس نجاح الجهود التي تبذلها الوزارة لتوسيع نطاق الإنتاج العضوي وجعله متاحًا في الأسواق المحلية.
ونتيجة لذلك تقدمت المملكة في مساحة الأراضي الزراعية العضوية على الصعيدين الإقليمي والعالمي وجاءت في المرتبة الأولى خليجيًا والرابعة عربيًا بعد (تونس ومصر والسودان)، كما تحل في المرتبة 87 عالميًا وفقًا لتقرير الاتحاد الدولي لحركات الزراعة العضوية (IFOAM) لعام 2024. هذه الإنجازات تعكس حجم التوسع والاهتمام المتزايد بالزراعة العضوية التي تمثل جزءًا من التزام المملكة بتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التنوع الغذائي.
وفي الجانب التشريعي أصدرت المملكة في السنوات الأخيرة مجموعة من التشريعات والسياسات التنظيمية التي تهدف إلى تعزيز الزراعة العضوية وضمان جودة المنتجات في الأسواق المحلية. ومنذ عام 2009 تبنت وزارة البيئة والمياه والزراعة معايير خاصة بنشاط الزراعة العضوية تضمنت معايير وضوابط نشاط الزراعة العضوية في المملكة، التي دخلت حيز التنفيذ في يناير من العام نفسه، وفي عام 2023، أصدرت الوزارة دليل اللائحة التنفيذية لمعايير الزراعة العضوية الذي يتضمن متطلبات الترخيص وعمليات التوثيق والتفتيش لضمان جودة المنتجات. وتواصل الوزارة العمل مع عدد من الشركات المتخصصة في توثيق الأنشطة الزراعية، حيث رُخصت ست شركات في المملكة للقيام بأعمال التوثيق بما يضمن أن المنتجات العضوية المعروضة تتوافق مع معايير الزراعة العضوية الوطنية.
ويعد الغذاء العضوي خيارًا آمنًا وصحيًا، فهو خال من المبيدات والمواد الكيميائية، مما يجعله أكثر أمانًا للمستهلك، وتتميز المنتجات العضوية بنكهتها الطبيعية العالية وجودتها المرتفعة. كما تسهم الزراعة العضوية في الحفاظ على موارد المياه والتربة من خلال ممارسات زراعية تعتمد على مدخلات طبيعية، مما يقلل من تلوث المياه ويعزز استدامة الأراضي الزراعية، كما تسهم الزراعة العضوية في الحفاظ على التنوع البيولوجي، مما يحقق توازنًا بيئيًا طبيعيًا ويعزز الاستدامة البيئية التي تعد جزءًا رئيسًا من أهداف التنمية في المملكة.
تمثل الزراعة العضوية في المملكة ركيزة مهمة لتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي، ويعد "يوم الغذاء العضوي" مناسبة سنوية لتسليط الضوء على الجهود التي تبذلها المملكة في هذا المجال وتسعى وزارة البيئة والمياه والزراعة إلى تحقيق مزيد من التوسع في هذا القطاع من خلال تضافر الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص ودعم الابتكار وتطوير الأبحاث العلمية؛ مما يسهم في زيادة الإنتاج العضوي وتعزيز مكانة المملكة دولةً رائدةً في الزراعة العضوية على مستوى المنطقة.
ويمثل يوم الغذاء العضوي فرصة مهمة لنشر الوعي بأهمية الغذاء العضوي وتعزيز الاستهلاك المحلي للمنتجات العضوية، وتحقيق الأهداف الوطنية في مجال الأمن الغذائي وحماية البيئة لدعم الأهداف العالمية في تلبية حاجات الحاضر مع ضمان قدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها، مما يعني أن الكرة باتت الآن في ملعب الأفراد للارتقاء بمستقبلهم وجودة حياتهم.
0 تعليق