عقدت سفارة جمهورية كوريا، اليوم بالرياض بقيادة السفير الكوري تشوي بيونغ-هيوك وبالتعاون مع مركز الخليج للأبحاث ممثلة برئيس المركز الدكتور عبدالعزيز بن صقر، النسخة الأولى من ندوة التعاون بين كوريا الجنوبية ومجلس التعاون الخليجي.
وحققت الندوة مع اقتراب الذكرى الأولى لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين، نجاحاً كبيراً بمشاركة نحو 80 مشاركاً كورياً وخليجياً من بينهم مسؤولون حكوميون وباحثون من كوريا ومن الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.
وشارك خبراء من القطاعين العام والخاص في مناقشات موسعة حول سبل تعزيز التعاون بين كوريا ودول مجلس التعاون في المستقبل خلال 3 جلسات التي تناولت العلاقات الكورية الخليجية القائمة والفرص المستقبلية، والتعاون في مجال الطاقة، والقضايا الإقليمية في الشرق الأوسط.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد السفير الكوري تشوي بيونغ-هيوك أن الندوة مثلت فرصة سانحة للبحث عن سبل الاستفادة الكاملة من الزخم المتزايد للتعاون بين الجانبين، خصوصاً مع توقيع اتفاقية التجارة الحرة الكورية الخليجية.
وأعرب عن أمله في تعزيز التفاهم المشترك للأوضاع الإقليمية الخطيرة التي تحيط بدول مجلس التعاون، بما في ذلك الأوضاع في قطاع غزة والبحر الأحمر، ومناقشة سبل تنويع التعاون النشط في مجال الطاقة ليشمل الطاقة النووية والمتجددة وغيرها من المجالات.
من جهته أوضح مدير مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبدالعزيز صقر، أن العلاقات السعودية الكورية نمت بشكل متزايد على أساس استراتيجي، مدفوعة بالمصالح المتبادلة في التعاون في مجالات الطاقة والأمن والدفاع.
وقال: يؤكد هذا الدعم موثوقية كوريا كشريك واستعدادها للتدخل كمورد دفاعي عندما تقل مشاركة الحلفاء الغربيون، ومثل هذه الإجراءات تعزز الثقة وتضع كوريا شريكاً موثوقاً به في التخطيط الأمني طويل الأمد للمملكة.
واستعرض المشاركون في الجلسة الأولى وضع العلاقات الكورية الخليجية حالياً ومستقبلاً إذ اقترح د. لي كوان-هيونغ، كبير الباحثين من المعهد الكوري للسياسات الاقتصادية الدولية (KIEP)، طرقاً استراتيجية للاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين التي تم إبرامها في نهاية العام الماضي.
وخلال الجلسة الثانية التي تناولت التعاون في مجالات الطاقة النووية والمتجددة التي تُعد وسيلةً مفيدة لتحقيق الحياد الكربوني وأمن الطاقة في الوقت نفسه، قدم د.كانغ هان-أوك، نائب رئيس مشروع مفاعل الوحدات الصغيرة المدمجة «سمارت» من معهد أبحاث الطاقة الذرية الكوري (KAERI)، بحثاً مشتركاً جارياً حول المفاعلات النمطية الصغيرة (SMRs) بين كوريا والسعودية، كما قدم سبل توسيع التعاون في محطات الطاقة النووية بين كوريا والدول الأخرى لمجلس التعاون.
وركزت الجلسة الثالثة والأخيرة على الأوضاع الحالية في الشرق الأوسط عن طريق مراجعة شاملة لتأثير الديناميكيات الجيوسياسية في شرق آسيا والشرق الأوسط على العلاقات بين كوريا ودول مجلس التعاون. وناقش د. إن نام-سيك، المدير العام والأستاذ في الأكاديمية الدبلوماسية الوطنية الكورية (KNDA)، مع الخبراء الخليجيين التحديات الأمنية في الشرق الأوسط، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والأمن البحري وبناء السلام والمساعدات التنموية.
0 تعليق