كما يعكس نظرته لمستقبل المدينة، واستشرافه لما ستصبح عليه؛ من خلال وضع مشروعات إستراتيجيَّة تهدف إلى معالجة المشكلات الناتجة عن التوسُّع العمراني، وارتفاع عدد السكَّان.
ويجسِّد اهتمامه بالتخطيط وإعداد الدراسات اللازمة، والتصاميم الهندسيَّة، والمواصفات الفنيَّة، ووثائق الطرح، قبل الرفع بالمشروع. ولعلَّ ما يؤشِّر إلى ذلك الاهتمام، استخدامه عبارة (العمود الفقري) لوصف مشروع النقل العام بشقَّيه (الحافلات والقطار)، باعتباره أولويَّة بالنسبة له.ولا شكَّ أنَّ استمرار الرؤية والتنفيذ -رغم تغيُّر المناصب- دلالة على الثبات والقيادة المؤسسيَّة، إضافة إلى الثقة في القرارات، كما يعكس ذلك إيمانه بأهميَّة التنسيق والمواءمة، وحوكمة العمل، من خلال التنسيق المبكِّر بين وزارة الماليَّة، ووزارة النقل، ومرور المنطقة وأمانتها، كما أشارت إلى ذلك الاجتماعات التنسيقيَّة التي تمَّت؛ تمهيدًا للرفع بفكرة المشروع.
ووفقًا للمعطيات المبكِّرة حتَّى الآنَ، فإنَّ المشروع عبارة عن نموذج متميِّز لتنفيذ المشروعات الكُبْرَى التي تبدأ بخطط مُحكمة متدرِّجة، وتنتهي إلى واقع ملموس، بالرغم من كل التحدِّيات أمام إنشاء أحد أضخم مشروعات النقل العام في العالم.
وثيقة مبكِّرة للمشروع
وكشفت الهيئة الملكيَّة لمنطقة الرياض عن وثيقة يعود تاريخها للعام 2009، احتوت على صورة خطاب من الأمير (الملك) سلمان بن عبدالعزيز، عندما كان أميرًا لمنطقة الرياض، موجَّه إلى خادم الحرمين الشريفين -آنذاك- الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- يقدِّم من خلاله مقترح تأسيس منظومة النقل العام في العاصمة، ومنها القطار.
واشتمل الخطاب الذي صدر في 20 أكتوبر 2009 على فكرة تأسيس العمود الفقري لنظام النقل العام، المتمثِّل بإنشاء قطار كهربائي لفكِّ الازدحام المروري، الذي تعاني منه الطرق الرئيسة بالعاصمة، التي تشهد نموًّا سكَّانيًّا وتوسُّعًا عمرانيًّا، وازدهارًا اقتصاديًّا.
وتؤكِّد الوثيقة التي رفعها الملك سلمان -عندما كان أميرًا لمنطقة الرياض، رئيسًا للهيئة العُليا لتطوير مدينة الرياض- للملك عبدالله بن عبدالعزيز، استشرافه لمستقبل العاصمة؛ من خلال وضع مشروعات إستراتيجيَّة تهدف إلى معالجة المشكلات الناتجة عن التوسُّع العمراني، وارتفاع عدد السكَّان، وكذلك اهتمامه بالتَّخطيط وإعداد الدِّراسات اللازمة والتصاميم الهندسيَّة والمواصفات الفنيَّة ووثائق الطَّرح.
ووفق البيانات يصل طول مترو الرياض إلى 176 كيلومترًا، ويتضمَّن 85 محطَّةً، فيما تتكامل مع مشروع قطار الرياض شبكة حافلات تضم 24 مسارًا، بطول إجمالي 1083 كلم، شاملةً 776 محطَّةً.
وكانت عقود مشروع مترو الرياض أُرسيت خلال عام 2013 على ثلاثة ائتلافات عالميَّة، بقيمة إجماليَّة بلغت نحو 22.5 مليار دولار.
المملكة تتصدَّر في انخفاض كلفة التذاكر
قال د. ماهر شيرة مدير عام أوَّل المدن الذكيَّة في الهيئة الملكيَّة لمدينة الرياض، إنَّ المملكة تتصدَّر دول العشرين في تكلفة التذاكر، مقارنةً بمعدَّل دخل الأسرة اليومي، حيث تصل التكلفة 0.5% من دخل الأُسْرة.
وأوضح شيرة، أنَّ الأسعار تبدأ من 4 ريالات لمدَّة ساعتين، مع تخفيضات للطُّلاب والأشخاص أصحاب الهمم (ذوي الإعاقة)، وغيرها من الفئات.
واضاف ضاربًا مثلًا على ما يقول (على سبيل المثال، الطَّالب يحصل على تخفيض 50% على التذكرة لمدَّة 30 يومًا؛ ممَّا يجعل التكلفة في حدود ريالين، أو ريالين ونصف في اليوم بدون حدود. وهذا السِّعر يُعدُّ من الأقل في العالم). وأكَّد شيرة، أنَّ المشروع تميَّز بدراسة تفصيليَّة لعمليَّة التكامل مع إستراتيجيَّة مدينة الرياض، حيث كانت بداية المشروع من اللبنة التي وضعها خادم الحرمين الشَّريفين، المخطِّط الأوَّل لمدينة الرياض.
وأضاف، إنَّ مفهوم «المدن الذكيَّة» ظهر مع التطوُّرات التي طرأت على هذا المشروع، وهو لا يتعلَّق فقط بالتقنيات الحديثة، بل يشمل أيضًا آليَّة التصميم وطريقة الإدارة.
وتم مراعاة عدة أمور، مثل تنظيم الأحداث الكبيرة التي ستحدث في الرياض، وكيفيَّة التعامل مع أيِّ أحداث غير مرغوب فيها، بحيث يتم التعامل معها بشكل سلس ومناسب، مع ضمان تقديم خدمة متميِّزة للعملاء.
مراحل الإعداد للمشروع
- خادم الحرﻣﻴﻦ اﻟﺸَّﺮﻳﻔﻴﻦ اﻟﻤﻠﻚ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن أﻣﻴﺮًا ﻟﻠﺮﻳﺎض، ﻳﻮﺟِّﻪ ﺑﺈﺟﺮاء اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪف إﻟﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﻨﻘﻞ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ.
- إقامة ورش عمل ﻣﺘﺨﺼِّﺼﺔ ﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺮﻳﺎض، ﺷﺎرك ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺒﺮاء ﻋﺎﻟﻤﻴُّﻮن ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ وأﻟﻤﺎﻧﻴﺎ وﻛﻨﺪا.
- اﻛﺘﻤﺎل اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻔﻨﻴَّﺔ، ﺑﺎﻟﺘَّﻌﺎون ﻣﻊ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻻﺳﺘﺸﺎرﻳَّﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴَّﺔ: Egis ﻛﻨﺪا، IBI أﻟﻤﺎﻧﻴﺎ، Dornier rail ﻓﺮﻧﺴﺎ - بحث أﻣﺎﻧﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺮﻳﺎض، ووزارة اﻟﻤﺎﻟﻴَّﺔ، ووزارة اﻟﻨﻘﻞ ﺳﺒﻞ ﺗﻤﻮﻳﻞ اﻟﻤﺸﺮوع.
- اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌُﻠﻴﺎ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺮﻳﺎض ﺗُﻘﺮاﻟﺮﻓﻊ ﻓﻲ اﺟﺘﻤﺎﻋﻬﺎ ﻟﻌﺎم 1429هـ إلى اﻟﻤﻘﺎم اﻟﺴَّﺎﻣﻲ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﻄﻠﺐ اﻋﺘﻤﺎد ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ ﻣﺸﺮوع ﻗﻄﺎر اﻟﺮﻳﺎض.
- ﺧﺎدم اﻟﺤﺮﻣﻴﻦ اﻟﺸَّﺮﻳﻔﻴﻦ اﻟﻤﻠﻚ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن رﺋﻴﺴًﺎ ﻟﻠﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌُﻠﻴﺎ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺮﻳﺎض، ﻳﺮﻓﻊ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ أﻛﺘﻮﺑﺮ 2009 ﻟﻠﻤﻘﺎم اﻟﺴَّﺎﻣﻲ اﻟﻜﺮﻳﻢ؛ لإنشاء قطار الرياض.
0 تعليق