وأكد الجدعان، ضرورة التعاون لتجاوز العقبات التي قد تُواجه أنظمة الضمان الاجتماعي. وأضاف: «لا يخفى عليكم أن أنظمة الضمان الاجتماعي كأي أنظمة أخرى؛ تحتاج إلى مراجعة وتطوير مستمر لتواكب احتياجات مجتمعاتنا، ومتطلبات مستفيدينا، والأجيال الحالية والقادمة».
وأوضح الجدعان، ضرورة إيجاد حلول ناجعة للتحديات الأكثر إلحاحاً في مجال الحماية التأمينية، مُعبراً عن أمله في أن تقود مخرجات المنتدى إلى توحيد الرؤى ورسم خارطة طريق لتطوير أنظمة تأمين اجتماعي شاملة ومستدامة. كما ألقى رئيس الجمعية الدولية للضمان الاجتماعي الدكتور محمد عزمان، كلمة ثمن فيها استضافة المملكة والتأمينات الاجتماعية لهذا الحدث، الذي يُعد علامة فارقة في تعزيز التعاون الإقليمي في مجال الضمان الاجتماعي، مشيراً إلى أن المنتدى يُشكل فرصة ثرية لتبادل الخبرات، وتطوير الحلول المبتكرة، لمواجهة التحديات التي تُواجه منظومات التأمين الاجتماعي عالمياً. واستُهلت الجلسات الحوارية بجلسة بعنوان (التحول الاجتماعي في المملكة: التأثيرات على نظام الضمان الاجتماعي)، شارك فيها كلٌّ من نائب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للعمل الدكتور عبدالله أبوثنين، ونائب وزير الاقتصاد المهندس عمار نقادي، ومحافظ التأمينات الاجتماعية عبدالعزيز البوق، ونائب وزير المالية عبد المحسن الخلف.
ابتكارات وفرص
وحلول تأمينية
قدّم مساعد محافظ التأمينات الاجتماعية لقطاع الإستراتيجية والتحول مروان الغامدي، أمام الحضور عرضاً تقديمياً بعنوان (فلسفة التأمينات الاجتماعية المتغيرة والتحولات الإستراتيجية الثلاثة)، استعرض خلاله أهم التحولات الإستراتيجية في مسيرة التأمينات الاجتماعية، ورؤيتها لتعزيز الاستدامة المالية، لتقديم تأمين اجتماعي شامل ومستدام، بما يضمن تحسين جودة الحياة للعملاء.
وسلّط العرض الضوء على المبادرات المبتكرة الرامية إلى تلبية احتياجات مختلف الأجيال، وأبرز الإنجازات على مستوى التحول الرقمي؛ التي أسهمت في تحقيق قفزات نوعية في تحسين تجربة المستخدمين وتعزيز الكفاءة التشغيلية.
وناقشت الجلسة الحوارية الثانية «فلسفة صناديق الضمان الاجتماعي المتغيرة في ظل التحديات العالمية»، تحدث خلالها مساعد محافظ التأمينات الاجتماعية لتقنية المعلومات أحمد العمران، ومساعد المحافظ للاستدامة المالية وإدارة المخاطر الدكتور عمرو كردي، ومساعد المحافظ للإستراتيجية والتحول مروان الغامدي، استعرضوا خلالها أهم الرؤى والسياسات التي تدعم كفاءة عمل صناديق الحماية التأمينية، في ظل المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة على مستوى العالم.
وشهد أول أيام المؤتمر حضوراً لافتاً للمشاركين من مختلف الدول، الذين ناقشوا مستجدات المنظومة التأمينية العالمية، واستعرضوا الابتكارات والحلول التأمينية المستدامة، وأبرز الفرص والتحديات، إلى جانب التعرف على التجربة السعودية الرائدة في مجال التأمين الاجتماعي.
دعم 4.7 مليون عامل
أوضح محافظ التأمينات الاجتماعية، في معرض حديثه خلال الجلسة، أن التأمينات الاجتماعية تستهلّ مرحلة جديدة تهدف فيها إلى إيجاد قيمة أكبر لعملائها في مختلف مراحل حياتهم، وذلك من خلال دعم الاستقرار المالي، والنمو المهني، وتعزيز الصحة البدنية، بما يُسهم في تحسين جودة الحياة، وبناء مستقبل يشعر فيه الجميع بالأمان والتقدير. وأضاف: «تركز التأمينات في رؤيتها على تبني أحدث التقنيات، بما يدعم تمكين المنظومة الرقمية في المملكة، ويحقق التميز في الخدمات الحكومية الرقمية، ويرسخ ريادة المملكة عالمياً في هذا القطاع». واستعرض عدداً من الأرقام التي أحرزتها التأمينات الاجتماعية، فعلى مستوى الحماية التأمينية، دعّم برنامج (ساند) أكثر من 400 ألف موظف خلال جائحة كورونا، بما قيمته 2.5 مليار دولار، فيما قُدم الدعم لنحو 4.7 مليون عامل بواسطة وثائق التأمين الإلزامي، واستفاد من تغطية الرعاية الصحية في المملكة، نحو 32 مليون شخص. وسلطت الجلسة الضوء على التعاون بين الجهات المختلفة مع التأمينات الاجتماعية؛ لدفع عجلة التحسينات الاجتماعية. كما ناقش المتحدثون الآثار المترتبة على صناديق الضمان الاجتماعي، مع التركيز على التحديات الرئيسية التي تُواجهها، والدروس المستفادة من تلك التجارب في إطار تعزيز جودة وكفاءة أنظمة الحماية التأمينية وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
0 تعليق