عندما سلّمت موظف المحاسبة العلبة شبه الممتلئة؛ ليتخلص منها بعد إضافة ثمنها سألني: لماذا لا تكملها؟! فقلت له: لم أستسغ مذاقها، قال: لست وحدك، مما يعني أنه وجد هذا الانطباع عند غيري من الزبائن !
في الحقيقة لم أهتم لرأيي الشخصي أو رأي المحاسب بالمذاق، فأذواق الناس تختلف وقد يجد المشروب نجاحاً ورواجاً عند شريحة واسعة من الناس، مثل مشروبات الطاقة والبيرة المرة التي لا أستسيغها هي الأخرى، فلولا اختلاف الأذواق لبارت السلع، لكنني وجدت تحفظاً على تسويق المنتج بعبارة فخر الصناعة الوطنية، فإقحام صفة الوطنية في المنتجات المحلية قد يجعلها صفة مشوهة في حال فشل المنتج أو عدم رواجه أو عدم جودته؛ لذلك يجب الحد أو وضع معايير معينة لتوظيف الصفة والعاطفة الوطنية في ترويج المنتجات التجارية المحلية !
الأكيد أن لدينا منتجات وطنية ناجحة تجاوزت حدود الوطن في قطاعات الصناعات البتروكيماوية والتعدينية واللدائن والزيوت والأجهزة والصناعات الغذائية كمنتجات الألبان والتمور وغيرها من الصناعات التي تحمل ختم صُنع في السعودية وتبعث على الفخر والاعتزاز، لكنها ليست فخر صناعة وطنية لأنها سعودية بل لأنها جيدة !
باختصار.. أظن لو مرَّ هذا المقال على زميلي سيقول: «ليتنا من دعمك سالمين» !
0 تعليق