الكنيسة اللاتينية في مصر تحتفل بذكرى البارّة ثيوذورة الإسكندريّة - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة حذف

الجمعة 13/سبتمبر/2024 - 08:38 م 9/13/2024 8:38:09 PM

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية في مصر بذكرى البارّة ثيوذورة الإسكندريّة، ويحكى أن البارة ثيوذورة عاشت في عهد الإمبراطور زينون وتزوّجت من شاب تقيّ وشريف النسب يدعى بفنوس. الا انها انقادت بخديعة الشيطان لهوى رجل آخر. لكنّها، اذ وعت جسامة خطيئتها، نهضت بنعمة الله من كبوتها، وعكفت على التوبة والتكفير. واذ تزيّت بزيّ الرجال، تحت اسم ثيودورس، دخلت أحد الديورة، وعاشت في المثال النيّر لاسمى الفضائل والكفر بالذات وخشونة العيش. وفيه لفظت أنفاسها الأخيرة بين يدي الله.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إن ما أعظمَ هذه الحكمة وما أعجبَها! كيفَ لإنسانٍ أن يحبَّ حياتَه فيفقدَها أو أن يبغضَ حياتَه فلا تتلاشى أو تهلك؟ إذا أحببتَ بطريقةٍ خاطئة فما أنتَ سوى إنسان يُبغض، وإذا أبغضتَ بطريقةٍ صحيحة، فما أنتَ سوى إنسان يحبّ. طوبى لمن يُبغضون النفسَ فيحفظونها كي لا يفقدوها بحبّهم الخاطئ لها!

ولكن احذر من أن تنسلَّ إلى أعماقك الرغبةُ في الموت بعد أن تدركَ خطأً بأنّه يتوجّب عليك أن تبغضَ حياتك في هذا العالم. وبالفعل، بسبب هذا الفهم الخاطئ، يستحيلُ بعضُ الأشرار، المنحرفين والفاسدين، مجرمينَ وحشيّين بحقِّ أنفسهم، فيسلّمون أجسادَهم للنيران، ويغرقون في المياه ويتحطّمون ويقبعون في الهوّة ويهلكون. ولكن ليسَ هذا ما أرادَ المسيحُ أن يعلّمنا إيّاه، بل العكس تمامًا؛ فقد أجابَ الشيطانَ الذي اقترحَ عليه "إن كنتَ ابنَ الله فألقِ بنفسك إلى الأسفل"، قائلًا: "اذهب يا شيطان! لأنّه مكتوب: لا تجرّبَنَّ الربَّ إلهك" وقالَ يسوع أيضًا لبطرس، "مشيرًا إلى الميتة التي سيمجّد بها الله: لمّا كنتَ شابًّا، كنتَ تتزنّرُ بيديك، وتسيرُ إلى حيث تشاء، فإذا شختَ بسطتَ يديك، وشدَّ غيرُك لكَ الزنّار، ومضى بكَ إلى حيثُ لا تشاء". وأوضحَ جليًّا بأنَّ من يتبع المسيح سيموت إلاّ أنّه لن يُهلكَ نفسَه بنفسِه بل سيموتُ على يدِ آخرين.

عندما يحينُ موعدُ الرحيل ويُطرح أمام الإنسان خياران، فإمّا الخروج عن تعاليم الله ووصاياه أو الرحيل عن هذا العالم، ويرزحُ المرءُ مُجبرًا على الاختيار تحت تهديد الموت، يجب عليه أن يؤثرَ الموتَ حبًّا بالرّب يسوع لمسيح بدلًا من أن يعيشَ بالخطيئةِ بعيدًا عنه. وبذلك، يجب عليه أن يبغضَ حياته في هذا العالم حتّى يحفظها للحياة الأبديّة. 

أخبار ذات صلة

0 تعليق