الناقد إبراهيم أردش: اللسانيات الإدراكية ليست مجرد نظرية في اللغة - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة حذف

تناول الباحث إبراهيم أحمد أردش، خلال الجلسة الختامية في فعاليات مؤتمر قصيدة النثر المصرية، في قراءته النقدية “البحث عن الراحة من قبل الذات المتعبة من الأفكار”،  في ديوان “ما أنا فيه” للشاعر أحمد الشهاوي، من خلال الاتكاء على مفاهيم نظرية اللسانيات الإدراكية باتباع منهجية المجال المصدر والمجال الهدف.

اللسانيات الإدراكية ليست مجرد نظرية في اللغة

وقال “أردش”: الإدراكيات علم يبحث في كيفية امتلاك الذهن المعرفة، وكيفية تطويرها، ويبحث في علاقة المحيط بالاكتساب، وفي كيفية احتفاظ الذاكرة بالمعلومة واستعمالها عند الحاجة، واللسانيات الإدراكية حسب منظور د. محمد فكري الجزار، تنظر إلى اللغة بوصفها شكلًا من أشكال المعرفة، ويجب تحليلها بناءً على أساس هذا التصور، المعرفي، ويرى الجزار أن "اللسانيات الإدراكية تقوم على ثلاث ركائز، أولها أن اللغة ليست ملكة أو قدرة إدراكية مستقلة من الإدراك عمومًا. 

595.jpeg

والثاني أن النحو خلقٌ للمفاهيم، وليس محض قواعد. والثالث والأخير أن المعرفة اللغوية رهن بالاستعمال وتستنبط منه. فاللغة ترتبط بالعقل؛ فهو القائم على استيعابها وإعادة تشكيلها وإخراجها في هيئة جديدة تتناسب مع مقصدية المتلفظ بها.

وأوضح “أردش” خلال مشاركته في ختام مؤتمر قصيدة النثر المصرية، أن اللسانيات الإدراكية ليست مجرد نظرية في اللغة، وإنما هي نظرية في كيفية إنشاء المعنى في التجربة الإنسانية، فنحن بوصفنا بشرًا نمتلك جهازًا –هو العقل/ أو الذهن- لإنشاء المعنى، وهذا الجهاز تشكله تجربتنا الجسدية وتجربتنا الاجتماعية/ الثقافية وفي هذه النقطة تقيم اللسانيات الإدراكية جسرًا معرفيًا يصل ما بينها وبين اللسانيات الثقافية" وهذا أدى إلى أن "تقع الإدراكيات ضمن الحقول البينية التي تتنازعها حقول معرفية متعددة، كعلم النفس والفلسفة والطب... ومجال دراستها الخطاب والأدب، ومن ثمّ فإن طبيعتها المنفتحة على علوم شتى تمنح القارئ حرية في تناول النص الأدبي.

596.jpeg

واختتم “أردش”: الأفكار كيان مريح للإنسان ومتعب له في آن واحد، مريحة حينما نقبض عليها ونشعر أننا نمتلك ما لا يمتلكه الآخرون، نستلذ بالوصول إليها وما يحيطها من معارف، لكنها تتحول إلى ألم عندما لا نستطيع إخراجها، حينما تلح علينا وتمثل لنا هاجسًا لا نستطيع منه فكاكًا، تؤلم عندما لا تستقيم أفكارنا مع الواقع الذي يرفض كل غريب عليه، تتعبنا الفكرة حينما تجلب لنا عداوات لا نريدها؛ عدوات لا حل لها إلا بالتنازل عن عملية التفكير نفسها، إننا لن نستطيع أن نوقف سيل الأفكار، أو نستغني عنه. إنها اللذة والألم، النعيم والشقاء، وحيرة الذات الأبدية بالعقل.

يشار إلي أن مؤتمر قصيدة النثر المصرية في دورته الثامنة، يعقد تحت عنوان "الجليل والجميل والقبيح في قصيدة النثر المصرية" برئاسة الشاعر عادل جلال، في رحاب جريدة "الدستور".

أخبار ذات صلة

0 تعليق