عاجل

تماثيل ذهبية في مزادات علنية.. سرقة آثار السودان تهدد الهوية الوطنية.. من ينقذها ؟ - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة حذف

تجاوزت عواقب الحرب في السودان فقدان عشرات الآلاف من الأرواح ونزوح الملايين من منازلهم، لتضع الآثار الثمينة الخاصة بهذا البلد العريق، في مرمى اللصوص مُهددة الهوية الثقافية للشعب السوداني، وذلك بعد أن عثر على قطع أثرية سودانية منهوبة معروضة للبيع عبر الإنترنت، وعلى موقع المزادات eBay.

في العاصمة الخرطوم، إذ اندلع القتال في أبريل 2023 بين الجيش والقوات شبه العسكرية، تعرض متحف السودان الوطني الذي تم تجديده مؤخرًا للسرقة، والذي يضم قطعًا أثرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ من العصر الحجري القديم كما سرقت قطع من موقع كرمة الشهير في شمال السودان، بالإضافة إلى قطع فرعونية ونوبية.

عثمان الميرغني: أكثر السرقات تماثيل ذهبية

الكاتب الصحفي السوداني عثمان الميرغني قال في حديثه لـ"الدستور" إن الأثار السودانية سرقت من متحف السودان القومي، في قلب الخرطوم، موضحًا أن هذا المتحف يضم غالبية الممتلكات القديمة للسودان لكونها كانت قد جمعت فيه، منذ وقت إنشاؤه في السبعينات، ولفت إلى أن أكثر السرقات التي تمت كانت للتماثيل الذهبية حيث يضم هذا المتحف الكثير منها.

وتابع أنه هذا المتحف وقع تحت قبضة قوات الدعم السريع منذ شهور، مؤكدًا أنه كانت قد حذرت المنظمات الدولية في البداية من ملامح سرقته، ثم أعلنت بعد ذلك عن وقوع سرقات بالفعل، إلى أن تمت سرقة أغلب آثاره حتى التماثيل كبيرة الحجم منها.

وأضاف الميرغني، أنه تبين تداول هذه الآثار على العديد من المنصات الدولية للبيع والشراء، وبأسعار زهيدة، لافتًا إلى أنه ضبط جهاز الأمن السوداني والمخابرات السودانية مؤخرًا إحدى السيارات، وهي تقوم بتهريب آثار منه إلى جنوب السودان، ليتم ترحيلها بعد ذلك إلى إحدى دول الجوار.

وأشار إلى أنه لا يُعلم إلى الآن حجم الآثار التي تمت سرقتها، مشيرًا إلى أنه قد تكون هناك سرقات إضافية تمت لأماكن تاريخية أخرى في السودان غير المتحف السوداني، مرجعًا ذلك إلى الوضع غير الآمن في البلاد، وحالة الحرب الدائرة فيه.

 يذكر أنه كان قد تم افتتاح المتحف السوداني الوطني لأول مرة في عام 1971، وأسس جزئيًا لإيواء الأشياء التي تم إنقاذها من منطقة كانت ستغرق بسبب بناء سد أسوان.

ومن جانبها، كانت قد ذكرت إخلاص عبداللطيف، رئيسة المتاحف بالهيئة القومية للآثار، أن متحف السودان القومي تعرض لعمليات نهب كبيرة، وأن القطع الأثرية المخزنة هناك تم نقلها في شاحنات كبيرة ونقلها إلى الغرب وإلى المناطق الحدودية، خاصة بالقرب من جنوب السودان.

أيضًا ذكرت "عبداللطيف" أن قطعًا أثرية وإكسسوارات عرض سُرقت من المتحف في نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، كما اضافت أنه في أم درمان أيضًا قد تم تدمير جزء من متحف بيت خليفة.

منظمة اليونسكو: تهديد غير مسبوق لثقافة هذا البلد

منظمة اليونسكو، الهيئة الثقافية التابعة للأمم المتحدة أصدرت تقارير عن نهب المتاحف والمواقع التراثية والأثرية في السودان الشقيق مؤخرًا مُشيرة إلى أن التهديد الذي تتعرض له الثقافة في هذا البلد يبدو أنه وصل إلى مستوى غير مسبوق.

ودعت الجمهور وسوق الفن في المنطقة والعالم إلى الامتناع عن التجارة في السلع السودانية، مؤكدة أنها أيضًا تخطط للتدريب في القاهرة لمسؤولي إنفاذ القانون والقضاء من جيران السودان.

أخبار ذات صلة

0 تعليق