من نترات الأمونيا إلى أجهزة البيجر.. زلات حسن نصر الله تقود لبنان للهاوية - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة حذف

لم تنجح تحذيرات حسن نصر الله أمين عام "حزب الله" في تجنب الوقوع في الفخ الذي كان يخشاه، بل على العكس تمامًا، كانت تصريحاته هي كلمة السر وراء الهجمات الإسرائيلية الدامية في لبنان الذي دائمًا ما يدفع ثمن زلاته في كل خطاب، وكان آخرها استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت بغارة جوية إسرائيلية، وذلك بعد أيامٍ قليلة من الاختراق الإسرائيلي لأجهزة الاتصالات اللاسلكية لعناصر "حزب الله"، ما أسفر عن عشرات الضحايا ومئات المصابين.

خطاب فبراير واختراق "البيجر"

"ادفنوا هواتفكم وضعوها في صندوق من حديد".. كان هذا تحذير "حسن الله" لعناصر حزبه في خطابه الذي ألقاه في فبراير الماضي، مؤكدًا أن إسرائيل تستخدم شبكات الهاتف المحمول لتحديد مواقع عملائه.

وقال "نصر الله" في خطابٍ تلفزيوني: "تسألونني أين العميل؟ أقول لكم إن الهاتف الذي بين أيديكم وأيدي زوجاتكم وأطفالكم هو العميل"، مضيفًا: "أغلقوها وادفنوها وضعوها في صندوق من حديد واقفلوها، افعلوا ذلك من أجل الأمن وحماية دماء الناس".

كان الهدف من خطاب فبراير، معالجة الثغرات الأمنية في استخبارات "حزب الله" التي أدت إلى اغتيال فؤاد شكر القيادي في الحزب بسبب الاختراقات التقنية، ما دفع "حزب الله" إلى التخلي عن وسائل الاتصال المتطورة التي يمكن لإسرائيل مراقبتها وتتبعها، واستبدالها بأجهزة أخرى أقل تطورًا مثل "البيجر" في محاولة لتفادي الاختراق الإسرائيلي، ولكن النتيجة كانت اختراق أجهزة "البيجر" ذاتها. 

وفي 17 و18 سبتمبر الجاري، باغت الاحتلال لبنان بتفجير أجهزة "البيجر" خلال موجتي الهجمات يوميِّ الثلاثاء والأربعاء، ما أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف، في أكبر هجومٍ شهده لبنان منذ حادث انفجار مرفأ بيروت في أغسطس 2020.

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن "نصر الله" كان يهدف إلى اعتماد "حزب الله" على أجهزة "البيجر"، التي يمكنها تلقي البيانات دون الكشف عن موقع صاحبها، إلا أن الاستخبارات الإسرائيلية رأت في الأمر فرصة سانحة لاستهداف الحزب.

وذكرت الصحيفة، أن إسرائيل نصبت فخًا لـ" حسن نصر الله"، من خلال إنشاء شركة وهيمة لتصنيع أجهزة "البيجر"، ومن ثمَّ، تفخيخها استعدادًا لتفجيرها.  

وأوضحت "نيويورك تايمز"، أن شركة "بي إيه سي" المجرية التي ارتبط اسمها بتفجير أجهزة "البيجر" في لبنان، ما هي إلا جزء من واجهة إسرائيل، وأن المُصنع الحقيقي لهذه الأجهزة كانت الاستخبارات الإسرائيلية.

خطاب سبتمبر واغتيال إبراهيم عقيل

وردًا على عملية "اختراق البيجر" الإسرائيلية، ألقى حسن نصر الله، خطابًا يوم الخميس الماضي، أكد خلاله أن "إسرائيل بهذه العملية تجاوزت كل الضوابط والقوانين والخطوط الحمراء".

وقال الأمين العام لـ "حزب الله" إن الحزب يتمنى دخول القوات الإسرائيلية جنوب لبنان لأن ذلك سيكون "فرصة تاريخية" لهم.

وما لبث "نصر الله" أن ينهي خطابه حتى منحت له إسرائيل "الفرصة التاريخية" التي أرادها وشنَّت قوات الاحتلال غارة جوية، مساء أمس الجمعة، استهدفت موقعًا في الضاحية الجنوبية ببيروت، واسفرت عن اغتيال إبراهيم عقيل، رئيس وحدة العمليات الخاصة في "حزب الله"، والقيادي في الحزب أحمد محمود وهبي.

من جهته، قال وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، إن حصيلة هجوم الضاحية الجنوبية لبيروت، ومن قبلها تفجير أجهزة الاتصالات اللا سلكية "البيجر"، وصلت إلى 70 ضحية، فيما يتلقى 770 مصابًا العلاج.

لماذا الهجوم الآن؟

وحول أسباب توقيت الهجوم الإسرئيلي على لبنان، قالت شبكة CNN الأمريكية، إن إسرائيل ربما اختارت هذا التوقيت للهجمات؛ لأنها اعتقدت أن حزب الله اكتشف قدرات أجهزة البيجر، ما يجعلها لحظة إما "تستغلها إسرائيل أو تخسرها".

وأضافت في تقرير سابقٍ لها عبر موقعها الإلكتروني: "ربما أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعزيز موقفه داخليًا بشأن ضرورة عودة سكان الشمال إلى منازلهم، والذي جعلت منه هدفًا جديدًا للحرب".

من جهتها، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC، أن هناك عدة نظريات حول سبب تفجير الأجهزة هذا الأسبوع، موضحة أن إحدى هذه النظريات هي رغبة إسرائيل في توجيه رسالة إلى "حزب الله"، بعد حوالي عام من التصعيد على الحدود اللبنانية عقب اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر 2023.

وقالت " BBC"، إن "النظرية الأخرى هي أن إسرائيل لم تكن تنوي تنفيذ خطتها في هذه اللحظة، ولكنها اضطرت لذلك بعدما خشيت من أن المؤامرة على وشك أن تُكشف".

وفي السياق، أفاد 3 مسؤولين أمريكيين لموقع "أكسيوس"، بأن إسرائيل قررت تفجير أجهزة الـ "بيجر" في هذا الوقت تحديدًا، بسبب مخاوف من اكتشاف "حزب الله" لتفاصيل عمليتها السرية.

خطاب "حاويات الأمونيا" وفاجعة مرفأ بيروت

لم تكن خطابات حسن نصر الله، الماضية، هي أولى الأخطاء التي أوقعت لبنان في فخ إسرائيل، ولكن الخطأ الأكبر يرجع إلى 8 سنوات مضت، حين تحدث الأمين العام لـ"حزب الله"، عن "قوة الردع" التي بات يمتلكها في مواجهة إسرائيل، مهددًا بتفجير حاويات الأمونيا في ميناء حيفا.

وبعد انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في 2020، انتشر مقطع لـ"حسن نصر الله"، يعود تاريخه إلى 16 فبراير 2016، وقال فيه إن "بعض الصواريخ من عندنا بالإضافة إلى حاويات الأمونيا في ميناء حيفا نتيجتهم نتيجة قنبلة نووية بمنطقة يسكنها 800 ألف نسمة يُقتل منهم عشرات الآلاف"، الأمر الذي دفع السلطات الإسرائيلية آنذاك لإخلاء مخازن ميناء حيفا من الأمونيا.

أخبار ذات صلة

0 تعليق