تحل اليوم ذكرى رحيل المشير طنطاوي التي تذخر حياته بالتضحيات والبطولة والروح الفدائية، إذ شارك في عدد من الحروب داخل حدود الوطن وخارجه، إلى أن تولى إدارة شئون البلاد بعد تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عن منصبه إثر ثورة يناير.
بدايةً تخرج المشير طنطاوي في الكلية الحربية المصرية سنة 1956م، ثم كلية القادة والأركان، وشارك في حرب 1967م وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973م حيث كان قائد وحدة مقاتلة بسلاح المشاة.
كان المشير طنطاوي دائمًا في أولى صفوف المشاركين في الحرب حيث شارك في حرب 1967، وحرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر، وفيها كان قائدًا للكتيبة 16 مشاة، ودخل في مواجهة مباشرة مع القوات الإسرائيلية، وتحديدا مع أرييل شارون، حيث نجحت كتيبته في إحباط عملية "الغزالة المطورة" الإسرائيلية، وكبد الإسرائيليين خسائر فادحة في منطقة مزرعة الجلاء المعروفة باسم "المزرعة الصينية".
أبرز المعارك في تاريخ المشير حسين طنطاوي
تعد من أبرز المعارك في تاريخ المشير حسين طنطاوي التي قادها أمام العد الإسرائيلي في حرب 73 هي معركة المزرعة الصينية، وهي المرحلة التي وثقت تفاصيلها في عشرات الكتب والوثائق المصرية والإسرائيلية، وشارك بها المشير حسين طنطاوي، الذي تولى قيادة الكتيبة 16 مشاة، حيث بدأت مهام الكتيبة يوم 6 أكتوبر، وكانت المهمة تتمثل في الاستيلاء على رؤوس الكباري شرق القناة، وتدمير الأهداف الإسرائيلية الظاهرة، والتي نتج عنها تدمير 5 دبابات للعدو الإسرائيلي، وشاركت الكتيبة بعد ذلك في تطوير الهجوم.
معركة المزرعة الصينية
حيث ذكر المشير طنطاوي في فيلم تسجيلي نادر عن تفاصيل المعركة التي قادها مع الكتيبة مشاة 16، والتي كانت من أوائل الكتائب التي عبرت قناة السويس، بدفع عناصر اقتناص الدبابات، ورفعت الكتيبة علم مصر في الضفة الشرقية قبل عبور القوات الرئيسية، هناك العديد من المعارك التي خاضتها الكتيبة على رأسها معركة المزرعة الصينية.
بدأت المعركة بسماع المشير طنطاوي في وقت الظهيرة صوت أزيز طائرات العدو الإسرائيلي، ومن ثم تم تبليغ قيادة الجيش المصري وتزويد المراقبة، وكانت أجهزة الرؤية الليلية قد رصدت عناصر من قوات الجيش الاسرائيلى، تحاول عبور حقول الألغام الموجودة التي زرعت في أرض المواجهة داخل المزرعة الصينية، وكانت أعداد كبيرة من المشاة تحاول عبور الثغرة في اتجاه مواقع الكتيبة.
تلقى قادة الوحدات الفرعية المصرية أوامر من المشير محمد حسين طنطاوي قائد الكتيبة، لكل أسلحة الكتيبة من المدفعية وجميع الرشاشات حتى الأسلحة المضادة للطائرات المضادة وجهت باتجاه الثغرة للاستعداد لخوض معركة المزرعة الصينية.
استمرت معركة المزرعة الصينية لمدة ساعتين ونصف كما يرويها المشير محمد حسين طنطاوي، مؤكدا أن قوات العدو الإسرائيلي تمكنت من سحب خسائرها وبعض من تبقى منهم على قيد الحياة بفعل الضباب النهاري.
وبعد الحرب حصل على نوط الشجاعة العسكري ثم عمل في عام 1975 ملحقا عسكريا لمصر في باكستان ثم في أفغانستان.
المشاركة في حرب تحرير الكويت
لم تتوقف تضحيات المشير طنطاوي عند الدفاع عن الوطن فقط بل تقدت وشارك في حرب تحرير الكويت عام 1991 حيث كان رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة.
مناصب وأوسمة عسكرية
ونال طنطاوي عددا من الأنواط والأوسمة العسكرية بينها نوط الشجاعة العسكرية، وتقلد مناصب مختلفة في الجيش المصري، فكان رئيس فرع التنظيم، قسم العمليات، بالجيش الميداني، وعضو هيئة تدريس في الكلية العسكرية، وملحقا عسكريا في باكستان وأفغانستان.
كما رأس عمليات قيادة المشاة، ورأس فرع العمليات في هيئة عمليات القوات المسلحة، وتولى قيادة فيلق مشاة، وقيادة الحرس الجمهوري، ورئاسة أركان قوات المشاة.
حفط أمن مصر في ثورة يناير
وعقب ثورة 25 يناير كان المقاتل حسين طنطاوي متواجدًا، فحفظ أمن مصر وسلامتها وسلامة شعبها وتأمين حدودها وقاد البلاد بصفته رئيسًا للمجلس العسكري حتى وصل بها إلى بر الأمان، وظل وزيرا للدفاع حتى أُحيل للتقاعد في 12 أغسطس 2012، وعين مستشارًا لرئيس الجمهورية.
تولى إدارة شئون البلاد بصفته رئيسًا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في 11 فبراير 2011.
توفى المشير طنطاوي الثلاثاء 21 سبتمبر 2021 عن عمر يناهز 85 عاما، وشيع جثمانه الطاهر في جنازةعسكرية مهيبة تقدمها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس الوزراء ورئيسا مجلسي النواب والشيوخ ووزراء الحكومة، بالإضافة لوزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة، وقادة الأسلحة الرئيسية، وعدد ضخم من ممثلي الدول العربية والأجنبية.
0 تعليق