اللواء أركان حرب محمد الشهاوى: الصراعات المحيطة وتدفقات اللاجئين أثرتا سلبًا على الاقتصاد المصرى - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة حذف

حذر اللواء أركان حرب دكتور محمد الشهاوى، رئيس أركان الحرب الكيميائية الأسبق، وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، من توسيع رقعة الصراع فى المنطقة، مضيفًا أنه لأول مرة تكون الاتجاهات الاستراتيجية الأربعة لمصر مهددة، بسبب ما يحدث من اضطرابات وصراعات بالمنطقة.

وقال، خلال حواره مع «الدستور»، إن مصر تبذل جهودًا كبيرة للوصول إلى صفقة لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، كما تعمل على تهدئة التوترات فى ليبيا، عبر الحفاظ على مؤسسات الدولة والجيش الوطنى بها، كما تبذل جهدًا لتجميع الفرقاء السودانيين من أجل تهدئة الأوضاع فى البلاد.

■ بداية.. ماذا عن رؤيتك لما يحدث على جميع الحدود المصرية؟

- لأول مرة تكون الاتجاهات الاستراتيجية الأربعة لمصر مهددة، من الشمال والشرق والجنوب والغرب، فمن الشمال، حيث البحر المتوسط، تقع حقول الغاز التى يطمع فيها الجميع، وتشهد أيضًا تلك المنطقة الجرائم المنظمة العابرة للحدود.

ومن الجنوب، نعاين الموقف السودانى وتأثيره المباشر على الأمن القومى المصرى، مع نزوح أكثر من ٥ ملايين من السودانيين إلى مصر، بشكل يؤثر على الاقتصاد، ومن الغرب نشاهد ما يحدث فى ليبيا من وجود حكومتين وحدود تصل إلى ١١١٥ كيلومترًا، وليبيا شهدت فى السابق وجود عدد كبير من الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة، التى وصلت إلى نحو ١٧٠٠ جماعة، تم القضاء على معظمها من قبل الجيش الوطنى الليبى. من الشرق نرى ما يحدث فى الأراضى الفلسطينية وقطاع غزة من اعتداءات إسرائيلية.

■ ما التأثيرات والخسائر المباشرة لتلك التوترات على الأوضاع فى مصر؟

- تؤثر تلك الأحداث على الاقتصاد المصرى والحالة الاجتماعية الموجودة فى البلاد، مع وجود نحو ١٠ ملايين ضيف من الأشقاء من دول السودان وليبيا والعراق وسوريا واليمن والدول الإفريقية الأخرى، وهؤلاء تركوا بلادهم خوفًا من الحروب والصراعات وجاءوا للاحتماء فى مصر.

■ هل أثرت تلك التحديات على ملف التنمية فى مصر؟

- بالطبع.. هناك تحديات داخلية وأخرى خارجية تؤثر على البلاد، ولكن الدولة تتعامل معها كلها وتعمل على تلافيها.

■ ننتقل إلى الحدود الشرقية.. كيف ترى ما يحدث فى قطاع غزة؟

- ترتكب إسرائيل المجازر وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية فى حق الشعب الفلسطينى تحت سمع وبصر العالم أجمع، وتحت مباركة الولايات المتحدة الأمريكية التى أمدت الجانب الإسرائيلى بالأسلحة وبالأموال، ويكفى أنه تم إطلاق أكثر من ٧٠ ألف طن من المواد المتفجرة على قطاع غزة، بواقع ٧٠ مليون كجم من المواد المتفجرة «تى إن تى» بمعدل ٢٨ كجم لكل فرد من قطاع غزة، وبالتالى هناك بنية تحتية مدمرة.

■ ما تقييمك للتحركات المصرية لرعاية مفاوضات التوصل لوقف إطلاق النار؟

- تتحرك مصر فى جميع الاتجاهات لإنهاء معاناة الشعب الفلسطينى، وهناك ضرورة ملحة لضخ مزيد من المساعدات الإغاثية والإنسانية، ومصر تبذل الجهد الأكبر لإدخال هذه المساعدات إلى القطاع، وأنشأت معسكرات طبية داخل غزة لخدمة المواطنين هناك.

■ كيف ترى الدبلوماسية الرئاسية فى هذا الملف؟

- تضع مصر ملف القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها من خلال إنفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع، بالرغم من إعاقة الكيان المحتل ذلك، وتبذل جهدًا فى عملية التفاوض حتى يمكن الوصول إلى خفض التصعيد العسكرى من جانب الاحتلال ووقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وإيجاد حل سياسى ودبلوماسى يفضى إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وترعى الدولة المصرية المفاوضات بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية، والرئيس عبدالفتاح السيسى يبذل الكثير ويتلقى الاتصالات من كل زعماء العالم، وعلى رأسهم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل التوصل لحل عادل يحافظ على حقوق الشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية.

■ ما رؤيتك لتحركات إسرائيل الآن؟

- إسرائيل تتحرك بآلية الهروب إلى الأمام وتنفذ استراتيجية الاغتيالات بحق القيادات الفلسطينية، ولا تريد الوصول إلى هدنة أو وقف لإطلاق النار؛ لأن السلام بالنسبة لها يعنى انتهاء المستقبل السياسى لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، والأخير دائمًا ما يشترى الوقت ولا يريد الوصول إلى السلام، ولكن المفاوض المصرى يعمل من أجل وقف إطلاق النار والوصول إلى تلك الهدنة من ٣ مراحل.

وأعتقد أن الخاسر الأكبر من الحرب هو الجانب الإسرائيلى، فى ظل صمود المقاومة الفلسطينية، بالرغم من الخسائر فى أفراد الشعب، والتى وصلت إلى أكثر من ٤٠ ألف شهيد و٩٣ ألف جريح ومصاب، لكن خسائر الجانب الإسرائيلى كبيرة، فقد قُتل أكثر من ٦٠٠ جندى وأصيب أكثر من ٤ آلاف، وهناك أكثر من ٢٠٠٠ جندى يعانون من أمراض نفسية، والاقتصاد الإسرائيلى لا يحتمل حربًا طويلة.

■ مصر حذرت من توسيع رقعة الصراع وكانت تلك النقطة محور حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى فى جميع اللقاءات والاتصالات والمحافل الدولية.. إلى أين تتجه الأمور الآن؟

- دائمًا الدولة المصرية تحذر من توسعة رقعة الصراع وعدم وصوله إلى الجبهة اللبنانية أو الحوثيين، وعلى الجميع الاستماع جيدًا للرؤية المصرية، لأن عواقب توسيع رقعة الصراع ستكون وخيمة على الجميع.

■ ننتقل إلى ما يحدث فى حدودنا الغربية وتحديدًا ليبيا.. كيف ترى التحركات المصرية من أجل تهدئة الأوضاع هناك؟

- تعمل مصر على توحيد المؤسسات والحفاظ على الدولة الوطنية الليبية، والحفاظ على جيشها الوطنى أيضًا.

■ ماذا عن الوضع فى السودان؟

- السودان هو العمق الاستراتيجى لمصر من الاتجاه الجنوبى، وهناك علاقات استراتيجية بين البلدين، ومصر لا تتدخل ولا تنصر طرفًا على طرف، ولكنها تريد أن يكون الحل سودانيًا.

■ كيف ترى التأثير المباشر على مصر جراء تطورات الأوضاع فى السودان؟

- كما ذكرت سلفًا، ما يحدث فى السودان له تأثير مباشر على الأمن القومى المصرى مع نزوح أكثر من ٥ ملايين من السودانيين إلى مصر، وهذا يؤثر سلبًا على الاقتصاد.

■ ماذا عن التحركات المصرية واللقاءات المتواصلة لإنهاء الحرب هناك؟ 

- تعمل مصر أيضًا على الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية، وتعمل أيضًا على الحفاظ على جيشها الوطنى، وتم جمع الفرقاء السودانيين من كل الأطياف فى مصر للعمل على إنهاء هذه الحرب، وأن يكون السودان دولة مستقرة آمنة مطمئنة.

 

هل تتوقع إبرام صفقة لوقف إطلاق النار قريبًا؟

- كما ذكرت سلفًا، تكبد الكيان الصهيونى المحتل خسائر كبيرة فى قطاع غزة، وهو لا يتحمل حربًا طويلة، لذلك أعتقد أنه ستكون هناك صفقة لوقف إطلاق النار قريبًا.

أخبار ذات صلة

0 تعليق