نفايات تهدد صحة ألفي عائلة شمالي إدلب - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يعاني قاطنو مخيمات قرب قرية حزرة شمالي إدلب من وجود مكب للنفايات قربهم، بات يؤرقهم لما يحمله من أضرار صحية وبيئية، خاصة في مخيمي “الأمل” و”الصالحية”.

ويشكل المكب مصدر أمراض تلاحق النازحين، لكونه بؤرة لتجمع الحشرات وانبعاث الروائح الكريهة، وسط حلول أولية بدائية مقتصرة على جهود الأفراد.

أضرار صحية

قال حسن الخليف، المقيم في مخيم “الأمل” قرب القرية، إن وجود المكب بجانب المخيم يسبب العديد من الأمراض، منها الحساسية وحبة الليشمانيا، بالإضافة إلى انبعاث روائح كريهة تزداد عند حرق القمامة.

وأضاف لعنب بلدي أن تقليب القمامة بـ”التركس” لتفريغ مساحات من المكب يؤدي إلى زيادة الروائح بشكل كبير، ما يجبر السكان على الخروج من المخيم لاستنشاق هواء نظيف.

وبسبب المكب، أصيب حسن بضيق في التنفس وألم في الصدر بسبب الدخان المتصاعد من المكب ليلًا ونهارًا، لافتًا إلى أنه يحتاج شهريًا إلى 2000 ليرة تركية لشراء الأدوية له ولأطفاله.

وذكر الخليف أن الذباب والحشرات الناقلة للأمراض المنتشرة بأعداد كبيرة من المكب تفرض عليه استخدام مبيدات حشرية من نوع “بخاخ باربار”، وسط خشيته من إلحاق الضرر بأسرته لأنها مواد كيميائية.

أما أحمد عبد الرحمن، المقيم في مخيم “الأمل” أيضًا، فقال لعنب بلدي إنه يتعرض بشكل دوري لأمراض جلدية وتنفسية، ويعاني من انتشار حبة “الليشمانيا” في يديه.

مكب للنفايات بالقرب من مخيمات قرب قرية حزرة شمالي إدلب - 20 من أيلول 2024 (عنب بلدي/ محمد مصطو)

مكب للنفايات بالقرب من مخيمات قرب قرية حزرة شمالي إدلب – 20 من أيلول 2024 (عنب بلدي/ محمد مصطو)

انتشار لـ”الليشمانيا”

محمد حمود، مسؤول مخيمي ” الأمل” و”الصالحية”، قال لعنب بلدي إن وجود مكب للقمامة لا يبعد مئة متر عن السكان له أثر سلبي كبير، مضيفًا أن عدد السكان المتضررين يبلغ حوالي 1500 إلى 2000 عائلة، ويصل الضرر إلى مسافة 10 كيلومترات.

وذكر حمود أن هناك عددًا كبيرًا من الأطفال المصابين بحبة “الليشمانيا” المعروفة بحبة “السنة” والحساسية، بالإضافة إلى كبار السن المصابين بمرض الربو والالتهابات الصدرية، ويتم تلقي العلاج بشكل خاص من قبل الأهالي، ما يشكل عبئًا ماديًا عليهم لأنهم يحتاجون إلى الدواء بشكل شهري.

وتعرف منظمة الصحة العالمية، داء الليشمانيات بأنه داء جلدي ينتقل عن طريق لسعات الحشرات الإناث المصابة بالعدوى من الفواصد (ذبابة الرمل)، وتنتقل الليشمانيا الكبيرة عبر الفاصدة الباباتاسية (ذبابة الرمل) أيضًا إلى الإنسان عن طريق القوارض واليرابيع (الجرابيع).

وذكر حمود أن القاطنين نظموا وقفات احتجاجية وناشدوا الجهات المعنية أكثر من مرة، لكن لم يحققوا نتيجة، وأضاف أن مكب النفايات تراكم بشكل كبير بسبب كثرة سيارات القمامة القادمة من البلدات المجاورة لقرية حزرة.

ودعا القاطنون إلى إزالة المكب، أو تنفيذ حملات رش بالمبيدات بشكل منتظم من قبل فريق مختص للحفاظ على صحة سكان المخيمات وسلامة البيئة.

أمراض جلدية إثر حشرات متجمعة في مكب للنفايات قرب المخيمات شمال إدلب - 20 من أيلول 2024 (عنب بلدي/ محمد مصطو)

أمراض جلدية إثر حشرات متجمعة في مكب للنفايات قرب المخيمات شمال إدلب – 20 من أيلول 2024 (عنب بلدي/ محمد مصطو)

حالة غير صحية

في تصريح سابق لعنب بلدي، قال “الدفاع المدني السوري” إن انتشار مكبات القمامة يشكل خطرًا على صحة المدنيين، خاصة على الجهاز التنفسي، معتبرًا أن وجود مكبات القمامة بالقرب من المخيمات هو حالة غير صحية أبدًا.

وأضاف أن عمليات حرق للنفايات تجري أحيانًا بهدف التخلص منها، وهذا يؤدي إلى انبعاث أدخنة ضارة خلال عملية الحرق، ما يؤدي المكبات إلى انتشار الحشرات، خاصة في المكبات غير المجهزة.

ويسكن في شمال غربي سوريا 5.1 مليون شخص، منهم 4.2 مليون بحاجة إلى مساعدة، و3.4 مليون منهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي. 3.4 مليون نازح داخليًا، ومليونا شخص يعيشون في المخيمات، وفق الأمم المتحدة. في حين تشير إحصائيات محلية إلى أن عدد السكان يتراوح بين 5.5 إلى 6 ملايين شخص.

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى

أخبار ذات صلة

0 تعليق