تعاني بلدة أم ولد في ريف درعا الشرقي من نقص مياه الشرب منذ بداية فصل الشتاء الحالي، وذلك لعدم جدوى عمل الآبار التي تعمل على الطاقة الشمسية وهي المغذي الرئيس للبلدة.
كما أدى تعطل المضخة في مشروع الإرواء ببلدة المسيفرة المغذية لبلدة أم ولد بجزء من مياه الشرب إلى تفاقم الأزمة.
ويعتمد غالبية السكان حاليًا على شراء المياه من الصهاريج الجوالة، ما يشكل تكلفة مالية على السكان.
العوامل الجوية تعوق عمل الآبار
في شباط 2023، أطلق وجهاء من بلدة أم ولد حملة تبرعات وصلت إلى ثلاثة مليارات ليرة سورية تمكنوا خلالها من حفر بئرين، وتزويدهما بمنظومة طاقة شمسية، وتركيب منظومة طاقة للآبار الرئيسة في بلدة المسيفرة.
معين الرفاعي عضو مجلس محلي حاليًا ورئيس اللجنة المحلية التي أشرفت على مشروع حفر الآبار، قال لعنب بلدي، إن آبار “الفزعة” تغذي البلدة بما يقارب 50 مترًا مكعبًا في الساعة.
وأضاف أنها (الآبار) تسهم في حل نقص مياه الشرب في البلدة، لكن كثرة الغيوم في الشتاء تعطل عمل منظومة الطاقة الشمسية، ما يؤثر في عملية الضخ ويسبب أزمة نقص المياه.
وذكر أن الوجهاء راجعوا مديرية الكهرباء لتزويد الآبار بخط كهرباء دائم التشغيل، إلا أن المديرية لم تستجب لطلبهم حتى الآن.
رئيس وحدة مياه أم ولد، عبد المنعم الرفاعي، قال لعنب بلدي، إن السبب الرئيس في نقص المياه هو ضعفها من المصدر نتيجة الأعطال على الخط الرئيس، إذ يبلغ طول هذا الخط تسعة كيلومترات، ويوجد فيه ثمانية أعطال أدت لتخفيف الكميات الواردة، حيث يصل إلى الخزان الرئيس في البلدة 25 مترًا مكعبًا في الساعة من أصل 55 مترًا مكعبًا.
وأضاف الرفاعي أن هناك حلولًا يمكنها أن تؤمن ما يقارب 90% من مياه الشرب للبلدة، وهي إصلاح الخط الرئيس وتغذية الآبار التي تعمل على الطاقة الشمسية بخط كهرباء يعمل على مدار الساعة.

تركيب مضخة مياه على إحدى آبار بلدة أم ولد بريف درعا – 13 تشرين الثاني 2023 (أم ولد/ فيس بوك)
مضخة خارج الخدمة
من الأسباب التي فاقمت أزمة المياه في أم ولد، تعطل المضخة الرئيسة في بلدة المسيفرة وهي بحاجة إلى صيانة.
مختار البلدة، هلال الرفاعي، قال لعنب بلدي، إن وجهاء البلدة اجتمعوا مع عدد من مسؤولي مديرية المياه والصرف الصحي في مدينة درعا وتعهدوا بإصلاح هذه المضخة.
تقع بلدة أم ولد على الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء، ويبلغ عدد سكانها 13 ألف نسمة.

تركيب مضخة مياه على إحدى آبار بلدة أم ولد بريف درعا – 13 تشرين الثاني 2023 (أم ولد/ فيس بوك)
تكلفة عالية
صهريج واحد لا يكفي لاحتياجات هلال الرفاعي، إنما يحتاج إلى صهريج آخر بسعة 25 برميلًا كل أسبوع، ويصل سعر الواحد إلى 100 ألف ليرة سورية (10.3 دولار أمريكي).
هلال مسؤول عن عائلة يصل عددها إلى 17 شخصًا، بما فيها منزل والده وشقيقه، ويعتمد على حوالات مالية تصله من شقيقه المغترب حتى يستطيع تأمين سعر المياه.
في حين يحتاج تميم الرفاعي من سكان البلدة إلى صهريج واحد أسبوعيًا، ويعمل بالمياومة في ورشات البناء بأجرة تصل إلى 75 ألف ليرة سورية (7.7 دولار).
وقال تميم لعنب بلدي، إن تأمين سعر المياه أصبح من الضروريات التي لا يمكن تجاهلها، وإنه يدفع كل أسبوع ثمن خزان مياه، وذلك منذ ثلاثة أشهر.
وتشهد محافظة درعا نقصًا في مياه الشرب، خاصة بعد جفاف معظم الينابيع في ريف درعا كبحيرة المزيريب وبحيرة زيزون وينابيع الساخنة وعيون العبد وتراجع منسوب ينابيع الأشعري، وتراجع منسوب مشروع الثورة في ريف درعا الشرقي وهي مصادر رئيسة في تأمين مياه الشرب.
ويعتبر الحفر العشوائي للآبار السبب الرئيس للجفاف في درعا، إذ وصل عدد الآبار المخالفة عام 2024 إلى 20 ألف بئر، مقابل 8000 بئر قبل عام 2010، بحسب ما أكده المهندس علي البقيرات، خبير الموارد المائية والرئيس السابق المسؤول عن مراكز الضخ في حوض اليرموك، لتحقيق نشرته عنب بلدي/ سيريا انديكيتور في تشرين الثاني 2024.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.
حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
0 تعليق