شيخة البحر: المساواة وتكافؤ الفرص مفتاحا الازدهار - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف


- تحقيق تكافؤ الجنسين يمكن أن يزيد الناتج المحلي الإجمالي 30 في المئة
- إطلاق العنان لكامل إمكاناتنا المشتركة يوفر فرصاً  واعدة للنمو الاقتصادي
- دور المرأة لا يقتصر على مشاركتها في سوق العمل لكن يمتد لريادة تشكّل المستقبل

تصدرت مجموعة بنك الكويت الوطني، جهود الدعوة إلى تمكين المرأة في القطاع المالي خلال النسخة الثامنة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض تحت عنوان «افق لا متناه: الاستثمار اليوم لصياغة الغد»، حيث شاركت نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة «الوطني» شيخة البحر، في حلقة نقاشية ركزت على الأهمية الجوهرية للشمول والتنوع بين الجنسين في دفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام، مسلطة الضوء على التزام مجموعة بنك الكويت الوطني بتطبيق هذه القيم.

السياق التاريخي للتحيز

No Image

منذ ساعة

منذ يوم

وفي معرض حديثها عن السياق التاريخي للتحيز ضد المرأة في القطاع المالي، قالت البحر «حان الوقت لتحويل هذه الشكوك إلى فرص». وألقت الضوء على الحواجز الكبيرة التي تواجهها المرأة، مستشهدة بالعديد من الدراسات المختلفة التي تؤكد استمرار تواجد الفجوة بين الجنسين في سوق العمل. وشددت قائلة: «قطعنا شوطاً طويلاً، إلا أن الماضي لايزال يلقي بظلاله على هذه القضية»، مؤكدة ضرورة مواصلة التخلص من هذه التحيزات.

مشهد دائم التغير

وبالانتقال من التحديات التاريخية، تناولت البحر تطور الأوضاع المحيطة بالقطاع المالي، قائلة: «رغم استمرار العديد من التحديات مثل عدم المساواة في الأجور ونقص التوجيه والإرشاد، إلا أننا نشهد تحولاً ملحوظاً». وأضافت: «بدأ القطاع المالي يدرك أن التنوع ليس مجرد هدف نرغب في تحقيقه، بل أصبح ضرورة ملحة لنجاح الأعمال».

وأشارت إلى مبادرات مثل برنامج «NBK RISE» كأمثلة رائدة في تعزيز دور ومكانة القيادات النسائية وفتح آفاق جديدة لتميز المرأة ودعم مسيرتها المهنية.

وأكدت البحر على التميز الفريد للبرنامج، المصمم خصيصاً لتعزيز الأثر الاجتماعي من خلال الدعوة إلى زيادة تمثيل المرأة في الأدوار القيادية، حيث يعمل البرنامج على تحفيز المؤسسات الأخرى للانضمام إليه وتوقيع تعهد يؤكد التزامها بتعزيز دور المرأة ودعمها للوصول إلى المناصب القيادية.

وشددت على أن «الأمر يتعلق ببناء الجسور وليس الجدران»، مشيرة إلى أهمية التعاون لتحقيق المساواة بين الجنسين.

ولفتت البحر إلى الدور المحوري الذي تلعبه المرأة في تعزيز إستراتيجيات الاستثمار في الشركات. وقالت: «عندما تتولى المرأة قيادة المؤسسة، فإنها تقدم وجهات نظر فريدة تدعم الابتكار»، مشيرة إلى دراسات بينت أن فرق الاستثمار التي تضم مزيجاً من الجنسين تتفوق على نظيراتها التي تضم الرجال فقط بنسبة تزيد على 1.4 في المئة سنوياً. وأضافت البحر: «الأمر لا يتعلق فقط بالعدالة الاجتماعية، بل يتعلق أيضاً بمستوى الأداء»، مستعرضة الفوائد الملموسة للتنوع بين الجنسين في سياق الاستثمار، مشددة على أهمية التعليم، والاستثمار في الجيل الجديد منذ الصغر، وأن نؤمن بالتنوع والشمول وأن يشمل التغيير عقلية الأسر.

التجربة السعودية

وأشادت البحر بتجربة المملكة العربية السعودية والتطور الحاصل في المملكة في مجال دعم المرأة بمستويات فريدة من القيادة والتمكين، كما استعرضت السمات الفريدة التي تميز القيادات النسائية في إدارة المخاطر، مبينة أن «المرأة غالباً ما تتبع نهجاً أكثر تحفظاً وتتمتع بنظرة طويلة الأمد، الأمر الذي يتيح فرصة تحقيق الاستقرار والنمو المستدام».

وأوضحت أن نتائج بحث لإحدى الجهات المستقلة، أكدت أن المحافظ المالية التي تديرها النساء تتميز بمعدل دوران أقل بنسبة 20 في المئة.

وتابعت: «لا نكتفي بإدارة المخاطر فقط، بل نصوغ إرثاً لمستقبل مستدام»، مؤكدة أن هذه الرؤية تنسجم مع التزام بنك الكويت الوطني بمبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية.

تكافؤ الفرص

وأشارت البحر خلال الجلسة النقاشية التي سلطت الضوء على الأثر الاقتصادي الكبير لتمكين المرأة في سوق العمل، إلى عدد من الدراسات التي تؤكد أن تحقيق تكافؤ فرص العمل بين الجنسين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يمكن أن يؤدي إلى زيادة بنسبة 30 في المئة في الناتج المحلي الإجمالي. وقالت: «الاستثمار في المرأة ليس مجرد مسؤولية اجتماعية، بل هو إستراتيجية اقتصادية. دعونا نتصور مستوى النمو الذي يمكن أن نحققه، إذا أطلقنا العنان لكامل إمكاناتنا المشتركة»، مشددة على أن المساواة بين الجنسين وتكافؤ الفرص الوظيفية هما المفتاح لتحقيق ازدهار اقتصادي شامل ومستدام.

الدور الريادي للمرأة

وأشادت البحر بالمساهمات الحيوية للمرأة في القطاعات عالية النمو مثل التكنولوجيا المالية والرعاية الصحية والطاقة النظيفة، مؤكدة أن «دور المرأة لا يقتصر على مشاركتها في السوق، بل هي رائدة تشكل المستقبل».

التكنولوجيا والطابع الديمقراطي

وتطرقت الجلسة النقاشية أيضاً إلى منصات التكنولوجيا المالية (FinTech) مثل «Robinhood وCoinbase» ودورها في إضفاء الطابع الديمقراطي على القطاع المالي، ما يعزز فرص انضمام المرأة لهذا القطاع ومشاركتها الفاعلة فيه.

وأوضحت البحر: «قامت هذه المنصات بكسر الحواجز، وجعلت الاستثمار متاحاً للجميع، خاصة النساء»، لافتة إلى أن 40 في المئة من الاشتراكات الجديدة في «Robinhood» هي لسيدات.

وتابعت: «يعتبر هذا التطور تحولاً جذرياً لطريقة تعاملنا مع القطاع المالي، ولقد نجحنا في إعادة رسم المشهد».

رؤيتا «السعودية 2030»

و«كويت جديدة 2035»

ناقشت البحر تأثير السياسات الحكومية على تعزيز التنوع بين الجنسين في القطاع المالي، مبينة أنه رغم أن المعايير الثقافية قد تشكل تحديات، إلا أنها تتيح أيضاً إمكانية اقتناص الفرص الفريدة والوصول المدروس والمصمم خصيصاً لتحقيق ذلك. وأشارت إلى «رؤية السعودية 2030» ورؤية «كويت جديدة 2035» كمثالين بارزين على المبادرات التي تهدف إلى تعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل، مضيفة أن «التغيير يعتبر عملية مستمرة، لكن كل خطوة نخطوها تقربنا أكثر من تحقيق المساواة».

«يمكننا إعادة تشكيل المستقبل»

أكدت البحر أن المناقشات التي دارت في إطار مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار سلطت الضوء على الأهمية الحيوية للتنوع بين الجنسين، معتبرة إياه أكثر من مجرد التزام أخلاقي، بل ركيزة أساسية لتعزيز النمو الاقتصادي المستدام. وأنهت البحر حديثها بعبارة تحمل عبرة ملهمة، قائلة: «في القطاع المالي، كما في الحياة، يعتبر التنوع مفتاح الابتكار والنجاح. من خلال تعاوننا وتضافر جهودنا، يمكننا إعادة تشكيل المستقبل وخلق بيئة شاملة تتيح للجميع فرصة للازدهار».

برنامج «NBK RISE»

يركز برنامج «NBK RISE» على نهج شامل من خلال رعاية المشاركات من خلفيات متنوعة، ما يسهم في تطوير شبكة متكاملة من النساء المزودات بالمهارات اللازمة للنجاح في المناصب العليا. وتم تصميمه بواسطة فريق نسائي على دراية بالتحديات المتعددة التي تواجهها المرأة في مراحلها المهنية المختلفة، ما يضمن مصداقية البرنامج وجديته في معالجة القضايا الحقيقية. بالإضافة إلى ذلك، تم تطبيق إستراتيجيات اتصال مبتكرة لزيادة الوعي بالفجوة بين الجنسين وتعزيز بيئة أكثر دعماً للقيادات النسائية في القطاع المالي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق