نجاح زراعة الجح والشمام بولاية منح.. تجربة مزارعين واعدة تدعمها وفرة المياه والإرشاد الزراعي - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

تستمر ولاية منح في الاستفادة من وفرة مياه الأفلاج والأراضي الزراعية الخصبة خلال الموسم الزراعي الحالي، حيث يحرص المزارعون على استثمار هذه الموارد لتحقيق إنتاجية عالية من المحاصيل الزراعية الموسمية المتنوعة. ومن أبرز هذه المحاصيل القمح، وقصب السكر، والسمسم العماني، والفيفاي، والتين، والجح، مع التركيز الكبير على زراعة الجح والشمام في الموسم الحالي.

وفي إطار دعم المزارعين، تتولى دائرة الثروة الزراعية وموارد المياه بولاية منح دورًا كبيرًا في تقديم الدعم الإرشادي والتقني للمزارعين، من خلال توجيههم نحو أفضل الأساليب الحديثة لمكافحة الأمراض الفطرية التي تصيب النباتات، إضافة إلى توفير الخدمات اللازمة لتعزيز الإنتاجية الزراعية في المنطقة.

وفي هذا السياق، شارك المزارع إبراهيم بن حمد البرطماني بتجربة فريدة ومتميزة، حيث قام بزراعة نحو 36 فدانًا من الجح والشمام، وهو ما يعد سابقة في ولاية منح. وقد دفعه إلى الإقدام على هذه المبادرة توفر المساحات الزراعية الواسعة في منطقة العويجا الخصبة، بالإضافة إلى وفرة المياه التي يوفرها فلج الخطم، مما جعل الزراعة في هذه المنطقة ذات جدوى اقتصادية كبيرة. وأشار البرطماني إلى أنه زرع عدة أصناف من الجح التي تتناسب مع البيئة العمانية، ومنها الجح الأمريكي "باتنجرا"، والجح الإيراني "دلتا"، والبطيخ العماني المحلي، إضافة إلى الشمام التايواني والشمام من نوعي "مجد F-1" و"ميلان F-1". وأكد أن الإنتاج اليومي من هذه المحاصيل بلغ نحو 24 طنًا، ومن المتوقع أن يصل الإنتاج الإجمالي إلى حوالي 720 طنًا بنهاية الموسم. وذكر البرطماني أن جزءًا من المحصول يتم تسويقه داخل الولاية، حيث يتم بيعه للتجار المحليين في المزرعة، كما يتم أحيانًا نقل بعض الكميات إلى "سوق خزائن" الجديد. ومع ذلك، فإن معظم المحصول يتم تصديره إلى خارج سلطنة عمان، بسبب الحجم الكبير الذي يتجاوز قدرة السوق المحلي على استيعابه، حيث لا تتجاوز الطاقة الاستيعابية للسوق المحلي 40%.

وعن كيفية التحضير لموسم زراعة الجح، أوضح البرطماني أن المزارعين في ولاية منح يبدأون العمل على تهيئة الأرض في شهر ديسمبر، حيث يتم عمل خطوط أنابيب التنقيط، ورش المبيدات الحشرية المصرح بها، إضافة إلى استخدام الأسمدة العضوية، ثم نثر بذور الجح والشمام. ويستمر الموسم لأكثر من ثلاثة أشهر، وفي هذا العام، تمت تجربة الزراعة خارج الموسم في أغسطس، وهي تجربة حققت نجاحًا رغم وجود بعض التحديات البسيطة التي تمت معالجتها.

وأشار البرطماني أيضًا إلى بعض الآفات التي قد تصيب المحاصيل الزراعية، مثل البياض الزغبي والبق الدقيقي، مشيرًا إلى أن مكافحة هذه الآفات تتم من خلال الرش بالمبيدات الحشرية بعد التنسيق مع الفنيين والمرشدين الزراعيين في دائرة الثروة الزراعية وموارد المياه، الذين يتابعون المزارعين بشكل ميداني. وأكد البرطماني أن زراعة الجح والشمام تعد من المحاصيل التي تدرُّ دخلًا جيدًا طوال الموسم الزراعي إذا توافرت العوامل المناسبة، مثل المياه الوفيرة والأراضي الخصبة، بالإضافة إلى اتباع النصائح والإرشادات الزراعية. ورغم عدم مواجهة صعوبات كبيرة في الزراعة أو في توفير الأيدي العاملة، أشار إلى أن الدعم الحكومي في مجال التسويق لهذه المحاصيل بحاجة إلى مزيد من الاهتمام، داعيًا الجهات المعنية إلى إعادة النظر في تعزيز الدعم التسويقي لضمان استدامة نجاح هذه المحاصيل في السوق المحلي والدولي.

أخبار ذات صلة

0 تعليق