((عمان)): أصدر المتحف الوطني التقويم السنوي لعام 1446-1447هـ (2025م)، بدعم من شركة (OQ)، حيث يُظهر الغلاف رسمًا للباحة الداخلية لبيت الجريزة مظهرًا التفاصيل الفريدة للمكان. ويعكس هذا المعلم التاريخي حقبةً هامةً من تاريخ مسقط، مُجسدًا الإرث المعماري الفريد لمسقط القديمة.
وتتصدر صفحات التقويم صورة لأقدم نقش تاريخي لمسقط والذي يعود إلى عام (1123هـ/1712م) وهو من إبداعات الرحالة الألماني "إنجيلبرت كايمبفر" حيث يُظهر هذا النقش "بيت الجريزة" في تلك الفترة، ثم صفحة تعريفية تتناول تاريخ "بيت الجريزة" الذي بُني في موقع عمراني يعود إلى عام (1597م) وكان يضم سكن الحاكم البرتغالي، ومعملًا، وحامية، وكنيسة وهي ما تسمى باللغة البرتغالية (greiza) ومنها اشتق البيت اسمه الحالي. عندما أصبحت مسقط عاصمة لعُمان، تغير المبنى من مسكن إلى قصر، وآخر من سكن فيه صاحبة السمو السيدة بثينة بنت تيمور آل سعيد عمة السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد (طيب الله ثراه)، ومع بزوغ فجر نهضة عُمان المباركة، كلف السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد (طيب الله ثراه) المعماري محمد مكية بأعمال التأهيل والتوسعة، وقد خُصص البيت لاستضافة الفعاليات الرسمية على شرف كبار ضيوف سلطنة عُمان، ومقرًّا رسميًّا لإقامتهم.
ويتميز بيت الجريزة بتجسيده الطراز العمراني لمسقط الداخل، إضافة إلى النسق الداخلي الأصيل، كما أنه يضم مجموعة فريدة من الأعمال الفنية لفن الاستشراق، والأثاث الأوروبي والآسيوي الطراز، والساعات، والسجاد الشرقي، والخزفيات، وغيرها من مظاهر الفنون والحرف والصناعات التقليدية، وبما يعكس الحس الفني السامي للسلطان قابوس بن سعيد آل سعيد (طيب الله ثراه). ومع بزوغ نهضة عُمان المتجددة أمر حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم (حفظه الله ورعاه) بأن يصبح البيت متحفًا تحت إشراف المتحف الوطني.
كما تضمن التقويم نماذج من الرسومات التخطيطية الأولية لبيت الجريزة، والتي رسمها المعماري محمد مكية، من أرشيفه، في مركز الآغا خان للتوثيق، كما ضمت الصفحة التي تلتها تصويرًا علويًّا للباحة الداخلية لبيت الجريزة من أرشيف المعماري محمد مكية، من مركز الآغا خان للتوثيق، مما يبرز التفاصيل الفريدة للمكان.
كما احتوى التقويم على صورة لطاولة كتابة بطراز "لويس الخامس عشر"، مستوحاة من تصاميم "أندريه شارل بول"، بالإضافة إلى صورة أرشيفية لمكتبة السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد (طيب الله ثراه) في البيت من أرشيف المعماري محمد مكية، في مركز الآغا خان للتوثيق، وتضمن أيضًا صورًا لمحابر بطراز "فيكتوري"، صنعت في لندن (المملكة المتحدة) في القرن التاسع عشر، تضيف لمسة من الفخامة إلى محتوى التقويم.
وصفحة أخرى من التقويم، تضمنت سجادة "أصفهان" بنمط "لچك ترنج"، التي صُنعت بأمر من "صادق صيرفيان" ونُسج اسمه بها تقديرًا له، كما تتزين صفحات التقويم بصورة "الحلية الشريفة"، التي تحتوي على صفات النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بخط إبراهيم بن عمر المعروف بـ "سكوتي".
وتستمر صفحات التقويم في تقديم مقتنيات مميزة، حيث تحتوي الصفحات على رسم بعنوان "مسجد في البولاق" بريشة الفنان البريطاني "جون فارلي الأصغر"، وصورة لساعة رف بعنوان "الهجان المصري"، التي صُنعت في مدينة "بيزنسون" (الجمهورية الفرنسية) على الأرجح في نهاية القرن التاسع عشر.
وفي صفحات التقويم تظهر مزهرية بنقش "قلم زَني" من الفضة تعود إلى مطلع القرن 20م، وتتناول صفحاته أيضًا صورة لشمعدان كهربائي بطراز القيصر الروسي "ألكسندر الثاني"، من إنتاج "دي باكارات للكريستال" (الجمهورية الفرنسية). ويستعرض التقويم أيضًا مزهرية بالطراز الفيكتوري، مصنوعة من الفضة والذهب تعود إلى عام (1840م).
ويتضمن التقويم صورةً تاريخيةً للسلطان فيصل بن تركي البوسعيدي وابنه السلطان تيمور بن فيصل البوسعيدي ترجع إلى عام (1905م)، إلى جانب صورة لطاولة مركزية بطراز "الأنجلو-الهندي"، المصنوعة من خشب الورد والرخام. وأخيرًا، يستعرض التقويم نماذج من الرسومات الأولية لشعار "بيت الجريزة" وأنماطًا زخرفية مستوحاة من النقوش على جدرانه.
جدير بالذكر أن المتحف تبنى فكرة "تحفة فنية ببيت الجريزة" التي يُثري من خلالها الأبعادَ الفنية والتعبيرية لهذا البيت؛ باستضافة المعارض الفنية ذات الدلالات والمعاني الرفيعة بين جنباته، كمعرض "دروب عطرة" في أكتوبر (2022م) بالتعاون مع متحف الفنون الجميلة في مدينة ليون الفرنسية، ومعرض "سرمدية الأبيض" في فبراير (2024م) بالتعاون مع صالة العرض "روبيلات وفوينا".
0 تعليق