ساعات حاسمة وخوف ممزوج بالأمل قبل تنفيذ الهدنه - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

غزة - د. حكمت المصري: على أحر من الجمر ينتظر سكان قطاع غزة، وبالأخص النازحين منهم انتهاء الحرب، والإعلان عن دخول التهدئة المرتقبة حيز التنفيذ خلال الساعات القادمة، على أمل انتهاء معاناة الحرب المستمرة منذ 16 شهرا، ذاق خلالها النازحين ويلات الحرب والدمار والفقد والجوع بعد نزوحهم من مكان إلى آخر، وعاشوا أوقاتا صعبة جدا لم تكن تراودهم في أسوأ أحلامهم.

بدأ مخيم المدينة وهو احد اكبر مخيمات النزوح في مواصي خانيونس بالاحتفال والتهليل والتكبير حيث تجمع النازحين وسط المخيم من أطفال ونساء وشباب ورجال وشيوخ وهم ينتظرون المؤتمر الصحفي المزمع عقده للحديث حول تطورات مباحثات التهدئة المرتقبة في العاصمة القطرية الدوحة بعد ساعات قليلة كما جاء في الخبر العاجل الذي ورد على اكثر من وسيلة إعلامية، حيث أطلق النازحون الصافرات والتصفيق والتهليل داخل المخيم، مع انتشار أخبار تفيد بأن التهدئة باتت على الأبواب.

يترقب سمير حسن (48 عاما) احد النازحين من شمال غزة الإعلان عن الهدنة، حيث يعاني من مرض مزمن وانسداد في شريان القلب الرئيسي، يحتاج الى مراجعه لدى طبيبه الخاص المقيم في جمهورية مصر العربية.

يقول: "منذ بداية الحرب على قطاع غزة لم أحصل على العلاج لعدم توفره هنا في غزة في ظل نقص الأدوية، وضعي الصحي يتأخر يوما بعد يوم، حصلت على تحويله طبية من وزارة الصحة الفلسطينية للعلاج في الخارج في شهر مارس الماضي، لكن معبر رفح البري الذي اغلقه الاحتلال الإسرائيلي أحال بينى وبين السفر، ما تسبب في تدهور أوضاعي الصحية أكثر وأكثر".

وقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن هناك اكثر من 12 ألف مريض على الأقل في غزة بحاجة للإجلاء الطبي، وقد توقفت عمليات الإجلاء الطبي، وباتت تقتصر على أعداد قليلة جدا، منذ أن أغلقت قوات الاحتلال معبر رفح البري الفاصل عن مصر مما تسبب بوفاة العديد منهم نتيجة نقص الإمكانيات والمستلزمات الطبية اللازمة لعلاجهم داخل مستشفيات قطاع غزة.

وأعرب نازحون فلسطينيون في مواصي خانيونس جنوب قطاع غزة، عن تطلعهم لبدء الهدنة كانوا يتجمعون للتكبير والتهليل وكأنهم يعيشون ليلة العيد. ينتظرون بفارغ الصبر اللحظة التي سيسمح لهم بها في العودة إلى منازلهم التي هُجروا منها قسرًا تحت وطأة القصف الإسرائيلي المكثف منذ اليوم الأول للحرب، سمير خليل (55 عامًا)، من حي الصبرة بغزة وقد نزح اكثر من مره حتى استقر به الأمر للعيش في مواصي خانيونس قال إن "التهدئة فرصة ممتازة لوقف إراقة الدماء في غزة، رغم الفقد الذي تعرضنا له، سنعود الى بيوتنا التي هُدمت بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل، سأحمل خيمتي أقيمها على انقاض بيتى المدمر، وسنعيد بناءها وزراعة أراضيها، لن نترك غزة بل سنبقي متشبتين في أرض آبائنا وأجدادنا ولن نفرط في شبر من غزة العزة".

يذكر ان الحرب على غزة والتى بدأت في السابع من أكتوبر عام 2023م قد تسببت في نزوح نحو 2.2 مليون فلسطيني من أصل 2.3 مليون في غزة بعد تهجير شمال قطاع غزة (بيت لاهيا، بيت حانون، جباليا) قبل شهرين تقريبًا، حسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

قال ثائر أبو عطيوي المحلل السياسي الفلسطيني، أن سريان الهدنة خلال الساعات القادمة في قطاع غزة، ستكون بمثابة فك لحصار إنساني ثقيل كان جاثما على صدور أهل غزة جميعا، وسببا لمعاناة حقيقية خاصة في مناطق الإيواء ومخيمات النزوح المختلفة، ذلك على كافة المستويات الإنسانية، فضلا عن فقدان الأرواح والممتلكات.

أخبار ذات صلة

0 تعليق