السياحة والاستثمار.. آمال وتحديات - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

في معرض تفعيل الدور الحيوي لقطاع السياحة وتمكينه من الإسهام في دفع عجلتي الاقتصاد والتنمية معا نظمت محافظة البريمي «الملتقى العربي الأول للسياحة والاستثمار» بالتعاون مع فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بالمحافظة، تناولت جلسات اليوم الأول من الملتقى - الذي رعاه معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام - تطوير وإدارة الوجهات السياحية مع التركيز على سلطنة عمان وجهة سياحية محتملة، ومحافظة البريمي تحديدا مع ما تتمتع به من مقومات جغرافية وحضارية ممكنة تجعلها بوابة سياحية فاعلة، كما ناقشت الجلسات دور التكامل الإقليمي في تكامل السياحة، تناول الطرح والنقاشات واقع القطاع السياحي عالميا وعربيا، كما تناول أبرز التحديات المشتركة التي يمكن أن تقف عقبة في سبيل تفعيل وتطوير السياحة العربية وسبل تذليل وتخطي هذه التحديات الممكنة.

أثار الملتقى كثيرا من الشجون كما حفّز الكثير من الطموحات والآمال المتعلقة بالسياحة المحلية والخليجية والعربية، فمع كل المشتركات والشراكات البينية التي تصل بين مجموعة الدول العربية إلا أنها لم تحسن بعد استثمار قطاع السياحة رافدا رئيسا للاقتصاد العربي وعاملا لتنمية الشعوب، رغم نجاحات فردية لدول عربية أبت إلا أن تضع بصمتها في سجّل السياحة العالمية اليوم، بين سياحة اقتصادية أو تعليمية أو ثقافية أو علاجية، مع الممكن من شراكات محلية أو إقليمية لإحياء وبعث مناطق وأحياء شعبية تراثية قادرة على جذب السيّاح تماما كقدرتها على خلق فرص العمل للشباب، والمتاح من تسهيلات وممكنات دعما لأهم المبادرات الشخصية والأهلية نهوضا بتراث المكان وبصمة الإنسان، كما أيقظ الملتقى تساؤلات عديدة عن التأشيرة الموحدة الخليجية التي أقرت منذ 2023 ويفترض بداية العمل بها هذا العام، عن أختها التأشيرة العربية «شنغن» ومعوقات عملها أسوة بالتأشيرة الأوروبية التي وفرت على مواطني الاتحاد الأوروبي الكثير من الجهد والمال ومنحتهم الكثير من التسهيلات والامتيازات، عن أهمية تجاوز تحديات المراحل السابقة تاريخيا و جغرافيا وسياسيا والتفكير بمعطيات هذه المرحلة المعاصرة من دبلوماسية وقوة ناعمة لخلق شراكات مستدامة وتكتلات نوعية فاعلة، عن تفعيل التقانة والذكاء الاصطناعي ورقمنة البيانات والمؤسسات والمحتوى والخدمات، وليس ذلك بالمستحيل أو حتى الصعب مع ما هو كائن أصلا من مشتركات لغة وتاريخ وجغرافيا وتراث مادي ومعنوي.

محافظة البريمي جمعت كثيرا من الباحثين والمهتمين العرب بالسياحة والاستثمار، مثلما اعتادت على ذلك دورا تاريخيا مكّنها من أن تكون محل مقيظ رائع قديما لكثير من المحيطين بها إخوة وأشقاء، كما أنها محل شتاء أروع تحمل دفئه قلوب أهليها كما تحمله مواقد الجمر وسمر الأحبة، آمال المجتمعين في ملتقاها لم تقف عند سقف محلي يكتفي بالقليل بل حلّقت لآفاق تتلمس تنويعا في الأسواق المستهدفة سياحيا بعد السوق الأوروبي العتيق إلى أسواق آسيا خصوصا؛ إذ ليس من الحكمة تجاوز مستهدفات أثبتت نفسها للعالم كفاءة وتحققا وقد يكون استهدافها سهل المنال (إذا ما تذللت بعض العقبات) مقارنة بالسوق الأوروبي.

ترقب صادق لواقع يحمل كثيرا من آمال الحاضرين ممثلين لشعوب عربية تتوق لتجاوزها قلق هذه المرحلة من الصراعات والقلاقل والفتن، كما تتوق لتطويق بؤر التطرف والإرهاب سواء كانت منتجا عربيا شاذا أو وهما غربيا مصنوعا متلبسا ثوب فزاعات سياسية واقتصادية، من هوّة رفض الآخر المختلف إلى فضاء رحب لتكامل الأفكار واتحاد الرؤى وسلام الشعوب، فسحةً جديرةً بالعمل المخلص والجهد الدؤوب وأمنيات الجميع في سياحة تَصْدرُ من أمن المكان إلى أمانِ المكين، لعل «الملتقى العربي الأول للسياحة والاستثمار» والحاضرين به يحملون بشرى الغد المتحقق كما حملوا أحلام الأمس واليوم الممكنة رغم التحديات، لننعم جميعا بسياحة آمنة مستقرة وتنمية مستدامة مُستحقة.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق