دول حول العالم تدعو للتعاون مع المحكمة في جلب مجرمي الحرب الصهاينة
عواصم " وكالات": قالت المحكمة الجنائية الدولية اليوم الخميس إنها أصدرت أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف جالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وذكر القضاة في قرار إصدار أوامر الاعتقال أن هناك أسبابا كافية للاعتقاد بأن نتنياهو وجالانت مسؤولان جنائيا عن المجاعة في غزة واضطهاد الفلسطينيين.
وأعلن المدعي العام للمحكمة كريم خان في 20 مايو أنه يسعى إلى استصدار أوامر اعتقال بتهم ارتكاب جرائم مرتبطة بهجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 وما أعقبه من رد إسرائيلي بشن حملة عسكرية على غزة.
وذكرت المحكمة، ومقرها لاهاي، أن قبول إسرائيل باختصاصها غير ضروري.
وترفض إسرائيل الإقرار باختصاص المحكمة لنظر مثل هذه القضايا وتنفي ارتكاب جرائم حرب في غزة.
ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.
ومن بين الأعضاء بها كل دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا واليابان والبرازيل وأستراليا وكندا، والأراضي الفلسطينية والأردن من منطقة الشرق الأوسط.
من جانبه، اتهم رئيس الوزاء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم الخميس المحكمة الجنائية الدولية بـ"معاداة السامية"، وذلك إثر اصدارها مذكرتي توقيف بحقه وبحق وزير دفاعه السابق يوآف غالانت.
وقال نتانياهو في بيان صادر عن مكتبه إن "القرار المعادي للسامية الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية يمكن مقارنته بمحاكمة دريفوس، وسينتهي بالطريقة نفسها"، في إشارة إلى قضية النقيب اليهودي دريفوس الذي دين ظلما في القرن التاسع عشر بالخيانة في فرنسا.
واضاف نتانياهو "ليس هناك أعدل من الحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 (بعدما شنت حركة حماس هجوما دمويا عليها) ".
وأكد أنه "لن يستسلم للضغوط ولن يتراجع ولن ينسحب (من قطاع غزة) إلا بعد تحقيق جميع أهداف الحرب التي حددتها إسرائيل في بداية الحملة".
وكتب وزير الخارجية الاسرائيلي جدعون ساعر على منصة إكس "هذه لحظة سوداء للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، فقدت فيها كل شرعية لوجودها ونشاطها. إنها أداة سياسية في خدمة العناصر الأكثر تطرفا التي تعمل على تقويض السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط"، معتبرا أنها "أوامرعبثية بدون أي سلطة ضد رئيس الوزراء او وزير الدفاع السابق".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وجالانت "وصمة عار" للمحكمة، فيما ندد زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لابيد أيضا بخطوة المحكمة ووصفها بأنها "مكافأة للإرهاب".
في المقابل، رحبت حركة حماس اليوم الخميس بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق "الإرهابيين بنيامين نتنياهو ويوآف جالانت، بتهمة ارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وقالت حماس، في بيان صحفي اليوم أوردته وكالة شهاب للأنباء على منصة إكس، إن "هذه الخطوة التي حاولت الإدارة الأمريكية المتواطئة مع جرائم الحرب الصهيونية، تعطيلها لأشهر، عبر إرهاب المحكمة وقضاتها، ومحاولة ثنيها عن أداء واجبها في محاسبة الاحتلال على جرائمه المتواصلة في قطاع غزة؛ تشكل سابقة تاريخية مهمة، وتصحيحا لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة ستة وسبعين عاما من الاحتلال الفاشي".
ودعت حماس "المحكمة الجنائية الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكافة قادة الاحتلال المجرمين، ووزرائه وضباطه الفاشيين، الذين أوغلوا في دماء شعبنا الفلسطيني، ومارسوا بحقه أبشع عمليات القتل والإرهاب والتجويع التي عرفها التاريخ الحديث".
كما دعت "كافة الدول حول العالم للتعاون مع المحكمة في جلب مجرمي الحرب الصهاينة، نتنياهو وجالانت، والعمل فورا لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة".
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت ومسؤولين في حركة حماس.
واتهمتهم المحكمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الحرب الدائرة في غزة وهجمات أكتوب 2023 وما تلاها من هجوم إسرائيلي على قطاع غزة.
وفي سياق الردود الدولية،قال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الخميس إن رد الفعل الفرنسي على أمر المحكمة الجنائية الدولية باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيكون متوافقا مع مبادئ المحكمة، من جانبه، اكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اليوم إن قرارات المحكمة الجنائية الدولية يجب أن "تنفذ وتحترم" وإن الفلسطينيين يستحقون العدالة.
في هذه الاثناء، نقلت وكالة الأنباء الهولندية (إيه.إن.بي) اليوم الخميس عن وزير الخارجية كاسبار فيلدكامب قوله إن هولندا مستعدة للتحرك بناء على أمر الاعتقال التي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذا لزم الأمر.
صواريخ حزب الله تقتل اسرائيليا في نهاريا
وفي سياق آخر، تبادلت إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية ضربات قاتلة اليوم الخميس لتستمر الحرب بينهما على الرغم من المؤشرات على إحراز تقدم في جهود الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار، إذ تعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت للقصف الجوي وشمال إسرائيل لإطلاق صواريخ.
وزار الوسيط الأمريكي آموس هوكستين إسرائيل لإجراء محادثات مع المسؤولين في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قال إنه "في متناول أيدينا" خلال زيارة إلى بيروت هذا الأسبوع.
وهذه المساعي الدبلوماسية أكثر المحاولات جدية حتى الآن لإنهاء الصراع بين إسرائيل وجماعة حزب الله، ويشكل الصراع جزءا من التداعيات الإقليمية لحرب غزة المستمرة منذ أكثر من عام.
من جهته، أعلن الإسعاف الإسرائيلي اليوم الخميس مقتل شخص جراء صواريخ أطلقت من لبنان على نهاريا بشمال تل ابيب.
وقالت نجمة داود الحمراء إن شابا 30 عاما توفي متأثرا بقصف صاروخي في نهاريا، مشيرة إلى أن فرقها وصلت إلى منطقة مفتوحة بالقرب من متنزه ووجدت رجلا في الثلاثينيات من عمره مستلقيا فاقدا للوعي مصابا بشظايا في جسده وتم إجراء فحوصات طبية لكن لم تظهر عليه علامات الحياة وجرى إعلان وفاته.
ووفق ما أوردته قناة 13 التليفزيونية الإسرائيلية، انطلقت صافرات الإنذار في الجليل الغربي، وقتل شاب جراء إصابته بشكل مباشر بشظايا بحديقة في نهاريا، كما تم تفعيل صافرات الإنذار في كيرم شالوم.
وقالت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إنه تم رصد نحو 10 عمليات إطلاق عبرت الأراضي اللبنانية، مشيرة إلى أنه تم اعتراض معظمها، لكن تم رصد تحطم بعضها.
وقال رونين ماريلي رئيس بلدية نهاريا لهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) "الحكومة الإسرائيلية لا تحمي أمني ولا سكاني ولا سكان الشمال (شمال إسرائيل). من المستحيل العيش في أوضاع كهذه".
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن نحو عشرة صواريخ أُطلقت من لبنان صوب نهاريا. وأضاف الجيش في بيان "جرى اعتراض أغلب المقذوفات وتحديد نوعها بعدما سقطت".
وقالت القناة 12 إن ثلاثة صواريخ سقطت على البلدة الساحلية.
وأكدت قناة المنار التابعة لحزب الله نقلا عن مراسلها إطلاق صواريخ باتجاه نهاريا والمناطق المحيطة بها.
الى ذلك، هزت الغارات الجوية على الضاحية الجنوبية التي يسيطر عليها حزب الله بيروت، مما أدى إلى تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان.
وأصدر الجيش الإسرائيلي بيانا قبل الغارات حذر فيه السكان من أنهم قريبون من أهداف لحزب الله وأنه سيعمل ضدها قريبا. وفر معظم السكان من المنطقة منذ شنت إسرائيل هجومها في سبتمبر.
مجلس الشيوخ الأمريكي يرفض وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل
وفي الشأن الدولي، رفض مجلس الشيوخ بأغلبية ساحقة ثلاثة قرارات تهدف إلى وقف بيع أسلحة أمريكية إلى إسرائيل طرحها أعضاء يساورهم القلق إزاء الكارثة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة.
وجاءت جميع الأصوات المؤيدة للقرارات من الحزب الديمقراطي بينما عارضها خليط من الديمقراطيين والجمهوريين وهو ما يعكس الانقسام بين الديمقراطيين الذين ينتمي إليهم الرئيس جو بايدن بشأن السياسة المتبعة مع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وصوت 79 من أصل مئة عضو في مجلس الشيوخ ضد قرار لمنع بيع قذائف دبابات لإسرائيل ووافق عليه 18 عضوا وصوت عضو واحد بالحضور فقط دون تأييد القرار أو رفضه.
وعارض 78 عضوا قرارا ثانيا كان من شأنه أن يمنع شحن قذائف مورتر بينما أيده 19 عضوا واكتفى عضو واحد بالتصويت بالحضور.
وصوت 80 عضوا ضد إجراء ثالث يعرقل شحن ذخائر هجومية بينما أيده 17 وشارك عضو واحد بالحضور. ويحول هذا النوع من الذخائر قنابل عادية غير موجهة لتكون موجهة بإضافة أجنحة صغيرة وأنظمة تتبع للمواقع وهي من صنع بوينج.
وقدم مشروع "قرارات الرفض" السناتور المستقل التقدمي المؤيد للديمقراطيين بيرني ساندرز، مدعوما بعدد قليل من الديمقراطيين انتقدوا طريقة معاملة المدنيين في الحرب في قطاع غزة.
والتأييد القوي المعتاد من الحزبين على مدى عقود لإسرائيل في الكونجرس جعل من المستبعد للغاية دعم مثل تلك القرارات، لكن مؤيديها كانوا يأملون في أن يدفع دعم كبير لتلك القرارات في مجلس الشيوخ الحكومة الإسرائيلية وإدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن إلى بذل المزيد لحماية المدنيين الفلسطينيين.
وقدم ساندرز ستة قرارات في المجمل تغطي مبيعات أسلحة لإسرائيل تقارب قيمتها 20 مليار دولار، لكنه طرح ثلاثة منها فقط للتصويت هذا الأسبوع.
وعارضت إدارة بايدن القرارات. وفي قائمة ضمت 11 نقطة نقاش أرسلتها إلى أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، قالت الإدارة الأمريكية إن توفير العتاد العسكري لإسرائيل هو استثمار في أمنها على المدى الطويل، حيث تواجه تهديدات من إيران وجهات أخرى، مشيرة إلى أنها "تعمل باستمرار" على تحسين الظروف في غزة.
تسببت الحرب الدائرة منذ أكثر من عام التي تشنها إسرائيل على حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) في نزوح أغلب سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة ومواجهتهم خطر المجاعة. وقال مسؤولو الصحة في القطاع إن ما يقرب من 44 ألفا قتلوا.
وقال ساندرز إن المساعدات العسكرية لإسرائيل تنتهك قانونا أمريكيا يحظر مبيعات الأسلحة لمن ينتهكون حقوق الإنسان مشيرا إلى عدد القتلى الكبير بين الأطفال والمسنين، كما اتهم إسرائيل بحجب شحنات المساعدات الإنسانية.
وقال في خطاب أمام مجلس الشيوخ قبل التصويت "حان الوقت لنبلغ حكومة نتنياهو بأنها لا يمكنها أن تستخدم أموال دافعي الضرائب والأسلحة بما ينتهك القانونين الأمريكي والدولي وقيمنا الأخلاقية".
ويقول معارضو القرارات إن توقيتها لم يكن مناسبا بينما تواجه فيه إسرائيل تهديدات من جماعات مسلحة مثل حماس وحزب الله وكذلك من إيران.
وقال تشاك شومر زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ في كلمة قبل التصويت "إسرائيل محاطة بأعداء يسعون إلى إبادتها".
وربما كانت تلك هي الفرصة الأخيرة لمنع أي مبيعات أسلحة لإسرائيل قبل تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب الرئاسة في يناير كانون الثاني.
وصوت الكثير من المسلمين في الولايات المتحدة لترامب بدلا من منافسته كامالا هاريس نائبة الرئيس الحالي بسبب دعم إدارته لإسرائيل لكن ترامب في ولايته الرئاسية الأولى قدم دعما قويا لحكومة نتنياهو.
ويمنح القانون الأمريكي الكونجرس الحق في منع مبيعات الأسلحة الكبرى لدول أجنبية من خلال تأييد قرارات ترفضها.
0 تعليق