كييف "أ.ف.ب": ألغى البرلمان الأوكراني جلسته اليوم خشية ضربات روسية تستهدف قلب كييف، وذلك غداة إطلاق صاروخ بالستي جديد وتحذيرات أطلقها الرئيس فلاديمير بوتين للغرب.
بعد هذه الضربة، حمل الرئيس الروسي في خطاب إلى الأمة ألقاه مساء الخميس الغرب مسؤولية تصعيد النزاع.
واعتبر أنّ الحرب في أوكرانيا اتخذت "طابعا عالميا" وهدد بضرب الدول المتحالفة مع كييف.
ومع استمرار التوتر في أوكرانيا، أفاد نواب وكالة فرانس برس بأن البرلمان "ألغى" جلسته بسبب تلقي "إشارات إلى تزايد خطر وقوع هجمات ضد المنطقة الحكومية في الأيام المقبلة".
وتقع هذه المنطقة في قلب كييف حيث مقر الرئاسة والحكومة والبنك المركزي، والتي كانت بمنأى حتى الآن من القصف.
ويفرض الجيش على دخولها رقابة مشددة. وأكد المتحدث باسم الرئيس فولوديمير زيلينسكي، من جانبه، أن الإدارة الرئاسية "تواصل عملها كالمعتاد مع مراعاة القواعد الأمنية المعتادة".
إلى ذلك، من المقرر أن يعقد حلف شمال الأطلسي (ناتو) وأوكرانيا محادثات في بروكسل الثلاثاء لبحث الوضع، وفق ما قال دبلوماسيون لوكالة فرانس برس.
وقال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا في مؤتمر صحافي اليوم إن أوكرانيا تنتظر قرارات "ملموسة ومهمة" ضد روسيا بعد اجتماعها مع دول حلف شمال الأطلسي. وأوضح الوزير أن كييف ستطرح "كيفية الحد من قدرة روسيا على إنتاج هذا النوع من الأسلحة".
"فهمت" الرسالة
وفي كلمته التي بثها التلفزيون الروسي، أعلن بوتين أن روسيا قصفت موقعا لمجمع صناعي عسكري في دنيبرو بوسط أوكرانيا، الخميس بصاروخ بالستي جديد متوسط المدى فرط صوتي (يصل مداه إلى 5500 كيلومتر) وأطلق عليه اسم أوريشنيك واستخدم "بنسخته غير النووية".
وجاء هذا القصف، بحسب بوتين، ردا على تنفيذ كييف ضربتين باستخدام صواريخ "أتاكمس" الأمرييكية وصواريخ ستورم شادو البريطانية.
واعتبر بوتين الخميس أن "النزاع في أوكرانيا اكتسب عناصر ذات طابع عالمي" محذرا من أن بلاده تحتفظ بحق ضرب المنشآت العسكرية العائدة إلى دول تجيز أستخدام أسلحتها ضدها.
أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف اليوم، أن "الرسالة الرئيسية هي أن القرارات والأفعال المتهورة التي تتخذها الدول الغربية التي تنتج الصواريخ وتزود أوكرانيا بها ثم تشارك في ضربات على الأراضي الروسية، لا يمكن أن تمر دون رد فعل من روسيا"، وأضاف إنه "على ثقة" من أن الولايات المتحدة "فهمت" هذه الرسالة.
واتهمت الولايات المتحدة التي أبلغتها موسكو قبل 30 دقيقة بإطلاق الصاروخ، روسيا بأنها تتسبب ب"التصعيد" وانتهاج خطاب نووي "غير مسؤول".
وتحدثت الأمم المتحدة عن "تطور مقلق" وأعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن أسفه "للتصعيد المروع".
ودعت الصين، الشريكة المهمة لروسيا، إلى "ضبط النفس". وعززت كازاخستان، حليفة موسكو، إجراءاتها الأمنية بسبب "التصعيد في أوكرانيا".
وفي هذا السياق، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المجتمع الدولي إلى "الرد"، منددا بـ روسيا التي تستخدم بلاده "ساحة تجارب".
يأتي ذلك فيما عدلت روسيا عقيدتها النووية بشكل يتيح لموسكو استخدام هذه الأسلحة ضد دول لا تملكها.
وأبدى سكان كييف مواقف مختلفة حول الهجوم الصاروخي في أوكرانيا عندما التقتهم وكالة فرانس برس الخميس.
ميدانيا، تتواصل الضربات الروسية على أوكرانيا. وقالت النيابة العامة الأوكرانية أن هجوما بمسيرة أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين.
وغداة تصريحات بوتين، زار وزير الدفاع الروسي أندري بيلوسوف مركز قيادة للجيش في منطقة كورسك التي احتلت القوات الأوكرانية مئات الكيلومترات المربعة فيها منذ مطلع أغسطس.
وقال بيلوسوف "لقد أفشلنا عمليا حملتهم لعام 2025 بأكملها" مؤكدا أن موسكو "دمرت أكفأ الوحدات" في أوكرانيا مع تحقيق تقدم في الميدان، مشيرا إلى أنه يجري "بوتيرة متسارعة".
ويأتي ذلك في حين تخشى كييف من أن يقوم الرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي سيتسلم مهامه في البيت الأبيض اعتبارا من يناير، بخفض أو وقف المساعدات الأمريكية الضرورية للجيش الأوكراني.
0 تعليق