دشن المتحف الوطني اليوم العرض الأول للفيلم الوثائقي «الخنجر» من إنتاج قناة روسيا اليوم (RT Arabic) بالتعاون مع وزارة الإعلام، تحت رعاية معالي عبد الله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام، بحضور عدد من أصحاب السعادة والمهتمين.
ويعرض الفيلم الأهمية التاريخية والثقافية للخنجر العماني، كما يبين كيف حافظ الخنجر على مكانته عبر العصور، حتى أصبح جزءًا لا يتجزأ من تراث وهوية سلطنة عُمان، ورمزا وطنيا يعتز به الشعب العماني.
وألقى سعادة جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني، كلمة أوضح فيها بأن تدشين الفيلم الوثائقي "الخنجر" يمثل خطوة نوعية للتعريف بأحد أبرز الرموز الثقافية العُمانية، التي تشكل جزءًا أصيلًا من هوية عُمان وتراثها العريق حيث إن الخنجر العُماني تم إدراجه في قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية في عام (2022م)، مضيفا أن المبادرة جاءت بالتعاون مع قناة روسيا اليوم العربية، والتعاون بين المتحف الوطني ومتحف الإرميتاج الحكومي عبر رمزية وسرد قصة الخنجر العُماني وتطوره عبر التاريخ، مسلطةً الضوء على الحرفية العالية التي يتميز بها العُمانيون في الحفاظ على هذا الرمز الأصيل.
وأكد الموسوي بأن المتحف الوطني ملتزم بإيصال رسالة عُمان الحضارية إلى العالم، وتعزيز الشراكات الدولية المتخصصة في المجال الثقافي والمتحفي، بما يسهم في دعم السياحة الثقافية وفتح آفاق جديدة لهذا القطاع، منوها بأن هذا الفيلم الوثائقي مثالٌ حيّ على أهمية التعاون الثقافي في إيصال مظاهر التراث العُماني إلى جمهور أوسع، ويعزز من مكانة سلطنة عُمان وجهةً ثقافيةً عالمية.
ومن جانبها عبرت أنيسة مراد، مديرة قسم البرامج في قناة روسيا اليوم بأن العمل على هذا الفيلم لم يكن مجرد جولة لرصد تاريخ الخنجر العُماني، ورحلة انتقال خنجر فريد من المتحف الوطني في مسقط إلى متحف الإرميتاج الحكومي الروسي فحسب، بل كان أيضًا رحلة اكتشاف لسلطنة عُمان وتقاليدها، لثقافة مدهشة في تصديها للعولمة وفي حفاظها على هويتها الوطنية، مشيرة إلى أننا في هذا نجد شبها كبيرًا مع روسيا التي تجتهد في الحفاظ على بصمتها الحضارية وسط عالم يضج بالمتغيرات.
ويأخذ الفيلم على مدار 28 دقيقة المشاهدين في رحلة عبر الزمان والمكان، لاستكشاف تطور وتاريخ الخنجر العُماني منذ القرون السابقة، وخاصة خلال عهد دولة أئمة اليعاربة في القرن السابع عشر، وصولا إلى بزوغ الخنجر السعيدي. كما يأخذهم في رحلة شيقة عبر البوادي العمانية الشاسعة والقفار، والسهول الخصبة والجبال الشاهقة، مرورا بالبحار الزرقاء لاستكشاف تنوع أنماط الخناجر العُمانية، التي اختلفت وتباينت في مناطق سلطنة عُمان متعددة الثقافات. ويسعى الفيلم للإجابة عن تساؤل مهم: ما الذي يجعل الخنجر العماني رمزًا للوجاهة والوقار، وهوية أصيلة تثبت جذورها العميقة في تاريخ وثقافة سلطنة عمان، متجاوزًا تأثيرات الموجات العولمة التي تهدد الهويات الوطنية.
كما يتتبع الفيلم رحلة سفر الخنجر من سلطنة عُمان إلى روسيا، حيث يتم الكشف عن خنجر نادر يعود إلى السلطان حمود بن محمد البوسعيدي، سلطان زنجبار من عام 1896 إلى 1902. يُعار هذا الخنجر القيّم من المتحف الوطني في مسقط إلى متحف الإرميتاج الحكومي في سانت بطرسبورج، حيث يُزين هذا الخنجر «قاعة عُمان» في المتحف الروسي.
الجدير بالذكر أن الفيلم الوثائقي من إعداد أنيسة مراد، وإخراج كريم نجيب، وموسيقى أحمد ومحمد صالح، وشارك فيه مجموعة من صانعي ومرممي الخناجر في سلطنة عُمان وموظفي المتحف الوطني، وتم تصويره في مواقع مختلفة في سلطنة عُمان منها المتحف الوطني، وجامع السلطان قابوس الأكبر، ودار الأوبرا السلطانية مسقط، ومتحف عُمان عبر الزمان، وولايتيْ نزوى وصور، بالإضافة إلى مدينة سانت بطرسبورج في روسيا الاتحادية.
وتم الكشف عن عرض «البرومو» خلال الفعاليات الفنية المصاحبة لمنتدى بطرسبورج الاقتصادي الدولي في دورته الـ 27 في إطار مشاركة سلطنة عُمان ضيفَ شرفٍ للمرة الأولى، وستُنظم عروض خاصة للفيلم ضمن معارض ثقافية داخل سلطنة عُمان وخارجها.
0 تعليق