بيربوك تنتقد سلوك روسيا في منظمة الأمن والتعاون
عواصم " وكالات ": اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافرورف الغرب خلال اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في مالطا الخميس، بإثارة "حرب باردة جديدة"، معتبرا أنها قد تصبح الآن "ساخنة"، في تصريحات أوردتها وكالة ريا نوفوستي الحكومية الروسية.
وقال لافروف أمام ممثلي الدول الـ57 المشاركة في اجتماع المنظمة وغالبيتها بلدان تدين التدخل الروسي في أوكرانيا "من أجل إعادة (حلف شمال الأطلسي) الناتو إلى المشهد السياسي، بعد الكارثة الأفغانية (الانسحاب العسكري عام 2021)، كانت هناك حاجة إلى عدو موحد. كان الحل إعادة تجسيد الحرب الباردة، لكن الآن مع خطر أكبر بالانتقال إلى حرب ساخنة" موضحا بأن الغرب فشل في الاستجابة إلى تحذيرات الكرملين من مخاطر إرسال قوات لدعم أوكرانيا.
ولدى سؤاله عن تقارير إعلامية غربية في هذا الشأن، رد لافروف بالقول "لا تقوم كل هذه الأوهام إلا بمفاقمة الوضع وتظهر بأن الناس الذين يحملون أفكارا كهذه يفضلون عدم سماع التحذيرات الواضحة جدا التي صدرت مرارا عن الرئيس (فلاديمير) بوتين".
الى ذلك، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الإدارة الأميركية بمحاولة "زعزعة استقرار القارة اليورو-آسيوية".
وقال لافروف "تعمل إدارة بايدن على تطوير البنية التحتية لحلف شمال الأطلسي في منطقة آسيا-المحيط الهادئ. تتزايد التدريبات العسكرية (...). من الواضح أن هذه محاولة لزعزعة استقرار القارة اليورو-آسيوية برمّتها".
ولم يزر لافروف الذي فرض عليه الاتحاد الأوروبي عقوبات، أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي منذ رحلة قام بها إلى ستوكهولم في ديسمبر 2021، هي الأخرى لحضور اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، حسبما ذكرت وسائل إعلام روسية.
في المقابل انتقد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن نظيره الروسي قائلا إنه "موهوب" في نشر "المعلومات المضللة" ومتهما موسكو بمسؤولية التصعيد في أوكرانيا.
وقال بلينكن "يؤسفني أن لافروف، غادر القاعة، ولم يمنحنا لباقة الاستماع إلينا كما استمعنا إليه. وبالطبع، زميلنا الروسي موهوب جدا في إغراق المستمعين تحت تسونامي من المعلومات المضللة".
من جانبه، وصف وزير خارجية أوكرانيا نظيره الروسي سيرغي لافروف بأنه "مجرم حرب" وبإن روسيا تمثل "أكبر تهديد" للأمن في أوروبا، وقال سيبيغا إن "روسيا ليست شريكا، إنها أكبر تهديد لأمننا المشترك. إن مشاركة روسيا في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تشكل تهديدا للتعاون في أوروبا".
وأضاف "عندما يقول الروس إنهم يريدون السلام فإنهم يكذبون"، مؤكدا أن "أوكرانيا تواصل النضال من أجل حقها في الوجود".
من جهتها، اتهمت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، روسيا بممارسة "لعبة ساخرة" واصفة بذلك سلوك روسيا داخل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وقبل بدء اجتماع وزراء خارجية دول المنظمة الذي يستمر يومين في جزيرة مالطا المتوسطية، قالت بيربوك اليوم الخميس:" مثلما تستخدم روسيا القنابل والطائرات المسيرة لاستهداف السلام والأمن في أوروبا، فإن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يضرب بفأسه أيضا منظمة الأمن والتعاون في أوروبا".
وخلال الاجتماع الذي بدأ في وقت لاحق، قالت بيربوك إن هذا الاجتماع يدور حول قضية مركزية تتعلق بنظام السلام الأوروبي، مشددة على أن المنظمة ما زالت تمثل جزءا أساسيا من معادلة السلام والحرية والأمن في أوروبا. وتابعت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر: " لن نسمح لبوتين بقصف نظام السلام المشترك لدينا وتحويله إلى غبار ورماد، كما أننا لن نترك الساحة هنا لروسيا لتمارس لعبتها الساخرة دون أن نعلق على ذلك".
ورفضت بيربوك الادعاءات بأن عزلة روسيا بدأت تضعف بعد المكالمة الهاتفية بين المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومشاركة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في الاجتماع بمالطا. وأكدت أن المجتمع الدولي يجب أن يستمر في مواجهة "لعبة الحرب الهجينة" التي تمارسها روسيا.
من جهته، انتقد وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي اليوم الخميس، حضور نظيره الروسي سيرجي لافروف اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المنعقد في مالطا.
وقال سيكورسكي " لافروف جاء إلى هنا للكذب بشأن التدخل الروسي وما تفعله روسيا في أوكرانيا. لن أجلس معه إلى نفس الطاولة".
وتابع "روسيا تفسد كل منظمة. نحتاج لخروج روسيا من أوكرانيا وحينها فقط سوف تكون هذه المنظمة عقلانية".
رفضت بولندا في العام 2022، لدى استضافتها اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، السماح للافروف بحضور القمة، وتساءل وزير خارجيتها رادوسلاف سيكورسكي عن سبب السماح لموسكو بالاستمرار في أن تكون جزءا من المنظمة.
وقال متحدث باسم مالطا لوكالة فرانس برس الأربعاء إنه في حين أن لافروف يواجه تجميد أصول في الاتحاد الأوروبي، إلا أنه لا يوجد حظر سفر عليه، وقد دعي بهدف "الإبقاء على بعض قنوات الاتصال مفتوحة".
من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الأربعاء إن عددا من الدول الغربية "تستخدم هذه المنصة لمصالحها الخاصة"، معتبرة أن المنظمة "أصبحت أوكرانية".
لكن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قالت إن المنظمة "تدافع عن الأمن والحرية وسندافع عنها".
وأصيبت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بالشلل منذ بداية الحرب الروسية الاوكرانية، إذ استخدمت روسيا حق النقض ضد الكثير من القرارات الرئيسية التي تتطلب إجماعا.
ظلت مناصب الأمين العام وثلاثة مسؤولين كبار آخرين شاغرة منذ سبتمبر بسبب عدم الاتفاق على خلفائهم.
وقال مصدر دبلوماسي لفرانس برس إن السفراء توصلوا إلى اتفاق بشأن الدبلوماسي التركي فريدون سينيرلي أوغلو ليخلف الأمينة العامة المنتهية ولايتها الألمانية هيلغا ماريا شميد، لكن القرار بحاجة إلى موافقة الوزراء.
كما أن الوزراء في مالطا سيسعون إلى الاتفاق على الدولة التي ستتولى رئاسة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لعامي 2026 و2027.
وكانت روسيا منعت إستونيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، من تولي رئاسة الحلف هذا العام. ومن المقرر ان تتولى فنلندا، التي انضمت إلى حلف شمال الأطلسي العام الماضي، هذا المنصب عام 2025.
وترسل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مراقبين إلى الصراعات وكذلك الانتخابات في جميع أنحاء العالم. كذلك، تدير برامج تهدف إلى مكافحة الاتجار بالبشر وضمان حرية وسائل الإعلام.
لكن جهودها توقفت بسبب عدم القدرة على الاتفاق على الميزانية منذ عام 2021.
0 تعليق