تمثل زيارة فخامة رئيس جمهورية أنجولا جواو مانويل لورينسو لسلطنة عمان التي يبدأها اليوم ومباحثاته مع جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ خطوة استراتيجية نحو تعزيز الروابط السياسية وتوطيد أواصر التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين.
ولا شك أن هذه الزيارة تحمل الكثير من الدلالات، حيث تعكس النهج العماني في مد جسور التفاهم وتعزيز السلام والاستقرار العالمي، وهي فرصة لتعزيز التنسيق السياسي والدبلوماسي، بين سلطنة عُمان وأنجولا حيال القضايا الإقليمية والدولية، إلى جانب تطوير التعاون في المحافل والمنظمات الدولية، بما يقوي حضور البلدين على الساحة العالمية، وبناء شراكات تقوم على تبادل المنافع وتحقيق الرفاه لشعبي البلدين.
ورغم حداثة العلاقات بين عُمان وأنجولا إلا أن القيادتين تدفعهما رغبة مشتركة للارتقاء بالعلاقات في مختلف المجالات، وتبدو فرص التوسع واعدة في ظل ما يتمتع به البلدان من خيرات وموارد طبيعية غنية تساهم في بناء شراكات اقتصادية متينة.
وينظر مراقبون إلى زيارة الرئيس الأنجولي لمسقط باعتبارها تحولا نوعيا في مسار العلاقات السياسية والاقتصادية بما تتيحه من آفاق واسعة للتعاون واستكشاف فرص الاستثمار في قطاعات حيوية كالطاقة، والتعدين، والصناعة، وتبادل الخبرات في العديد من المجالات، حيث من المؤمل أن تتوج الزيارة بتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم من شأنها تعزيز التبادل التجاري بين البلدين وفتح الأسواق أمام المنتجات والخدمات.
وتأتي الطاقة في مقدمة الملفات التي تحظى باهتمام الطرفين، حيث تتمتع سلطنة عُمان بخبرات رائدة في إدارة الموارد النفطية، ما يمثّل فرصة لأنجولا، بوصفها إحدى أكبر الدول المنتجة للنفط في إفريقيا، الاستفادة من هذه التجارب وتبني تقنيات مبتكرة تعزز الإنتاجية وتدعم الاستدامة. ولا يقتصر التعاون على قطاع الطاقة، بل يمتد إلى التعدين، الذي يتيح فرصًا استثمارية لشركات القطاع الخاص وبالتالي ينعكس إيجابا على الاقتصاد في البلدين.
ومع توالي زيارات ملوك ورؤساء دول العالم، تؤكد مسقط مكانتها الراسخة كمحطة للتقارب وبناء الشراكات المثمرة وتحظى بثقة واحترام الجميع.
0 تعليق