اغتياب غياب الإعلام العلمي - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إلى متى سيطول غياب الإعلام العلمي؟ ألا تحتاج هذه الغيبة إلى غيبة؟
ضع في الحسبان أننا رضينا من غنائم العلوم ومعجزاتها في ميادين التنمية الشاملة، بالطمع في إعلام علمي عربي، وهو لا يساوي حتى الحد الأدنى من سدّ الرمق في هذا العصر. صار حلماً، في غياب مراكز البحث العلمي المنافسة عالمياً، أن نرى في الفضائيات برامج علميّةً، ندوات، حوارات، علماء أو أساتذة علوم، ينشرون الوعي الحديث في هذه المجالات التي بيدها العصا السحرية، لبناء الأوطان، وتشييد حصون مناعتها وضمان استقلالها، حتى لا تنخدع الشعوب بأن قوة الدول في ضعفها. السيادة لا تتجزّأ، فكل أركانها عناصر أساسيّة لا غنى عنها.
من الضروري أن نتأمّل التراجع في منسوب الإدراك، الذي صار سلّم منحدرات تنازلية. لقد تدنى الوضع من غياب العلوم ومراكز البحث العلمي، إلى غياب الإعلام العلمي، والأخير تردّى إلى غياب الوعي بأن العلوم وإعلامها هي مفتاح جميع الأبواب المغلقة في هذا العصر. بقي أنك محقّ إذا بدا لك طرح هذا الموضوع إساءةً إلى العالم العربي، فماذا تقول عن الأمّة الدول التي انعتقت من إسار هامش التاريخ؟
أضعف الإيمان وعيٌ يجعل أكثر من 70% من العرب يشعرون بأنهم غادروا «أدغال» جوزيف بوريل وأضحوا من أهل «الحديقة».
لا مفرّ من النزول درجةً أخرى في هذا السلّم، لكنها شديدة الحرج، فالسؤال الذي ينهك القوى العقلية هو: كيف تطمح الأمّة إلى التدرّج صعودياً بينما الأسس واهية؟ أليس المنطق السليم هو محو الأمّية، ثم تطوير أنظمة التعليم ومناهج التربية، ثم تأسيس مراكز البحث العلمي وربطها بالتنمية والزراعة والتقانة؟
لا بد من حظوة كل حقل حيوي مهمّ بوسائط إعلام علمي متخصصة. لا يمكن الاقتصار على مقال في صحيفة، لمجال مترامي الأطراف مثل العلوم والتكنولوجيا. نكرّر، بلا كلل أو ملل، أن الصين لديها أربعة آلاف وخمسمئة مجلة علمية، وهذه إحصائية تعود إلى قرابة عقد. العالم العربي يحتاج عندئذ إلى حوالي ثمانمئة مطبوعة علمية، خمسمئة، مئة، عشرين. واعلماه! لكن، يجب تحقيق الخطوات السديدة الأولى، فتأسيس الإعلام العلمي الجيّد، يبدأ بتوظيف الفضائيات والصحف أساتذةَ علوم، والتعاون مع العلماء. قد لا يوجد في أيّ وسيلة إعلام عربية قسم للعلوم والتقانة.
لزوم ما يلزم: النتيجة التركيزية: من دون نهضة علمية، على أيّ بلد متعثر في العلوم، أن يسأل نفسه: أكون أو لا أكون؟ هذه هي القضية.

abuzzabaed@gmail. com

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق