الحرب الأوكرانية والتسوية الصعبة - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

مع قرب تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السلطة في البيت الأبيض بعد عشرين يوماً، تتجه الأنظار إلى الحرب الأوكرانية باعتبارها إحدى أولوياته التي وعد بحلها أكثر من مرة خلال حملته الانتخابية، وعيّن من أجلها الجنرال السابق كيث كيلوغ مبعوثاً خاصاً.
لكن النوايا والوعود شيء وإنجاز التسوية شيء آخر؛ ذلك أن أسباب هذه الحرب معقدة جداَ، والتوصل إلى تسوية بشأنها يحتاج إلى جهود غير عادية تتجاوز النوايا، خصوصاً أن ترامب لم يحدد الخطوات التي سيقوم بها، إنما كان كلامه عاماً، كما أن أعضاء الفريق الذي سيعمل معه من «الصقور» لهم تاريخ في معارضة الدبلوماسية ونهاية الحروب الأمريكية، مثل مستشار الأمن القومي النائب مايكل والترز، حيث كان يعتبر الحرب الروسية في أوكرانيا «تهديداً لقيم الغربية»، ويدعو الولايات المتحدة إلى «دعم جهود المقاومة الأوكرانية»، واشتكى من أن أمريكا «لم تقدم ما يكفي من الأسلحة إلى كييف».
ويرى المرشح لمنصب نائب مساعد الرئيس سيباستيان جوركا أن الحرب الأوكرانية «عدوان روسي غير مبرر»، كما أن للجنرال كيلوغ موقفاً خاصاً من الحرب الأوكرانية يدعو إلى ضرورة تنازل روسيا عن مطالبها الجغرافية في شرق أوكرانيا، ويطالب بتأجيل انضمام كييف إلى حلف الأطلسي لفترة طويلة، وهو موقف تعارضه روسيا بقوة، إذ أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده ترفض اقتراح تأجيل عضوية أوكرانيا في «الناتو» لمدة 20 عاماً، كما ترفض مقترح نشر قوات حفظ سلام أوروبية وبريطانية على الأراضي الأوكرانية.
ورد لافروف على تصريحات كيلوغ بشأن محاولات عمليات السلام السابقة ومن بينها اتفاق مينسك، بقوله إن اتفاق مينسك «لم يكن مجرد محاولة، بل كان من الوثائق المعتمدة من قبل مجلس الأمن الدولي»، ودعا الوزير الروسي إلى «معالجة الأسباب العميقة للأزمة الأوكرانية من خلال الاستجابة لمطالب روسيا»، إذ إن موسكو تطالب بمفاوضات تؤدي إلى اتفاقيات نهائية تضمن أمنها، وليس مجرد هدنة أو تجميد الأوضاع على جبهات القتال، كما تتضمن اتفاقاً شاملاً للأمن في أوروبا، مع مراعاة المصالح الروسية. ومن بين المطالب الروسية الأخرى ضمان عدم انحياز أوكرانيا وحيادها، وخلوها من الأسلحة النووية، وعدم توسيع حلف الأطلسي، وضمان حقوق وحريات ومصالح المواطنين الناطقين بالروسية في شرق أوكرانيا.
الجنرال كيلوغ الذي سيقوم بجولة أوروبية مع بداية العام الجديد تشمل كييف ولندن وباريس وروما، من دون زيارة موسكو بهدف الاستطلاع وجس النبض، أكد أنه يريد سلماً عادلاً ومضموناً ومستداماً، وأن لدى ترامب «أفكاره الخاصة حول كيفية وضع حد لذلك».
لن تكون مهمة الجنرال كيلوغ سهلة، لأن ما تطلبه موسكو للتوصل إلى اتفاق يتجاوز النوايا والأفكار التي يحملها ترامب، خصوصاً مع وجود صقور في إدارته قد يعمدون إلى عرقلة أي اتفاق، أو وضع شروط صعبة لن تقبل بها موسكو.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق