مشهد إبداعي مفرح - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

د. باسمة يونس

في كل ما تقدمه دولة الإمارات، منذ تأسيسها وحتى اليوم، كانت ولا تزال تتألق بمشهد ثقافي ينبع من إدراك أهمية الثقافة كأسلوب حياة، وأنها ليست أنشطة ترفيهية أو ترفاً، ما عزز مكانتها كمنارة ثقافية تجمع بين الأصالة والمعاصرة. وأثبتت الدولة على مرور الأعوام أن التميز الثقافي التزام بتعزيز الهوية الوطنية والتراث بالتوازي مع الانفتاح على العالم، مستمدة من رؤية قيادتها الحكيمة طموحات التطور من دون التخلي عن الإرث والاحتفاء المستمر به كجزء جوهري من الأنشطة المستمرة على مدار العام.
ومنذ أعوام تشهد دولة الإمارات تحولاً لافتاً في المشهد الثقافي انعكس في ازدهار قطاع الكتاب والأدب والفن، وزيادة أعداد المنصات التي تجمع الأدباء والمفكرين والفنانين من جميع أنحاء العالم. وتظهر برامج دعم المواهب المحلية توجهاتها في ترسيخ هويتها الإبداعية من خلال التوعية المجتمعية بمعنى الثقافة و نوعية الأنشطة الثقافية التي تطلقها باستمرار.
ويعكس الاهتمام بالتراث جزءاً جوهرياً من الأنشطة الثقافية في الإمارات، فهي لا تركز على استعراض التراث بل تتحول مع كل فعالية إلى منصة لإحياء القيم والتقاليد التي تربط الماضي بالحاضر، وتعزز الهوية الوطنية في قلوب الأجيال.
ورسمت الإمارات استراتيجية فعاليات تركز على الإبداع في الفنون المعاصرة بنوعية المشاركة والاستضافات ما جعلها محطة لإقامة معارض فنية كبرى وملهمة مثل «فن أبوظبي» و«أرت دبي» و«بينالي الشارقة»، وجمعت فنانين من مختلف أنحاء العالم، وساهمت في تعزيز الحوار الثقافي بين الشرق والغرب. وأظهرت التزامها بتقديم تجربة ثقافية استثنائية تُثري عقول الزوار من مختلف الثقافات والبيئات.
ويتصدر الاهتمام بالأدب والكتاب مجموعة كبرى من الفعاليات والأنشطة التي حولتها إلى منصة إقليمية وعالمية للأدب والثقافة، ونموذج متفرد في المشهد الأدبي، فالكتاب هنا وسيلة أساسية للارتقاء بالفكر وبناء الإنسان، وهو ما يظهر جلياً بما حققته من نجاحات وتقدم، وما عكسته على مجتمع تتنوع ثقافاته ولكن تتحد طموحاته ورؤيته في أهمية الأدب والتنمية الفكرية، واحتضان الإبداع والمبدعين من شتى أنحاء العالم وجمعهم تحت مظلة إماراتية طموحة، تدفع عجلة النجاح الثقافي ليمضي بالتوازي مع النجاحات الاقتصادية والعمرانية.
ولعبت المؤسسات الثقافية دوراً محوريا في تعزيز مكانة الثقافة في المجتمع الإماراتي، ليس فقط بإنشاء المرافق والمراكز في مختلف الإمارات، بل كذلك بما توفره للزوار من تجارب استثنائية تجمع بين القراءة والتعلم كمعارض الكتاب الدولية في «أبوظبي» و«الشارقة» و«دبي»، والمعارض المحلية في كافة مناطق الدولة، ومبادرة «تحدي القراءة»، والمهرجانات المتنوعة المتواصلة على مدار العام، لتقدم للجمهور فرصاً للتقارب مع البيئة المحلية والاندماج فيها، وجسراً لمستقبل ثقافي قادر على التطور والتميز وإثراء العالم بتجربة مبتكرة ومختلفة تجمع الهوية الإماراتية والعالم في مكان واحد.
ولعل من أبرز ما يميز المشهد الثقافي في الإمارات هو دعمها السخي للأدباء من خلال الجوائز الأدبية التي تحمل قيمة معنوية ومادية كبيرة، مثل جائزة الشيخ زايد للكتاب، وجائزة البردة، وجائزة البدر، وجوائز الشارقة المسرحية والأدبية، وجائزة تحدي القراءة، وجوائز اللغة العربية، وأوسمة الثقافة التي تسعى جميعها إلى تكريم المبدعين وتسليط الضوء على الأعمال الأدبية والفنية التي تعزز القيم الإنسانية والثقافية.
ولأن دولة الإمارات تؤمن بأن الثقافة هي أساس بناء المجتمعات المتحضرة فهي تطلق مشاريعها بطموح لاستقطاب المزيد من الأجيال الجديدة وجعل الثقافة جزءاً من حياة كل إنسان، كي تساهم في توسيع المدارك، وتجعل العالم ملتقى فكرياً يعرف معنى الحوار الراقي والاهتمام بالفكر أساساً للازدهار والتعايش والتقدم بين الأمم.

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق