وحيداً في تريليوني مجرّة - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

«هل نحن وحيدون في الكون»؟ هكذا جاء العنوان في الموقع العلمي الفرنسي: «فوتورا سيانس» (3 يناير). تتمّته: «سبعة أسباب تدفع إلى الإجابة، نعم». الموضوع ليس جديداً، فقد بدأ طرحه من قبل الفيزيائيين، منذ العقد الثالث من القرن العشرين، أمّا الفلاسفة، فالبحث قروني قديم. العجيب أن العرب والمسلمين لم يرتادوا هذه الآفاق ببحوث مستمرّة، بالرغم من أن القرآن ملهم: «وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ» (الشورى 29).
ظل هذا السؤال الفلسفي العلمي يهيّج الأشجان مع تقدم الاكتشافات في أبعاد الكون. تخيّل الاستفهام الوجوديّ المؤرق: ماذا تمثل الأرض كلها في ألفي مليار مجرّة، في كون، المنظور منه يبعد أكثر من خمسين مليار سنة ضوئية. الواحدة: عشرة آلاف مليار كيلومتر.
الفيزيائي الإيطالي الراحل إنريكو فيرمي، زاد طين الحيرة ألف بلّة، بما يعرف بمفارقة فيرمي، أو متناقضة فيرمي. مفادها بأنه حتى ولو وجدت حضارات أخرى في الكون، واستطاع أهلها تحقيق 10% فقط من سرعة الضوء، أي 30 ألف كم/ثانية، فإنهم سيحتاجون إلى بضع مئات ألوف السنين لقطع قطر مجرتنا سكة التبانة (مئة ألف سنة ضوئية).
ثمّة قضايا كثيرة. ربّما شرّفونا بالزيارة، ولكنهم متقدمون إلى حدّ عجزنا عن إدراك كنههم. مثل علاقتنا نحن بالنحل والفراش. ولعلّ ذكاءهم كحماقة البشر، يقضون حياتهم في القضاء على ثروات الأرض الجوفية والسطحية، ويراكمون أسلحة الدمار الشامل، فيحين حَيْنُهم، فيدمّرون العالم تدميراً. لكن، ليس هذا مبتغى القلم، فقد رأى أن ما نشره الموقع مدخل جيّد إلى جوهر موضوع أهمّ. نحن من باب الإيمان بأن ربّنا ما خلق هذا باطلاً سبحانه، وإلاّ لك أن تتخيّل حضارة تكدح كدحاً علمياً إعجازياً، فتتغلب على مشكلات قطع مئات ألوف السنين بسرعة كأنها قطار أينشتاين الذي يقارب سرعة الضوء (ثلاثمئة ألف كم/ثانية)، ويحط رحاله في مضاربنا، وكان الأضياف قد تنفسوا الصعداء عندما لاح لهم الكوكب الأزرق، فمنّوا النفوس بأنهم سيدخلون الفردوس بسلام آمنين، وإذ بهم تفاجئهم أنهار الدماء. ثدييات تمزق ثدييات. حضارتهم فائقة التطور، فحياة الأرض بقضها وقضيضها كتاب مفتوح أمامهم. صاح رائد روّادهم: عودوا من حيث أتيتم، فأحدث إنجازاتهم سفك دماء خمسين ألفاً وإصابة ثلاثة أضعافهم. لا تقربوهم فسوف تصيبكم العدوى، فتفتكون ببني جنسكم. تطور هؤلاء ليس صبحه قريباً.
لزوم ما يلزم: النتيجة الإيمانية: «قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ».
[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق