كما سهلت الحياة بشكل كبير، ووفرت الوقت والمال، إلا أنه ينتابها العديد من المشاكل، وطرق التحايل، وتصل إلى حدّ النصب في بعض الأحيان.
الحديث هنا بالتأكيد عن مواقع التواصل واستخدامها من قبل الشركات وأصحاب الخدمات للترويج لبضائعهم بشكل منمق وجميل، برغم ما ينطوي عليه كثيرٌ منها من خداع، وعروض غير حقيقية.
الرابط بين عمليات النصب، واستخدام مواقع التواصل من قبل العامة هو للأسف الذكاء الاصطناعي، الذي هو الآن سمة العصر للدول والحكومات التي تنشد التطور والتحرر من الروتين، إلا أنه أيضاً يلعب دوراً كبيراً في توجيه الناس عبر المواقع، إلى ما ينشدون من خدمات أو بضاعة، ويكفي أن تجري بحثاً عن شيء ما حتى يظهر لك في كل زيارة لموقع، أو دخولك لأي حساب من حساباتك الخاصة عبر المواقع.
هنا، تبدأ القصة، فقد تكون تبحث عن «كراج» لإصلاح مركبتك، فتظهر لك عشرات العروض والأسعار، وما إن تتواصل مع أشهر هذه المحالّ عبر «واتساب» حتى يصروا على أن يرسلوا من يأخذ المركبة كتميّز في الخدمة، وعندما تصرّ أن ترسل مركبتك بنفسك، تتفاجأ بأن «الكراج» الذي سيصلح سيارتك ليس بالمستوى المطلوب، وكل ما شاهدته من صور عبر المواقع، هي كذب في كذب، أو صور لكراج آخر يتعامل معهم من الباطن.
حالات أخرى، يعايشها الناس يومياً مع محالّ الملابس، والأغذية، وجميع السلع التي نحتاج إليها في حياتنا، وللأسف فإن كل هذه الخدمات التي تروّج لها مواقع التواصل وبالمجان، أضحت تستدعي ممن يتعامل معها أن يراها بأمّ عينه.
مطاعم، وأطباق منمّقه، على أفضل شكل على صفحة المطعم في «إنستغرام»، ولكن هل قادك الفضول لرؤية الطريقة أو المكان الذي يطهون به، ومعرفة مستوى النظافة والتعقيم، ناهيك عن مدة التوصيل لبعض المأكولات والمشروبات التي لا يضمن سلامتها أحد، وقد تفسد مع السائق في الطريق قبل أن تصل إليك؟
المشكلة الكبرى التي باتت تعتري الزبائن، وتثير شكواهم بشكل مستمر، هي سوء جودة الكثير من البضائع التي تباع عبر المواقع، وللأسف لا يتمكن الزبون في كثير من الأحيان من ردّها أو استبدالها؛ لصعوبة التعامل مع بعض هذه المواقع التي توظف الذكاء الاصطناعي بشكل مفرط، فلا يمكن التوصل إلى حل معها.
استمرار المواقع بهذا الشكل، وبطريقة التواصل أو التعامل الصعبة، وغير المفهومة أحياناً، قد يردّ الزبائن إلى طرقهم التقليدية في التعاطي مع المشتريات أو الخدمات؛ لأن الشكاوى من سوء توظيف المواقع بدأت تظهر كثيراً على السطح.
[email protected]