ها هو الحدث الرياضي الخليجي العربي الكبير قد انتهى، فيما الحديث عنه ما زال قائماً في الشارع الرياضي وفي المجتمع الخليجي.
لسنا هنا بصدد الحديث عن ما آلت إليه نتائج النسخة الـ 26 من بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم من مكتسبات رياضية للمنتخبات الثمانية على صعيدها العام وعلى صعيد أفرادها من لاعبين، لكننا بصدد الحديث عن الدروس التي يمكن استخلاصها من جراء النتائج المترتبة على الحدث هذا، للاستفادة منها في قابل الأيام في معترك البطولات الرياضية المختلفة الأزمنة والأمكنة، لما لها من أهمية تاريخية وجغرافية في حاضر الدول الكروية.
نشير أولاً إلى ما أكدته المسابقة العربية الخليجية التاريخية من لُحمة أخوية بين الأشقاء من شعوب المنطقة ككل، على الصعيد الحكومي والشعبي معاً؛ سواء على مستوى العناصر الإدارية والفنية والرياضية، أم على المستوى الجماهيري.. الأمر الذي أكده أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في حفل افتتاح البطولة في 21 ديسمبر 2024: «نرحب بكم جميعاً في هذا المحفل الرياضي الذي يجمعنا في دولة الكويت، أرض المحبة والسلام، ويعكس الروح الأخوية الرياضية بين شعوبنا الخليجية».
إنه الفعل الذي أبدته الجماهير والشعوب الخليجية؛ سواء من خلال وجودها على أرض البطولة في الشقيقة الكويت، أم خلف شاشات التلفاز في المنازل، حيث صفقت للكرة الجميلة وباركت للآخرين انتصاراتهم وتفوقهم الكروي؛ سواء على صعيد مختلف المباريات العامة في مستهل البطولة، أم على الصعيد المباريات المحورية المصيرية.. وهذا هو «سنع» الشعب الخليجي المفطور على الألفة والمحبة والاحترام والتقدير والعادات والتقاليد الأصيلة والتاريخية العريقة.
وفيما أُسدل الستار على النسخة الـ 26 من البطولة في مستهل العام 2025، فقد حق لكل المهتمين بالشأن الرياضي على صعيد الدول الخليجية المنضوية تحت لواء المسابقة أن تتساءل مع نفسها، ومع شارعها الرياضي: ما هي النجاحات التي جرى اكتسابها من المشاركة؟ وما هي الخسائر التي تمّ تكبّدها؟ وما هي الدروس المستفادة من الحدث الرياضي القريب إلى قلب كل خليجي على مر الأجيال؟.
الأمر يعود إلى الاتحادات الرياضية بأطرافها الثلاثة (الإدارية، الفنية، الرياضية - اللاعبين)، لتصفح أوراقها واستراتيجيتها ومراجعة حساباتها، كما عليها متابعة كل ما سطرته الصحافة الرياضية، والندوات التطبيقية حول المباريات التي خاضتها المنتخبات المشاركة - لاسيما المنتخب الوطني - للوقوف على أبرز الإيجابيات والمكتسبات على اختلاف أشكالها وألوانها للمحافظة عليها واستثمارها في الأيام القادمة، والاطّلاع على أبرز السلبيات لتجاوزها ومحاولة التغلب على التحديات بهدف تصحيح المسار الكروي للوصول إلى الأهداف المنشودة لرفعة راية الوطن في المحافل الكروية، ورسم البسمة على وجوه الجماهير المتعطشة للانتصارات والبطولات.
0 تعليق