المستقبل للأخطبوط على الأرض - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

هل تستطيع أن تتجشّم استكمال السيناريو، الذي انتهى عند زيارة سيّاح من إحدى الحضارات الفضائية؟ وافضيحتاه، فقد اكتشفوا أن من يدّعون أنهم قمّة التحضّر والتقدم، ليسوا سوى مخلوقات لاحمة، يأكلون لحوم نظرائهم في الخلق أمواتاً، ولا يكرهونها.
إذا كان استشراف المستقبل عسيراً، ورأيتَ أن المشهد الأقرب إلى الواقعية، هو مثل فيلم «بعد الأرض» (2013)، فلا تغتمّ ولا تهتمّ. قد يبدو عسيراً أن يرث الذكاء الاصطناعي الإنسان، فالقوى النووية بلغت نقطة اللاعودة في القضاء على الجنس البشري. لعلّك على حقّ، فالتنافس في جنون الغرائز سيحرم الذكاء الاصطناعي التكاملَ والتطورَ اللذين يؤهلانه للوراثة.
موقع «إيرث. كوم» العلمي، نشر (5 يناير) موضوعاً في منتهى الطرافة: «أيّ حيوان سيحل محل البشر كنوع مسيطر على الأرض؟ هذا العالِم لديه فكرة». النص مفعم بالعبر: «لقد انتشر نوعنا في الأرض، وغيّر الكوكب بطرائق لا تحصى. إن تاريخ الأرض يثبت أنه لا يوجد نوع يُكتب له الدوام والبقاء. الجنس البشري محور التغييرات البيئية منذ ألوف السنين. اختراعاتنا ومجتمعاتنا حوّرت الغابات والبحار وحتى الهواء».
أمّا الطرافة ففي أن البروفسور تيم كولسون، من جامعة أوكسفورد، قضى سنين في دراسة بيولوجيا التطور. هو يرى أن «انقراض البشر يمكن أن يفتح الباب لأنواع أخرى مذهلة تضطلع بالأدوار البيئية على الأرض». لكنه يمهّد للمفاجأة بأن «الانقراض هو مصير كل الأنواع، ولا استثناء للبشر، حتى ولو تمنّينا أن يكون الرحيل بعيداً مستقبلاً». هذا بديهي لدى المسلم: «كل من عليها فانٍ» (الرحمن 26). يقول: «عندما يتوارى الآدميون عن المسرح، تستطيع الأنظمة البيئية استعادة التوازن، ما يسمح لمخلوقات أخرى بملء الفراغ».
ما الكائن المرشح للوراثة؟ البروفسور كولسون يدرك أن المفاجأة مدهشة «إنها الأخطبوط، لذكائها وقدرتها على التكيّف، وعلى حل المشكلات المعقّدة، والتواصل مع نوعها، وتحريك الأشياء، في ظروف بيئية جيّدة، ما يسمح لها بالتطور إلى نوع مؤهل لبناء حضارة»! «إن تكوينها العصبي المتقدم، وجهازها العصبي اللاّمركزي، وكفاءاتها المشهودة في حل المشكلات، تجعل فصائل عدّة من الأخطبوط قادرةً على صنع عالم غير قابل للتوقع».
«بعضها يغادر مكانه في المخبر لزيارة جيرانه. إنها تستخدم الأدوات ولها حب اطلاع. قد تجد صعوبة في الحياة خارج الماء، فليس لها هيكل عظمي يتيح سرعة الحركة. لكن، مع التطور قد تكتسب التنفس على اليابسة».
لزوم ما يلزم: النتيجة الفكرية: يرى كولسون أنه لم يتصور أحد أن أشباه الإنسان، سيستطيعون الوقوف على قدمين وتصير لهم تكنولوجيا فائقة.
[email protected]

أخبار ذات صلة

0 تعليق