بين رشفة ماء وخطوة مشي - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

في سباق الحياة اليومي، قد نغفل عن أمور بسيطة، لكنها تحمل في طياتها القوة لتغيير حياتنا بالكامل، نحن مشغولون، ونركض لتحقيق منجزات كبيرة، ونعتقد أن السعادة تكمن في تحقيق هذه الإنجازات، وننسى أن الجمال يكمن أيضاً في التفاصيل الصغيرة، في تلك العادات التي نمارسها دون أن نلقي لها بالاً، لكنها تُشكّل الفرق بين يوم مشوش، ويوم آخر مملوء بالسلام والرضا.
هل جربت أن تبدأ يومك بشرب كوب من الماء؟ تلك اللحظة الصغيرة التي تمدّ جسدك بالحياة ليست مجرد عادة صحية، بل هي رسالة بسيطة تخبر بها نفسك أنك تهتم، الماء ليس فقط لإرواء العطش، إنه وسيلة لاستيقاظ أكثر حيوية، لعقل أكثر تركيزاً، ولجسد قادر على مواجهة تحديات اليوم. وفي نهاية يوم طويل، حين تعود إلى منزلك، وأنت مرهق، وتجد سريرك مرتباً، ستدرك معنى الاهتمام بالتفاصيل، ترتيب السرير صباحاً ليس مجرد مهمة يومية، بل طقس بسيط يمنحك شعوراً بالنظام، ويذكّرك بأنك قادر على صنع مساحة صغيرة من السلام.
ثم هناك المشي، خطوات قليلة قد تبدو بلا أهمية، لكنها تحملك بعيداً عن ضغوط العمل وضجيج الأفكار، المشي في الهواء الطلق هو لحظة من التأمل، من العودة إلى نفسك. إنه فرصة لإعادة شحن طاقتك، ليس فقط الجسدية، بل النفسية أيضاً. وبينما تسير، تبدأ أفكارك في الترتيب، وتشعر بأن الأعباء الثقيلة أخف.
وهناك عادة قد تبدو أبسط من أن تُحدث فرقاً، لكنها تصنع السحر: كتابة قائمة صغيرة بما ترغب في تحقيقه خلال يومك. عندما تكتب، تشعر وكأنك تمسك زمام يومك بيديك، وكأنك تضع خريطة صغيرة تُرشدك وسط ازدحام التفاصيل، وفي كل مرة تُنجز مهمة، مهما كانت بسيطة، تشعر وكأنك تحقق انتصاراً يدفعك نحو المزيد.
الحياة ليست مجموعة من الإنجازات الكبرى، بل هي نسيج مُحكم من اللحظات الصغيرة والعادات اليومية، عندما تمنح نفسك دقائق من الهدوء للتنفس بعمق، أو لحظة للتفكير في النعم التي تملكها، تبدأ في رؤية العالم من زاوية مختلفة، تبدأ في الشعور بالامتنان لما هو موجود، بدلاً من السعي المستمر وراء ما هو مفقود.
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق