في عام 2010 صدر عن مركز الخليج للدراسات في جريدة «الخليج» كتاب ضمّ باقة من مقالات الصحفي الاحترافي صالح الخريبي الذي كان يوقّع مقاله اليومي تحت «أبو خلدون» في جريدة «الخليج» حيث عمل فيها من العام 1995، إلى حين رحيله في 2010. والأستاذ «أبو خلدون» من مواليد مدينة عكا في فلسطين عام 1941، وقام الزميل الأستاذ عبدالرزاق إسماعيل بجمع مقالات الراحل العزيز في ذلك الكتاب الذي صدر تحت عنوان «فنجان قهوة»، وهو عنوان العمود اليومي الذي كتبه صالح الخريبي في «الخليج» على مدى خمسة عشر عاماً أمضاها بين الزملاء بتوقيع شفوي يومي آخر هو «هلا بالحبيب»، الجملة التي كان يقولها تلقائياً لكل من يلقاه في أروقة «الخليج».
تذكرت صالح الخريبي أحد رجالات تأسيس الصحافة الخليجية وبخاصة في الكويت («القبس»، 1973)، وقد مرَّ في البال شريط من الوجوه والأسماء الصحفية التي عملت في «الخليج»، وتشكل في أرشيف الجريدة ثروة صحفية وثقافية ومهنية، كما تشكّل كتابات ذلك الصف الصحفي في «الخليج» كنزاً أرشيفياً جديراً هو الآخر بأن يُجمع ويصدر في كتب عن مركز الدراسات في الجريدة إن أمكن ذلك وبالطريقة المهنية والوفائية التي صدر بها كتاب «فنجان قهوة» لأبي خلدون.
ومن باب الذاكرة والوفاء لأولئك الأساتذة الذين مرّوا في هواء جريدة «الخليج»، دعني أذكر للقارئ تلك الكوكبة الرائعة من الكتّاب والصحفيين الذين كانوا يكتبون من خارج الجريدة وليسوا في إطار كادرها الوظيفي الإداري، أو أولئك الذين عملوا في «الخليج» فترة قصيرة وغادروها، وكأنهم كانوا ضيوفاً عليها، ومن هؤلاء: محمد الماغوط، الشاعر السوري الذي أسس أوّل ملحق ثقافي في «الخليج»، وكان يكتب افتتاحية ذلك الملحق الأسبوعي، وهي المادة التي وصفتها بأنها كنز مخبأ في أرشيف «الخليج»، ويستحق الجمع في كتب تصدر عن الجريدة.
من تلك الكنوز أيضاً التي تركت إرثها الصحفي في أرشيف «الخليج» المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد وإلى جانب مقالاته كان يكتب الأديب اليمني الرمز عبدالعزيز المقالح ومنح الصلح.
من خارج الجريدة كتب في ملحقها الثقافي حنّا عبّود، وعمران القيسي، وكتب أيضاً كل من: الشاعرين اللبنانيين شوقي بزيع، وجودت فخر الدين، والشاعر العراقي حسب الشيخ جعفر والشاعر الفلسطيني علي الخليلي.
«الخليج» مدرسة صحفية، كما هي مدرسة ثقافية، وهي أيضاً، روح وذاكرة وتاريخ ومجموعة قيم ومبادئ رفيعة من بينها هذا الوفاء لأسمائها العتيقة.
[email protected]
0 تعليق