نفذ وعده كما أعلن خلال حملته الانتخابية، ووقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوامر بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك والصين. إذ ستفرض واشنطن رسوماً بنسبة 25 في المئة على المنتجات المستوردة من كندا والمكسيك، مع نسبة 10 في المئة على موارد الطاقة من كندا. وأوضح البيت الأبيض أن السلع الواردة من الصين ستفرض عليها رسوم جمركية بنسبة 10 في المئة، إضافة إلى الرسوم الجمركية الحالية.
هذا يعني أن الحرب التجارية التي لوّح بها ترامب بدأت، وأنه يضع الجميع، الأصدقاء والحلفاء والخصوم، في سلة واحدة، وأن أوروبا سوف يأتي دورها، ولن تكون بمأمن من قراراته التي تعتقد أن الولايات المتحدة الدولة الوحيدة في العالم التي لها حق تحديد مسار الاقتصاد العالمي. وذلك سوف يؤدي إلى حرب تجارية وأزمة تضخم غير مسبوقة.
وفي هذا السياق توقع بنك غولدمان ساكس أن تؤدي التعريفات الشاملة على كندا والمكسيك إلى انخفاض النمو بنسبة 0.4 نقطة مئوية، وأن أي تباطؤ في أكبر اقتصاد في العالم سيكون له آثار في النمو العالمي، نظراً لأهمية وقوة الولايات المتحدة.
لم تتأخر الصين في الرد، فأعلنت أنه «لا يوجد منتصرون في الحروب التجارية أو الجمركية»، وأنها بصدد إعداد حزمة قرارات للرد على أوامر ترامب، وقالت وزارة التجارة الصينية: «الصين تأمل أن تنظر الولايات المتحدة إلى مشاكلها، وتتعامل معها بشكل موضوعي وعقلاني، بدلاً من التهديد المستمر للدول الأخرى بالرسوم الجمركية».
وسارعت كندا إلى إعلان موقفها أيضاً بأنها ستردّ بالمثل على الرسوم الأمريكية، وأعلن رئيس الوزراء المنتهية ولايته جاستن ترودو أن بلاده ستفرض بدءاً من غدٍ الثلاثاء رسوماً جمركية فورية على بضائع أمريكية بقيمة 125 مليار دولار خلال 21 يوماً. أضاف، «ندرس اتخاذ تدابير أخرى متعلقة بالمعادن ومشتريات الطاقة وشراكات أخرى».
وبالمثل، رفضت رئيسة المكسكيك كلوديا شينباوم اتهامات الرئيس ترامب لحكومتها بالارتباط بتهريب المخدرات، ووصفت ذلك ب«الافتراء» وأكدت أنها ستفرض رسوماً جمركية مماثلة للتي فرضها ترامب.
لن تكون أوروبا بمأمن من إجراءات ترامب الذي كان توعّدها أيضاً بإجراءات جمركية عقابية لمعالجة العجز المستمر منذ فترة طويلة، فالدول الأوروبية بدأت تستعد لمواجهة قرارات ترامب المتوقعة بفرض رسوم جمركية مماثلة. وقد بحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارالألماني أولاف شولتس، الأسبوع الماضي، في باريس وسائل الرد على ترامب بصورة موحدة.
ولايات متحدة جديدة، ورئيس أمريكي جديد، وإدارة جديدة لا تشبه أي إدارة أمريكية سابقة تقود العالم نحو خيارات غير مألوفة.. بدأت إرهاصاتها تتبدّى بحروب تجارية قد تقود إلى حروب أخرى.
0 تعليق