يمثل شهر الابتكار في الإمارات مناسبة وطنية تسلّط الضوء على إنجازات الابتكار في دولة الإمارات؛ حيث شكّلت (الإمارات تبتكر 2025) منصة مفتوحة تهدف لتعزيز وغرس ثقافة الابتكار في أجيال المستقبل، وتوفير بيئة تحول الأفكار إلى مشاريع تحويلية، ترتكز على الارتقاء بكفاءة القطاعات الحكومية والخاصة على جميع المستويات، وتعزز جودة الحياة في المجتمع من جميع النواحي الحياتية والخدمية وغيرها.
إن تبنّي قوة الابتكار شعاراً رئيسياً لفعاليات (الإمارات تبتكر 2025)، إنما يعكس نهج الدولة ورغبتها في استدامة الابتكار وتعزيزه في جميع مجالات العمل؛ حيث تعدّ واحدة من أبرز الدول في مجال الابتكار على مستوى العالم، ونموذجاً يُحتذى به في كيفية تحويل الأفكار الإبداعية إلى واقع ملموس، ما أسهم في تعزيز مكانتها مركزاً عالمياً للابتكار والتكنولوجيا.
يعود هذا التوجّه إلى رؤية القيادة الرشيدة التي تسعى دائماً إلى تحقيق التميز والريادة في مختلف المجالات؛ حيث تأسست الهيئة الوطنية للابتكار في عام 2014، كجزء من رؤية الإمارات 2021، وتهدف إلى تحقيق اقتصاد معرفي مستدام يعتمد على الابتكار كركيزة أساسية، وتَمثّل هذا في العديد من المبادرات والمشاريع التي تهدف إلى تعزيز ثقافة الابتكار في المجتمع.
على سبيل المثال، تم إنشاء «مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي» الذي يسعى إلى تطوير حلول مبتكرة للتحديات الحكومية، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، وفي مجال التكنولوجيا، أطلقت الإمارات العديد من المشاريع؛ مثل «مدينة دبي الذكية» التي تهدف إلى استخدام التكنولوجيا لتحسين جودة الحياة في المدينة. كما تُعدّ الإمارات من الدول الرائدة في استخدام الذكاء الاصطناعي؛ حيث تم تأسيس «مجلس الإمارات للذكاء الاصطناعي» لتعزيز استخدام هذه التقنية في مختلف القطاعات.
وفي مجال الطاقة المتجددة، تُعدّ محطة «نور أبوظبي» واحدة من كبرى محطات الطاقة الشمسية في العالم؛ حيث تسعى الإمارات إلى تحقيق أهدافها في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وزيادة نسبة الطاقة المتجددة، أما في مجال الرعاية الصحية، فقد أطلقت الإمارات العديد من المبادرات التي تهدف إلى تحسين جودة الخدمات الصحية، ومن أبرزها «استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي»، وإنشاء «مركز أبوظبي للصحة العامة» الذي يسعى إلى تعزيز الابتكار في مجال الصحة العامة والوقاية من الأمراض.
تُظهر الإمارات من خلال هذه المبادرات والتوجهات التزامها العميق بالابتكار كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة، وتحسين جودة الحياة؛ حيث يعدّ شهر الابتكار مبادرة لنشر هذه الثقافة في القطاع الحكومي والخاص عبر الاحتفاء بالإنجازات والحلول الجديدة، وتقديم حلول مبتكرة للتحديات العالمية، والمساهمة في بناء عالم أفضل.

[email protected]