هدنة غزة المهددة - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

تزايدت المخاوف، بشأن انهيار هدنة غزة الهشة أصلاً، في ظل الضغوط والاتهامات المتبادلة، بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصاً بعد تعليق الإفراج عن الدفعة السادسة من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع، على خلفية عدم التزام إسرائيل بالبروتوكول الإنساني الملحق بالاتفاق، والمماطلة الإسرائيلية بشأن بدء مفاوضات المرحلة الثانية.
كان نتنياهو العائد من الولايات المتحدة مزهواً إلى حد الانتشاء، بعد حصوله من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هدايا لم يكن يتخيلها حتى في أحلامه، يسعى إلى تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي وافق عليه على مضض، من دون الذهاب إلى المرحلة الثانية، التي تتضمن استحقاقات كبرى بينها إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من قطاع غزة. وهو ما قد يكلفه انهيار ائتلافه الحكومي، وربما مستقبله السياسي، وبالتالي فقد سعى إلى إفشال الاتفاق عبر شتى الوسائل، ومن ذلك إرساله فريق تفاوض إلى الدوحة بلا صلاحيات تخوله الحديث عن المرحلة الثانية، وأيضاً توظيف عدم الالتزام بالبروتوكول الإنساني وخرق وقف إطلاق النار باستهداف المدنيين، لاستفزاز الجانب الفلسطيني ودفعه إلى تعليق الاتفاق، وتحميله مسؤولية إفشاله، في الوقت ذاته.
لكن هذه المحاولات لم تنطل على عائلات الرهائن، وقطاع واسع من الإسرائيليين الذين سارعوا إلى تحميل نتنياهو مسؤولية إفشال الاتفاق، والخروج إلى الشوارع للمطالبة بإتمام الصفقة. وهنا يتجلى مأزق نتنياهو، فهو إن ذهب إلى مفاوضات المرحلة الثانية، سيخاطر بانفراط عقد حكومته الائتلافية، وإن لم يذهب سيتحمل مسؤولية التخلي عن أسرى إسرائيليين، بعد أن شاهد الجميع أن عملية التبادل سارت سيراً طبيعياً في الجولات الخمس الأولى.
لكن ما يفاقم هذه المخاوف التهديدات التي أطلقها ترامب بفتح أبواب الجحيم، إذا لم يتم إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة بحلول ظهر يوم السبت المقبل. وهي تهديدات لم تعد تقتصر على الرهائن، وإنما طاولت قطع المساعدات الأمريكية عن مصر والأردن إذا لم يقبلا بتهجير الفلسطينيين إلى أراضيهما، بعد أن جدد تمسكه بخطته لترحيل سكان قطاع غزة، وتحويله إلى «ريفييرا» الشرق الأوسط، بعد شرائه وتملكه من جانب الولايات المتحدة.
ومع أن الكثير من التساؤلات تثار حول كيفية تملكه، وممن سيشتريه ولمن سيدفع الثمن، وكيفية اقتلاع أكثر من مليوني فلسطيني من أرضهم، وما إذا كان سيرسل قوات أمريكية لبسط السيطرة عليه، بعد تكرار حديثه عن فتح أبواب الجحيم، وكأن أبواب الجحيم هذه لم تكن مفتوحة على مدار 15 شهراً من حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع، إلا أنه لم يتم تقديم إجابات واضحة عن هذه التساؤلات حتى الآن.
لكن هذه الخطة التي ووجهت برفض فلسطيني وعربي ودولي، وشكوك من جانب الإسرائيليين أنفسهم، تسلط الضوء على سياسة حافة الهاوية التي لا أحد يمكنه التكهن بنتائجها، خصوصاً وأنها تفتقر لأي أفق سياسي، يعطي الفلسطينيين حقوقهم المشروعة، ويحقق السلام للجميع والأمن والاستقرار للمنطقة.

[email protected]

أخبار ذات صلة

0 تعليق