يعاني أغلبية «النواطير» في البنايات السكنية من عدم الكفاءة واستغلال السكان بطرق شتى، الأمر الذي يؤدي إلى سوء الخدمة الذي يلمسه معظم السكان، ما يطرح أكثر من تساؤل أهمها من المسؤول عن ضبط هؤلاء «النواطير» وتفاصيل أعمالهم اليومية التي لا تخلو من استغلال السكان لتحقيق دخل غير الرواتب التي يتقاضونها، وهذا يؤكد أن مسؤولية أصحاب العقار عليهم غير كافية، وتحتاج إلى إعادة النظر لضبط هذه الفئة.
هناك العديد من المشاكل التي قد يتسبب فيها «نواطير» البنايات، وهؤلاء جزء أساسي من إدارة العقارات التي لا تخلو من وجود كاميرات تغطي جميع أجزاء العقار، وهذه الكاميرات مربوطة بشاشات يراقبها «النواطير»، فما هي الحدود المسموح فيها لهذه الفئة بالتعامل مع سجلات الكاميرات.
جميع «النواطير» يفتقدون للتدريب والتأهيل للتعامل الجيد البعيد عن المنفعة مع السكان، الأمر الذي يؤثر في جودة الخدمات، ويصل الأمر إلى إزعاج السكان نتيجة محاولات «النواطير» المتكررة لتحقيق المكاسب المادية من خلال فرض رسوم بطريقة غير مباشرة على السكان نظير جمع القمامة، وغير ذلك من الخدمات التي تعتبر إلزامية عليه وهي من مهامه الوظيفية التي يتقاضى عليها راتباً من صاحب العقار.
من الإزعاجات المتكررة من بعض «النواطير» جمع القمامة واستخدام مصاعد السكان لنقل هذه القمامة بعد الساعة السابعة صباحاً، ما يزعج السكان خلال توجههم إلى أعمالهم ، حيث لا تطاق المصاعد نتيجة هذه الممارسات غير المسؤولة من بعضهم في ظل غياب الرقابة عليهم من صاحب العقار.
تكثيف حملات التفتيش من جهات الاختصاص على البنايات السكنية سيكشف الكثير من التجاوزات التي تمارسها نسبة كبيرة من «النواطير»، وعلى رأسها الاحتفاظ بقطع أثاث قديم لإعادة بيعها ويقومون بجمعها من السكان المغادرين للمبنى ويحتفظون بها في الممرات وفي المساحات المتوفرة على الدرج المؤدي إلى الطوابق العليا، ويجب اتخاذ إجراءات رادعة تجاه غير الملتزمين في الدرجة الأولى، ثم أصحاب العقارات التي يوجد فيها مثل هذه المخالفات .
بعض هؤلاء غير مدركين لواجباتهم وغير مبالين بها، مما يؤدي إلى تقصير في أداء المهام مثل مراقبة الدخول والخروج، والإبلاغ عن الأعطال، والحفاظ على النظافة، وبعض «النواطير» يستغلون سلطتهم لتحقيق منافع شخصية، من خلال فرض رسوم غير قانونية على الخدمات، وفي بعض الحالات، قد يتدخلون في خصوصيات السكان، مثل محاولة معرفة تفاصيل حياتهم الشخصية، الأمر الذي يتطلب فرض تدريب كاف لهذه الفئة حول كيفية التعامل مع السكان والزوار، للحد من تجاوزاتهم.

[email protected]