في العطاء والكرم، ألف مثل وقصة، وقبل هذا وذاك، كتاب الله عز وجل، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، التي بينت لنا دروب الخير والعطاء، كونه خلقاً إسلامياً أصيلاً، حثَّ عليه الإسلام في مواضع عديدة في القرآن والسنة.
وللعطاء أثر طيب في النفس، وكلما أعطى الإنسان بلا مقابل، كلما رزق بلا توقع، والذي يُعطي ينشر السعادة والأمل والحياة، ويزداد جمال العطاء حينما يغض النظر عن الجنس واللون والدين، وهذا هو ديدن دولة الإمارات التي جُبلت منذ يومها الأول على العطاء الذي غرسه في أركانها ووجدانها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أعطى أبناءه وأهله بلا حدود، وامتد عطاؤه إلى معظم العالم بأسره.
عطاء الإمارات ازداد عاماً بعد عام، ووصل إجمال ما قدمته من عطايا منذ تأسيسها في عام 1971، وحتى اليوم أكثر من 100 مليار دولار، شملت كافة مناحي الحياة الإنسانية والعمرانية والتعليمية والصحية، وغيرها من المجالات التي يحتاجها كل بشر.
وفي رصد مساعدات الإمارات الدولية، نجدها أول من يسارع لمساعدة كل محتاج، ومكلوم، وكان في تجربة كورونا، برهان على أن خير الإمارات الممتد لا يعرف الحدود ولا ينظر إلى أي اعتبارات غير الإنسانية، وحين سكنت الأجواء من الطيران، لم نر سوى طائرات الإمارات تجوب الأرض حاملة المساعدات والمؤمن لكل محتاج أو مصاب.
وفي مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عام 2015 لتعنى بالعمل الإنساني والإغاثي خارج حدود دولة الإمارات، وينطوي تحت مظلتها أكثر من 30 مبادرة يقترب إجمالي حجم إنفاقها خلال 2023 من الملياري درهم، أحدثت أثراً إيجابياً في حياة 111 مليون مستفيد في 105 دول حول العالم.
عدوى محمد بن راشد في العطاء، تطال الكثيرين، ونرى في كل يوم مؤسسات وأشخاص يبادرون إلى ذلك، وإن كان آخرها ما أقدم عليه رجل الأعمال مرويس عزيزي، الذي فقد ابنته بسبب المرض فتبرع ب3 مليارات درهم لدعم «وقف الأب» الذي أطلقه الشيخ محمد بن راشد لتكريم الآباء، وكان قد تبرع العام الماضي ب600 مليون درهم لإنشاء مجمع تعليمي وقفي ضمن حملة «وقف الأم».
القدرة على العطاء، صفة قد لا يمتلكها الجميع، ويمكن التأسيس لها بإيجاد القدوة الحسنة التي تشجع على الإقبال عليها، خاصة وأن السعادة التي تغمر قلب المعطي، قد تكون أكثر بكثير من إحساس المعطى له.

[email protected]